كتب : رامي جمال
يستيقظ مذعورا، حزينا، مصدوما. والسبب حلم سيء، إصابة 24 لاعبا من مانشستر يونايتد. جوزيه مورينيو يتمالك نفسه عقب الحلم السيء، ليستقبل الكابوس الأسوأ من هذا الحلم. إصابة زلاتان إبراهيموفيتش.
ربما لن يكترث المدرب البرتغالي حال إصابة خط دفاع يونايتد بالكامل ولم لا فهو الآن لا يملك قلب دفاع متاح سوى إيريك بايي بعد إصابة ماركوس روخو، لكن غياب إبرا قد يكون القشة التي قصمت ظهر البعير.
تعرض المهاجم السويدي المخضرم لإصابة قوية في الركبة أثناء لقاء أندرلخت يوم الخميس وجميع الأنباء الواردة من مصادر موثوقة مثل شبكة "سكاس سبورتس" بفرعيها الإنجليزي والإيطالي تؤكد إصابته بقطع في الرباط الصليبي.
الصحفي الموثوق القادم من إيطاليا جيانلوكا دي مارزيو أكد أن إصابة إبرا عبارة عن تمزق في الرباط الصليبي الأمامي والخلفي وقد يغيب من ثمانية لتسعة أشهر.
أما موقع "كالتشيو ميركاتو" الإيطالي ذهب لما هو أبعد من ذلك حيث أشار إلى أن الإصابة تهدد بنهاية مسيرة اللاعب صاحب الـ35 عاما الذي كان يمتلك عرضا من لوس أنجلوس الأمريكي أو التجديد لعام آخر مع يونايتد.
أرقام رائعة
منذ انضمام المهاجم الملقب بالسلطان إلى مانشستر يونايتد الصيف الماضي في صفقة انتقال حر قادما من باريس سان جيرمان أصبح أكثر لاعبي الفريق مشاركة في المباريات في كل البطولات بواقع 46 لقاء.
حارس مرمى يونايتد ديفيد دي خيا شارك في 40 مباراة في كل البطولات، الأرقام توضح كم يعتمد مورينيو على إبرا.
فمورينيو منذ توليه مسؤولية تدريب يونايتد وجلبه لإبرا أراده قدوة للعديد من اللاعبين الشباب في فريقه وقائدهم الفعلي داخل الملعب.
إبرا لم يخيب ظن مدربه الاستثنائي مثلما فعل معه في إنتر ميلان في السابق وسجل 28 هدفا وصنع 10 آخرين، أي أنه شارك في تسجيل الأهداف أو صناعتها في 83% من مبارياته في كل البطولات.
كيف ينجو مورينيو من الكابوس
بول سكولز لاعب يونايتد السابق تحدث لشبكة "بي تي سبورت" الإنجليزية قبل لقاء أندرلخت يوم الخميس قائلا:"بعد لقاء تشيلسي يوم الأحد الماضي يجب أن يشارك ماركوس راشفورد".
وأوضح"ربما كانت هناك بعض الشكوك قبل لقاء تشيلسي الذي كان بمثابة تجربة للمباريات الكبرى المقبلة وخلال الموسم المقبل أيضا".
وأكمل"بالطبع هناك مكان لزلاتان فهو يمتلك إمكانيات رائعة وقدم موسما مميزا، لكن في المباريات الكبرى حيث نحتاج للطاقة ولاعب يستطيع الركض سريعا خلف المدافعين، راشفورد يستطيع القيام بذلك".
حتى الآن ما قاله سكولز يتفق كثيرا مع الواقع ومع قائمة يونايتد في الموسم الجاري، فالشياطين الحمر دخلوا الموسم بأربعة مهاجمين هم إبراهيموفيتش وواين روني وراشفورد وأنتوني مارسيال.
لا يعتمد مورينيو على روني بشكل كبير حيث شارك في 31 مباراة فقط خلال الموسم الحالي وسجل خمسة أهداف وصنع 10 بالإضافة لتعرضه لإصابات عدة.
أما أنتوني مارسيال فتعرض لانتقادات لاذعة من مورينيو لأكثر من مرة وكان آخرها حينما قال:"عليه تنفيذ ما أحب، عليه أن يعطيني ما أحتاجه من لاعبي فريقي".
إذا لا يتبقى أمام مورينيو حل سوى الدفع براشفورد في هجوم الفريق الذي بدأ مسيرته مع يونايتد بشكل متميز للغاية الموسم الماضي تحت إمرة المدرب الهولندي لويس فان جال.
ولكن منذ قدوم مورينيو وإبرا، لجأ المدرب البرتغالي إلى إشراك اللاعب الإنجليزي كجناح أيسر ذلك الأمر قلل نسبة تهديفه بشكل كبير.
ففي موسم 2015-2016 شارك راشفورد في 18 مباراة في كل البطولات وسجل 7 أهداف وصنع اثنين آخرين، وساهم في أهداف بنسبة 55% من عدد اللقاءات التي شارك فيها.
أما الموسم الحالي فتلك النسبة انخفضت إلى 35% بعدما سجل 10 أهداف وصنع 5 خلال 41 مباراة.
لكنه عاد مؤخرا لحاسته التهديفية بعدما سجل ثلاثة أهداف متتالية في شباك سندرلاند وتشيلسي وأندرلخت.
مورينيو نفسه أشاد كثيرا براشفورد مؤكدا أنه رغم غيابه عن تسجيل الأهداف فهو دائما ما يشركه لثقته فيه وتنفيذ ما يطلبه منه دائما.
آخر تلك الإشادات جاءت عقب لقاء أندرلخت فيتحدث مورينيو قائلا:"هذا ما كنت أقوله أبقيت راشفورد بسبب ثقتي فيه وما يمنحه للفريق لديه عقلية مميزة، هو يعرف كيف يحصل على ثقتي هناك آخرين لا يعرفون كيف يقومون بذلك الأمر".
الآن لا يأمل مورينيو في أي شيء سوى في ابتعاد الكوابيس عنه حتى وابتعاد الإصابات عن راشفورد حتى لا يجد نفسه في موقف بالغ السوء أكثر مما هو فيه حاليا.