ريفالدو.. ملك برشلونة غير المتوج الذي لم تحبه الجماهير

هناك بعض اللاعبين الذين يمتلكون لحظات ساحرة، تلك التي تجعلك عاجزا عن وصفها، سعيدا برؤيتها، بيتر شمايكل كان أحد الضحايا لتلك اللحظات، مانشستر يونايتد وقف عاجزا مع حارسه الأسطوري أما السحر.

كتب : إسلام مجدي

الخميس، 20 أبريل 2017 - 15:10
صور من مسيرة ريفالدو

هناك بعض اللاعبين الذين يمتلكون لحظات ساحرة، تلك التي تجعلك عاجزا عن وصفها، سعيدا برؤيتها، بيتر شمايكل كان أحد الضحايا لتلك اللحظات، مانشستر يونايتد وقف عاجزا مع حارسه الأسطوري أما السحر.

كتب روب سميث صحفي "جارديان" في وقت ما :"تواجد لاعبون قلائل منذ عهد دييجو مارادونا امتلكوا خليطا من العبقرية والقوة التي تجعل بعضهم رجالا لفريقهم واحد منهم يقود للفوز، ستيفن جيرارد أحيانا، كريستيان رونالدو ربما، وبكل تأكيد هناك ريفالدو".

وأضاف "في بعض الأحيان كان من المستحيل أن تلعب ضده، جودة أهدافه تتحدث عنه، لقد كان رائعا، والتنافس جعل مستواه أسطوري".

أيام النجم البرازيلي ريفالدو لم تكن سعيدة، كان خلال فترة الطفولة محاطا بالفقر، إلى أن انضم إلى ديبورتيفو لاكرونا، وسجل 21 هدفا في 41 مباراة.

سير بوبي روبسون كان مدربا لبرشلونة في تلك الفترة، وكان أمامه خيارا واحدا إما ستيف ماكمانمان أو ريفالدو، وقرر المراهنة على الأخير ليضمه إلى برشلونة.

بعد ذلك كانت دفعة قوية لبرشلونة، الحصول على مهاجم بهذه القدرات، سجل 19 هدفا في 34 مباراة خاضها بموسمه الأول، وساعد برشلونة في الفوز بلقب الدوري وكأس ملك إسبانيا، واستمر في التألق مع فريقه، وسجل أهدافا لا تنسى، وفي الموسم التالي سجل 24 هدفا في الدوري الإسباني، وفاز بالكرة الذهبية وأفضل لاعب في العالم من الفيفا.

كان مخيفا للغاية في أفضل أوقاته، نجاحه استمر وأحبته الجماهير في إسبانيا، لكن البرازيليين لم ينسوا له ما فعله أبدا.

تمريرة خاطئة من ريفالدو إلى نيجيريا تسببت في هزيمة السليساو في أولمبياد 1996، وأهدر فرصا وسط سخط من الجماهير، إلى أن تم استبعاده من المباراة التي حقق خلالها المنتخب برونزية الأولمبياد.

عاشا أياما صعبة للغاية مع منتخب البرازيل، حتى إنه فكر جديا حسب صحيفة "سبورت" باعتزال اللعب دوليا، خاصة بعد الشتائم والإهانات الكثيرة التي تعرض لها في البرازيل.

البعض كان يهينه بشتى أنواع الإهانات سواء كانت عنصرية أم لم تكن، على الجانب الأخر كان رونالدو هو الفتى الذهبي المحبوب.

حاول ريفالدو أن يعود مجددا ويتجنب المشاكل، وذلك من خلال بوابة كوبا أمريكا 1999، لكن كلما لعب بطريقة أفضل في برشلونة، كلما أثر ذلك عليه في البرازيل.

لطالما تحدث ريفالدو عن أن تلك الانتقادات ليست عادلة، لكنه كان يرى فيها دافعا وحافزا له، دائما شعر بالكبرياء والفخر بما يقدمه، ولطالما أراد أن يقدم أكثر، لكنه كان دائما يبدو حزينا كلما ارتدى قميص البرازيل.

حينما سئل عن مضايقات الجماهير له، لم يعلق أبدا، وفكر في إجابة إيجابية، تلك التي تتحدث عن أنها أراء وأنه سيستعملها لتمنحه دفعة للأمام، لكنه كان حزينا مما يحدث له من مواطنيه.

