كتب : محمود مصطفى
"كان موقفا فريدا ولحظة شديدة الخصوصية بالنسبة لي، لن أنسى تلك الليلة".
قبل انطلاق مواجهة إياب دور الثمانية من دوري أبطال أوروبا عام 2003، لم يكن المهاجم البرازيلي لريال مدريد هو محور اهتمام أليكس فيرجسون المدير الفني لمانشستر يونايتد، بعد 67 دقيقة من الكرة في أولد ترافورد، أدرك المدرب الاسكتلندي كم كان مخطئا.
فيرجسون كان قلقا قبل سحب قرعة ثمن النهائي من مواجهة حامل اللقب، حتى أنه ألمح بشكل ما إلى أن الاتحاد الأوروبي وضع الفريقين سويا ليؤمن طريق مدريد إلى النهائي ورغم أنه سرعان ما تراجع عن تصريحه إلا أن الامر لم يكن مجرد ألعاب ذهنية، ريال مدريد كان فريقا مرعبا وقتئذ.
مواجهة الذهاب في مدريد أكدت ذلك، ثلاثة أهداف للإسبان في مقابل هدف وحيد سجله رود فان نيستلروي حافظ ليونايتد على بعض الأمل.
واستباقا لمواجهة الإياب صرح فيرجسون "أتمنى ألا يكون محبا للسفر، وإذا كان محبا له سنمنعه من دخول البلاد"، الكلام كان مزاحا لكنه لم يكن يتحدث عن رونالدو، هداف كأس العالم والمتوج بجائزة أفضل لاعب في أوروبا، فيرجسون كان متخوفا من راؤول صاحب هدفين في الذهاب.
وتابع الاسكتلندي "ريال مدريد يتعاقد مع لاعبين كبار كفيجو وزيدان ورونالدو ولكني أعتقد أن أفضل لاعب في العالم هو راؤول".
فيرجسون حصل على ما يتمناه، غاب راؤول عن قائمة ريال مدريد للإياب بسبب التهاب في الزائدة الدودية.
انفرد رونالدو بقيادة هجوم مدريد فيما أمن فيرجسون خط وسط فريقه بالدفع بالثلاثي نيكي بات وروي كين وخوان فيرون.
12 دقيقة تمر، زيدان يقدم تمريرة سحرية لجوتي، والأخير يسلمها لرونالدو الذي كان في طريقه للإفلات من رقيبه ريو فيرديناند على الجانب الأيمن من منطقة الجزاء ويقرر أن يسدد مباشرة في الزاوية الضيقة لمرمى فابيان بارتيز. 1-0.
الهدف كان معناه زيادة صعوبة مهمة يونايتد، كانوا يحتاجون لثلاثة أهداف ليعادلوا نتيجة الذهاب، نيستلروي سجل هدفا قبل نهاية الشوط الأول.
ربما كان ذلك الهدف ضروريا ليونايتد، ولكن ريال مدريد الذي أراد إنهاء مهمته مبكرا دخل الشوط الثاني ليقدم أداء خياليا، إذا كنت من محبي "تيكي تاكا" برشلونة مع جوارديولا بإمكانك أن تشاهد نسخة أولية لهذه الطريقة في بداية الشوط الثاني من مواجهة أبريل 2003 بين ريال مدريد ومانشستر يونايتد.
سيطرة تامة لفريق العاصمة الإسبانية، ومرة أخرى يفتت زيدان دفاعات مدريد ببينية ساحرة لروبرتو كارلوس الذي مرر الكرة بسهولة داخل منطقة الجزاء لرونالدو غير المراقب على بعد سبعة أمتار من المرمى، 2-1.
لم يكن ذلك كافيا للبرازيلي، الظاهرة، الذي تسلم الكرة على بعد 35 متر من المرمى وركض باتجاه دفاع يونايتد المتراجع في مواجهته، وسدد من خارج منطقة الجزاء أجمل أهداف ثلاثيته.
يرفع الحكم الرابع لوحته الإليكترونية في الدقيقة 67 معلنا خروج رونالدو من أرض الملعب ونزول سانتياجو سولاري، ما حدث بعد ذلك يرويه بييرلويجي كولينا الحكم الإيطالي الشهير الذي أدار المباراة "عندما سجل رونالدو ثلاثة أهداف، حتى جماهير مانشستر يونايتد كانوا متيقنين أن فريقهم لن يصل لنصف النهائي. عندما غادر الملعب وقف كل مشجعو يونايتد تقريبا وصفقوا لأنه بالتأكيد ما فلعه رونالدو في تلك المباراة كان أمرا استثنائيا".
سيحرز يونايتد هدفين ويفوز بنتيجة اللقاء 4-3 ولكنه سيخسر المواجهة بفارق الأهداف، وسيخسر ريال مدريد لقبه لصالح ميلان ولن يحرس بارتيز مرمى الشياطين الحمر بعد تلك الليلة، ولحظة كخروج رونالدو من أرضية مسرح الأحلام لم تتكرر منذ ذلك الحين.