كتب : منار سرحان
إذا عدنا للخلف بعض السنوات وبالتحديد خلال السنوات الثلاثة لبرشلونة تحت قيادة بيب جوارديولا سنتذكر بالطبع كيف كان يفوز النادي الكتالوني ولكن سنتذكر أيضا كيف كانت شخصية الفريق وتحديدا في وسط الملعب، فبعيدا عن ميسي لم يكن سيحفظ هذا الفريق موقعه في تاريخ النادي وتاريخ الكره بدون خط وسطه.
والآن مع عودة للحاضر سنكون اليوم مع موعد مع كلاسيكو الكرة الإسبانية بين ريال مدريد وبرشلونة بالدوري وتحديدا في تمام الساعة الـ 8:45 حيث يستضيف البيرنابيو فريق لويس إنريكي بعد الخروج من دوري أبطال أوروبا وهو يحمل كثير من عوامل الشك التي جعلت هذا الفريق يبدو بعيدا بشكل كبير عن فريق جوارديولا.
برشلونه انريكي
يظهر فريق إنريكي وهو يعاني بوسط الملعب واعتماد الفريق بشكل كامل على خطورة الثلاثي الأمامي "ميسي وسواريز ونيمار" في ظل هبوط أداء إنييستا وعدم تواجده بشكل أساسي الفترة الماضية وسوء أداء من أندريه جوميز وإصابة أردا توران الذي لم يقدم الكثير أيضا حتى قبل إصابته وسوء الحظ مع الإصابات لرافينيا وقلة الدقائق والخبرة لدينيس سواريز ولم ينجو من هذا سوى سيرجيو بوسكيتس الذي يحاول التماسك في أداء بخط وسط برشلونة مع إيفان راكتيتش.
ومع إنريكي لم يتغير أداء خط الوسط فقط ولكن أيضا طريقة اللعب بشكل عام للفريق، فسابقا كان الاستحواذ هو العنصر الأخطر لبرشلونة وعدم فقدان الكره بسهولة مع سرعة استعادتها ولكن الآن وفي ظل وجود الـMSN أصبحت الهجمة المرتدة هي السلاح الأشد للفريق الكتالوني والأسهل للوصول لمرمى الخصم وهو ما يذكرنا بفريق مورينيو بشكل أكبر ولكن مع هشاشة دفاعيه للفريق الكتالوني، دمج الطريقتين في 2015 أهلت إنريكي وبرشلونة للفوز بدوري أبطال أوروبا ولكن بعد عامين بدأت الطريقة الثانية تظهر أكثر فاعليا بالشق الهجومي لبرشلونة بالوقت الحالي.
خط وسط كتالوني
ومع فقدان برشلونة لشخصيتهم المعتادة يبدو بأن ريال مدريد تحت قيادة زيدان يحاول الاقتراب أكثر لهذه الطريقة، فريال مدريد خلال عامين نجح في أن يحرم برشلونة من ثلاثة صفقات بخط الوسط كادت أن تتيح لبرشلونة الاستمرار في الحفاظ على شخصية فريق جوراديولا لفترة أطول.
أسماء مثل ماركو أسينسيو وتوني كروس وإيسكو كان بالفعل يسعى لها برشلونه ولم ينجحوا لأسباب مختلفة ولكن لتزيد المشكلة انتقلوا للغريم التقليدي، توقيع برشلونة مع هذا الثلاثي بشكل خاص كان سيعني كالتعويض "نظريا" لكل من تشافي وإنيستا، فالثلاثي كلف ريال مدريد 58 مليون يورو (ايسكو 30، كروس 23، أسينسو 3.5) وهو على سبيل المثال أقل مما كلف برشلونه التوقيع مع أندريه جوميز وباكو ألكاسير من فالنسيا.
خط وسط مدريد جعل الفريق يبدو أكثر جماعية وهو العنصر الأساسي الذي جعل فريق جوارديولا يبدو لا يقهر، فعلى الرغم من وجود الـBBC فإن ريال مدريد لا يعتمد عليهم بشكل أساسي وربما يفضل بعض الجماهير ان يشارك الثلاثي بشكل منفصل للاستفادة من خطورة خط وسط ريال مدريد بوجود إيسكو أو أسينيسو بجانب لوكا مودريتش وتونس كروس وكاسيميرو.
أيضا لاعبين مثل مودريتش أو كروس أو حتى مارسيلو قد يظهروا في قائمة أفضل ثلاث لاعبين بقائمة ريال مدريد هذا الموسم وهنا يظهر الفارق الكبير بينهم وبين برشلونة هذا الموسم الذي بدون تواجد الـMSN قد يبدو عاجزا.
في كلاسيكو مباراة اليوم ريال مدريد يستطيع أن يكون برشلونة السنوات الماضية مع الفارق في الأسماء وطريقة الفريق الفنية التي تعتمد على الاستحواذ وعدد كبير من العرضيات والاختراق من العمق بوجود إيسكو وأسينسيو ولكن بشكل عام فإن برشلونة اليوم قد يرى بالملعب الثلاثي الذي كانوا يستطيعون قيادته للاستمرار على القمة لسنوات طويلة.