ريفالدو صرح أكثر من مرة عن أن حلم طفولته هو اللعب لمنتخب البرازيل، لم يتحدث عن ناد أو أي شيء، وكل خطئه كان تمريرة، ثم خطأ أخر بفرصة مهدرة، وبعد ذلك أصبحت الجماهير تسخر منه وتهينه كلما سجل حتى.

سجل 8 مرات في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2002، صحيفة "سبورت" وصفت جيدا حاله، دائما مبتسم لكنه حزين للغاية، لم يمتلك ما يكفي من الكاريزما ليكون نجم الجماهير، شخصيته كانت ضعيفة لتصبح أيقونة مثل النجوم، لم يكن له الكثير من الأصدقاء في إسبانيا، وأيضا لم يكن له أي تأثير قوي مع الصحافة هناك، لذا لم يصل أحد إلى وصف تام لموهبته أو تصويرها للجماهير، ببساطة لم يحصل قط على ما استحقه.

لم يكن موسم 2000-2001 أسعد مواسمه، لويس فان جال مدرب الفريق كانت علاقته متوترة مع ريفالدو، وكان يستبعده وكان كارثيا بحق، حتى جاءت مباراة فالنسيا التي احتاج الفريق الكتالوني للفوز بها بشدة.

برشلونة احتاج خلال تلك الفترة المزيد من ريفالدو، ولم يكن بعيدا عن ذلك النداء استجاب كثيرا، وكالعادة كان بطلا، كان يمتلك من الثقة ما يكفي خاصة في قدراته، كان يعرف جيدا كيف يتحكم في قدراته داخل الملعب خاصة مع الفريق الكتالوني.

مع الفريق الكتالوني كان يشعر أنه محبوبا وبطلا، حتى لو لم يكن كذلك، كان يشعر كلما جعل الجماهير سعيدة أنه يقدم شيئا قيما، لم يكن يشعر أنه محبوبا في كثير من الفترات،

صرح ريفالدو عقب الفوز بنتيجة 3-2 على فالنسيا في 2001 :"ما حدث الليلة كان لا يصدق، أهدي هدف الفوز للاعبين الذين قاتلوا خلال موسم صعب وللجماهير التي عانت كثيرا، أنا سعيد جدا لأنني جعلتهم سعداء بأهدافي".

كان فان جال قد رحل خلال إخفاق ذلك الموسم، لكنه عاد مرة أخرى في 2002، لينتقم من ريفالدو بعد عام وحيد من مباراة فالنسيا التي جعلته بطلا أمام الجماهير رحل إلى ميلان، وعلى دكة بدلاء العملاق الإيطالي اكتشف أن إيطاليا لم تكن خلاصا له من جحيم فان جال، وأنه سيحي أياما صعبة.

جلس على مقاعد بدلاء ميلان حينما كان العملاق الإيطالي يواجه نظيره يوفنتوس في نهائي دوري أبطال أوروبا 2003، كان ذلك على ملعب أولد ترافورد، ذلك الملعب الذي شهد تألقه ضد شمايكل.

ربما أخفق ريفالدو خلال عام 2002 ولم يكن جيدا له على الإطلاق وشهد انطفاء نجمه لفترة، لكن في كأس العالم 2002، لم يكن ينوي أن يدمر آمال البرازيل في كأس العالم، بجانب رونالدو وليس في ظله كان نجما سطع في بطولة كوريا واليابان.

خلال كأس العالم 2002 سجل ريفالدو 5 أهداف وصنع هدفين في 7 مواجهات، صنع هدفا من أصل هدفين ضد ألمانيا في النهائي، بشكل أو بأخر قاد السليساو مع رونالدو للتويج باللقب، لكن الجماهير مجدت فيما قدمه رونالدو وكالعادة كان منسيا.

ريفالدو حقق الكثير من الإنجازات خلال مسيرته، لكنه مر بظروف صعبة للغاية، لم يجد عدلا من جماهير البرازيل، ربما أحبته جماهير برشلونة لأنه كان رجل المهام الصعبة، إضافة إلى حظه العاثر.

البعض قد يضرب لاعبا في مباراة ما فيتحول لبطل قومي، لكن حينما يفعل ريفالدو شيئا خاطئا ضد تركيا فإنه شخص سيء، النجم البرازيلي سيظل اسمه محفورا في التاريخ، لم يكن يوما يعيش في ظل أحد كان دوما جنبا إلى جنب بطلا بنفس الطريقة التي كان عليها رونالدو يوما ما، كان ملكا في برشلونة ربما لم يضع التاج لكنه ولم تحبه الجماهير، لكن ذلك لن ينفي الحقيقة.