مدير ميلان الرياضي الجديد ميرابيللي.. كشاف على الطريقة القديمة
الأربعاء، 19 أبريل 2017 - 20:44
كتب : عمر ناصف
في زمن يتجه عدد كبير من كشافي المواهب في الأندية الكبرى إلى البحث عن الخامات الجيدة عن طريق تسجيلات يوتيوب ويقوم فقط بشراء ما سيقدمه اللاعب في الدقائق القليلة التي ستوضع عليه كاميرات اللقاء، هناك رجل في إيطاليا مازال يقوم بالأمر على الطريقة القديمة.
الذهاب لمتابعة اللاعب بنفسه ومراقبته من أرضية الملعب لفترة طويلة، هذا الرجل هو ماسيميليانو ميرابيللي المدير الرياضي الجديد لميلان.
يقضي ميرابيللي 4 أشهر كل عام خارج إيطاليا بحثا عن المواهب فيذهب إلى أمريكا الجنوبية شهرين لمتابعة المواهب التي تخطف أنظاره قبل أن يعود إلى أوروبا مسافرا حولها لشهرين أخرين للحصول على المواهب الناشطة بها.
الملاك الجدد للنادي - بعد ترشيح من المدير التنفيذي ماركو فاسوني - أعلنوا عن تعيينهم لميرابيللي صاحب الـ47 عاما كمدير رياضي للفريق ليشغل هذا المنصب الذي كان يقوم بأعماله المدير التنفيذي السابق أدريانو جالياني بعد رحيل أريدو بريدا عن الفريق في 2013.
كان ميرابيللي يشغل منصب كشاف مواهب لإنتر ميلان منذ 2014 وحتى اليوم، عندما اقتنصه فاسوني وميلان لأنفسهم للإستفادة من نظرته الثاقبة والمتميزة في اللاعبين دائما.
رحلة ميرابيللي
تربى على حب الإنتصار منذ أن بدأ بممارسة كرة القدم في عمر الـ13 في نادي المدينة التي ولد فيها قبل أن يجد نفسه بعمر السادسة عشر أساسيا مع ريندي في الدرجة الرابعة الإيطالية.
ظل يحقق الإنتصارات والبطولات الصغيرة وينتقل من نادي لأخر في الدرجات الأدنى الإيطالية حتى أتم عامه الـ26 عندما قرر ميرابيللي أنه يكفي ركلا للكرة حيث أنه سيتجه إلى عمل أكثر إثارة من مباريات متكررة وبطولات هامشية.
اعتزل كرة القدم في ذاك العام 1995 وقرر الإتجاه إلى العمل ككشاف للمواهب والإدارة الرياضية للأندية فكان أول عمل له مهمة من إحدى الشركات لتجميع مجموعة من اللاعبين لإنشاء فريق كرة قدم جديد.
سان كالوجيرو كانت المدينة الصغيرة التي أعطت ميرابيللي هذا الإمتياز وسريعا حقق دوري التفوق وتأهل فريقه الناشئ في موسمه الأول إلى الدرجة الأعلى الخاصة بمقاطعة كالبريا هذا بجانب عمله ككشاف للمواهب لنادي إمبولي.
جذب نجاحه أسماع فريقه ريندي الذي بدأ فيه فتم تعيينه في منصب المدير الرياضي لإنقاذ الفريق الذي تراجع للعب في الدرجة السادسة الإيطالية ليذهب إلى هناك ويجمع فريق صعد بهم إلى الدرجة الرابعة وخسر مباراة التأهل إلى الثالثة في ثاني مواسمه.
أقنعه مسئولي كوسينزيا بالدرجة الخامسة بعدها بمشروعهم الجديد فذهب إليهم لتكرار إنجازه مرة أخرى وفعلها ثانية بل ونجح في التأهل بهم إلى الدرجة الثالثة وفي حين كان كل شيء يسير على ما يرام حدث ما لم يكن يتمناه أحد.
تغير الهيكل الإداري لكوسينزيا ومعها خسر ميرابيللي الإمتيازات التي كانت له من رئيس الفريق السابق دومينيكو توسكانو فكان قرار الرئيس الجديد بيبيتشو بيجليسو التدخل في عمله ثم أخيرا استقال ميرابيللي في 2010 لعدم إستطاعته العمل في تلك الأجواء.
رحل بعدها إلى فريق تيراني في الدرجة الثانية حيث لعب هناك سابقا خلال مسيرته الكروية القصيرة ولكنه كان مستشارا إعلانيا فقط خلال صيف 2011 قبل أن يعينه إنتر ميلان ككشاف للمواهب في الصيف التالي مع وصول ماركو فاسوني إلى إدارة كرة القدم في الفريق الأزرق والأسود.
شهد عام 2014 رحيل ميرابيللي عن إيطاليا كلها والذهاب خارجها إلى إنجلترا حيث انتدبه سندرلاند ليعمل مع المدرب الإيطالي باولو دي كانيو من أجل بناء فريق للقطط السوداء لكن المشروع لم يتم ورحل عنهم سريعا عائدا إلى إيطاليا.
لم يفوت إنتر ميلان وفاسوني وملاكه الجدد فرصة تواجد الكشاف المميز دون عمل فقرروا تعيينه حصريا لهم.
رفع ميرابيللي رأس فاسوني في إنتر فكان من رشح لهم التعاقد مع إيفان بيرسيتش ومارسيلو بروزوفيتش وجابرييل مورييو وجابريل باربوسا وأخبرهم قبلها عن بيير إيميرك أوباميانج وجابريل خيسوس قبل ضياعهم من أيدي إنتر ميلان لأندية أخرى.
برحيل فاسوني الصيف الماضي عن إنتر وزيادة الأخبار حول نقل ملكية الجار ميلان إلى الصينيين ارتبط مارابيلي بالذهاب معه إلى الفريق الأحمر والأسود.
وبالفعل بعد أسبوع واحد فقط من وصول الصينيين إلى ميلان وترأس فاسوني للإدارة التنفيذية كان أول قرار له إعطاء إدارة الكرة لصاحب الـ47 عاما ماسيميليانو مارابيلي ليبدأ عهد جديد في كرة القدم داخل الفريق.
وكما أن فاسوني لا يريد العمل بدون ميرابيللي فالأخير لا يتحرك دون ساعده الأيمن جوسيبي مانجريانو المسئول عن التواصل مع الإعلام وإدارات الأندية التي يلعب لها من يتابعهم ميرابيللي.
يرى فاسوني أن ميرابيللي هو الأحق بهذا المنصب لخلافة أدريانو جالياني وذلك لبناء ميلان جديد قادر على إعادة الأمجاد السابقة، ميرابيللي سيبدأ من اليوم قيادة المشروع الأكثر جذبا للمهتمين حول اللاعب تجعلها الخطوة الأهم في مسيرة الرجل الإيطالي الذي انتظر 20 عاما في هذا العمل لتسلط عليه الأضواء أخيرا.