كتب : علي أبو طبل
تتجه أنظار محبي كرة القدم في جميع أنحاء العالم صوب ملعب "سانتياجو برنابيو" حيث يقام كلاسيكو جديد بين الغريمين ريال مدريد وبرشلونة.
الصراع يحتدم على قمة الدوري الإسباني مع اقتراب نهاية الموسم، ونقاط المباراة هامة للغاية للفريقين من أجل اقتناص اللقب.
لكن دعونا نستعرض في التقرير التالي وجه مختلف للكلاسيكو. الوجه الاقتصادي للمباراة التي تقام مرتين على الأقل في كل موسم.
أرباح هائلة يجنيها الرعاة ووسائل الإعلام من بث ومتابعة هذه المباراة بأشكال مختلفة، مستفيدين من عدة معطيات وأرقام.
كيف تجد أسماء مثل كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي ونيمار دا سيلفا – الذي قد يغيب عن المباراة للإيقاف- وغيرهم من الأسماء معا في مباراة واحدة دون أن تحقق الاستفادة المادية القصوى؟
موقع "فوربس" الاقتصادي أفرد تقريرا عن اقتصاديات الكلاسيكو، وأرقام تحققت في المواجهة الأخيرة التي أقيمت في شهر ديسمبر الماضي وانتهت بالتعادل الإيجابي 1-1 على ملعب "كامب نو".
موقع المجلة الاقتصادية الأمريكية ذكر أن ناديي ريال مدريد (3.65 مليار دولار أمريكي) وبرشلونة (3.55 مليار دولار أمريكي) هما ثاني وثالث العلامات الرياضية من حيث القيمة المادية على مستوى العالم، فقط يتفوق عليهما فريق دالاس كاوبويز في رياضة كرة القدم الأمريكية.
البرتغالي كريستيانو رونالدو (88 مليون دولار سنويا) ويليه الأرجنتيني ليونيل ميسي (81.4 مليون دولار سنويا) هما أعلى الرياضيين أجرا في العالم خلال العام الماضي كذلك.
كيف يستفاد الرعاة من كل تلك المعطيات؟
وجود مباراة تحتوي كل تلك الأسماء والأرقام الرنانة تعد فرصة عظيمة للمعلنين والرعاة.
يمكن الاستفادة عن طريق الإعلانات على قمصان الفريقين وأرضية الملعب والجرافيك الذي يظهر على شاشة التلفزيون خلال البث المباشر وأشياء أخرى.
العائد من الرعاية والإعلانات للمباراة الأخيرة في ديسمبر الماضي بلغ 42.5 مليون دولار أمريكي، حصل برشلونة على نسبة 87% منها حسب اللوائح، كونه النادي المستضيف للمباراة.
عائد البث التلفزيوني عبر شبكات القنوات المختلفة حول العالم بلغ 26.8 مليون دولار أمريكي، وهو ما يمثل قرابة 60% من عائدات المباراة.
مصادر أخرى للعائدات تتواجد مثل التغطية الإخبارية التي حققت 9.4 مليون دولار، وتغطية وسائل التواصل الاجتماعي والتي بلغت عائداتها 5.1 مليون دولار.
أرقام منطقية لمباراة شاهدها أكثر من 2 مليون مشاهد في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو رقم قد يزيد عن نسبة مشاهدة أي مباراة في دوري كرة القدم الأمريكية NFL، اللعبة الأكثر شعبية من كرة القدم في الولايات المتحدة.
وبالطبع، عشرات أضعاف هذا الرقم من المشاهدين هو العدد الفعلي الذي تابع المباراة حول العالم.
وسائل التواصل الاجتماعي
وجود شبكات التواصل مؤخرا ساهم بشكل كبير في حركة كرة القدم مع جذب الكثير من المعلنين إليها، كوسيلة مربحة لبعض الأندية التي تخوض مواجهات هامة خارج ملعبها.
على سبيل المثال، 41% من أرباح ريال مدريد المادية من الكلاسيكو الأخير في ديسمبر الماضي كانت من خلال استغلاله للمعلنين عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت.
برشلونة استغل مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مثالي كذلك خلال الكلاسيكو الأخير، حيث قامت الصفحة الرسمية للنادي على موقع فيسبوك بعرض فيديو مباشر بعد نهاية المباراة مباشرة يتضمن استوديو تحليلي واستعراض للأرقام وأجواء ما بعد اللقاء من داخل ملعب "كامب نو".
شاهد الفيديو 4.3 مليون شخص حول العالم، وهو ما جذب عائدات بقيمة 186 ألف دولار.
أمر كهذا ينجح حين تكون علامة رياضية كبيرة مثل برشلونة الذي يمتلك 101.6 مليون متابع على شبكات فيسبوك، مقابل 101.4 مليون متابع لريال مدريد، وفقط ينضم إليهم مانشستر يونايتد (73.2 مليون متابع) كعلامات رياضية تمتلك أكثر من 50 مليون متابع على موقع "فيسبوك".
أرباح ريال مدريد في الكلاسيكو القادم قد تكون قياسية في كلاسيكو الأحد، خاصة أن فريق العاصمة الإسبانية يبدو أفضل من غريمه من ناحية التسويق وعقود الرعاية.