علي أبو طبل

تمركز خيمينيز وفاردي الجديد ضمن أهم ملامح مباراة ليستر ضد أتليتكو

فكيف كان ذلك الظهور الأخير، وكيف عانى أتليتكو مدريد قبل أن يحقق تأهله الثالث لنصف النهائي خلال الـ4 سنوات الأخيرة؟ إليكم أهم ملامح مواجهة ليستر سيتي ضد أتليتكو مدريد.
الأربعاء، 19 أبريل 2017 - 11:23
أتليتكو مدريد - ليستر سيتي

"لم نستطع النوم خوفا مما يمكن أن يقدمه ليستر سيتي في تلك المباراة". هكذا عقب دييجو سيميوني بعد نهاية المباراة التي أنهى من خلالها ليالي ليستر سيتي الأوروبية السعيدة.

أتليتكو مدريد لم يكن آمنا من عودة الثعالب، ولولا الهدف الذي خطفه ساؤول نيجيز لاعب الروخيبلانكوس في بداية المباراة من ضربة رأسية، لربما كان الوضع مختلفا في نهاية المباراة.

كلا المديرين الفنيين حاول تقديم ما في جعبتهما، واحد من أجل التسجيل والعودة، والآخر من أجل تأمين التقدم، فوجدنا توظيفات جديدة لبعض اللاعبين وطرق لعب تم اللجوء إليها استثنائيا سعيا للفوز.

إحصائيات قوية خلال المباراة لليستر سيتي، تدل على أنه قدم كل ما في وسعه من أجل ترك أفضل بصمة ممكنة في آخر ظهور أوروبي له هذا الموسم، مع عدم العلم بموعد الظهور القادم.

فكيف كان ذلك الظهور الأخير، وكيف عانى أتليتكو مدريد قبل أن يحقق تأهله الثالث لنصف النهائي خلال الـ4 سنوات الأخيرة؟

إليكم أهم ملامح مواجهة ليستر سيتي ضد أتليتكو مدريد

طوفان أزرق

لم يخفف هدف ساؤول المبكر من حماسة الثعالب، استمروا في الضغط على الدفاعات الإسبانية، وعاد سيميوني لطريقته المعتادة وتأمين منطقة جزائه دون أي مجازفات هجومية.

22 تسديدة للاعبي ليستر سيتي على مرمى يان أوبلاك حارس أتليتكو مدريد، هو رقم يوضح مدى الشراسة الهجومية لأصحاب الأرض في مباراة اليوم.

مدى الضغط على دفاعات أتليتكو يتضح من خلال عدد مرات التشتيت التي قام بها لاعبو الفريق الإسباني لإبعاد الكرة عن منطقة جزاءهم، حيث قاموا بذلك في 65 مناسبة.

الشكل الهجومي لليستر أصبح أكثر شراسة في الشوط الثاني حين قام كريج شكسبير بالدفع بليوناردو أولوا كمهاجم ثان بجانب فاردي، والدفع ببين شيلويل لاستغلال قدراته في رفع كرات عرضية متقنة، وغير شكل الفريق إلى 3-4-3.

جيمي فاردي سجل هدف التعادل في المباراة في الدقيقة 65 مانحا بعض الأمل لفريقه في تحقيق معجزة والعودة في النتيجة، ولكن أتليتكو مدريد الذين يجيد الدفاع جيدا في مثل تلك الظروف لم يسمح بعودة الثعالب، فكان التعادل كافيا لمرورهم إلى الدور القادم.

إعادة توظيف

اعتدنا رؤية خوسيه ماريا خيمينيز المدافع الأوروجوياني في مركز قلب الدفاع في الفريق الإسباني، لكن اليوم كان التوظيف مختلفا.

احتاج سيميوني لإفساد أي رابط ممكن بين رياض محرز وجيمي فاردي، واحتاج للاعب يجيد التحرك وحماية الرباعي الدفاعي وتغطية أي هفوات، فقام بتوظيف قلب الدفاع الشاب في مركز لاعب الارتكاز في وسط الملعب.

خيمينيز قام بالمهمة على أكمل وجه، حيث شتت 16 كرة ونجح في 12 التحاما هوائيا، واعترض 7 هجمات لليستر كما تمكن من قطع الكرة في 5 التحامات مباشرة.

كان خيمينيز هائلا وربما فتح المجال أمامه وأمام مدربه للاستفادة منه بشكل أكبر في ذلك المركز الجديد.

فلتبق الرؤوس مرفوعة

قال كريج شكسبير "على الجميع هنا سواء في إدارة النادي أو الجماهير أو اللاعبين أن يبقوا رؤوسهم مرفوعة وأن يكونوا فخورين بما قدموه في تلك البطولة هذا الموسم، وعليهم أن يكونوا شغوفين بالعودة إلى هنا من جديد في أسرع وقت".

ليستر سيتي حقق مشاركة مميزة رغم كل شئ، حيث حافظ على سجل خالي من الهزائم على ملعبه "كينج باور"، كما أنه يعد ثاني فريق بعد ملقا الإسباني في 2013 يتمكن من الوصول إلى ربع النهائي في ظهوره الأول في البطولة.

دييجو سيميوني لم يفوت فرصة الإشادة بالثعالب في ظهورهم الأخير فقال:"لقد تشرفت بمواجهتهم الليلة، لم يستسلموا للحظة خلال المباراة وقاموا بفعل كل شيء من أجل العودة"

لن يتواجد ليستر في البطولة في الموسم المقبل نظرا لتراجع نتائجه المحلية خلال الموسم الحالي، ولكنه نال خبرات كافية تسمح له بالقتال من أجل العودة في المواسم التالية.

فاردي الجديد

تحت قيادة كلاوديو رانييري منذ بداية الموسم، لم يقدم جيمي فاردي ما قدمه مع الفريق خلال الموسم الماضي، وكانت الأرقام مخيبة للغاية.

ولكن مع رحيل الرجل الإيطالي وقدوم شكسبير، وجدنا فاردي على نحو مغاير.

الدولي الإنجليزي تمكن من تسجيل 7 أهداف من أصل آخر10 تصويبات على المرمى في مختلف البطولات.

فاردي يعيش أفضل فتراته في الموسم في الوقت الحالي، ويتفرغ فيما تبقى من الموسم لتقديم أفضل ما يمكن من أجل أن ينهي الفريق الدوري في أفضل مركز ممكن.

قطار لا يتوقف

هزيمة وحيدة نالها أتليتكو مدريد هذا الموسم في البطولة، كانت على يد بايرن ميونيخ في دور المجموعات، ولكنه استمر حتى نهاية مباراة ليستر سيتي دون أي هزيمة أخرى.

أتليتكو مدريد لا يخسر في الأدوار الإقصائية خلال المواسم الـ3 الأخيرة من أي فريق، باستثناء ريال مدريد الذي ينهي حلم كتيبة سيميوني في كل مرة.

مرتان في النهائي، ومرة في ربع النهائي، ولكن أتليتكو لا ييأس من محاولات رفع ذات الأذنين، الوحيدة التي تتبقى لسيميوني لكي يكون قد ربح كل شيء ممكن مع الفريق.