كتب : إسلام مجدي
عنوان صحيفة "جارديان" البريطانية في ذلك اليوم كان يقوم "دييجو الجديد"، بعد ذلك وصف الصحفي الهدف بأنه أفضل هدف يراه منذ هدف دييجو مارادونا ضد إنجلترا في كأس العالم 1986.
وقتها كان سيد لوي الصحفي الموجود في مدينة مدريد لمتابعة مباراة خيتافي وبرشلونة في نصف نهائي كأس الملك منبهرا بما فعله الشاب الأرجنتيني الصغير، وقام التلفزيون الكتالوني بتشغيل الهدفين جنبا إلى جنب.
مارادونا قام بمراوغة 6 لاعبين قبل أن يسجل هدفه الذي سمي فيما بعد بـ"هدف القرن"، الجميع تحدث غاضبا أو مندهشا بعد ذلك الهدف، وقتها قام رجال الأعمال البريطانيين بسحب استثماراتهم من بعض المدن الأرجنتينية.
وكتب مارادونا في سيرته الذاتية :"بدا الأمر وكأن رجل قد هزم دولة بالكامل، لم يبد حول كرة القدم فقط".
لاعبو منتخب إنجلترا فيما بعد تحدثوا عن ذلك الهدف، عن أنهم لم يلحظوا قط أن مارادونا سيسجل الكرة في النهاية، بعضهم عال على الأخر إمكانية قطع الكرة، فيما كان مارادونا ينطلق لإسكان الكرة في الشباك.
ثم شرح مارادونا في سيرته الذاتية كيف سجل ذلك الهدف :"تخطيت بوتشر على الطرف، ومن تلك النقطة كان خورخي فالدانو مساندا جيدا للغاية، لأن فينويك لم يتركني أبدا".
وأضاف "كنت أنتظر أن يبتعد عني، كنت أنتظر لكي أمرر الكرة وكذلك فعل لاعبو إنجلترا، انتظروا مني أن أفعل أي شيء".
وتابع "الشيء المنطقي لفعله في تلك اللحظة كان تمرير الكرة، كان بإمكاني إعطائها إلى فالدانو، وفي تلك اللحظة سيكون في مواجهة شيلتون وحده، واجهت الحارس بنفسي، وراوغت الأول فالثاني وهكذا جهة اليمين، فينويك حاول الاقتراب مني، لكنني واصلت وراوغت الحارس، وسجلت هدف حياتي الأفضل".
وأتم "حينما أشاهده مرة أخرى، لا يمكنني أن أصدق أنني فعلت ذلك، بصدق، ليس لأنني فعلت ذلك، لكن لأنه بدا كهدف لم يبد ممكنا أبدا، هدف قد تحلم به لكن لا تسجله أبدا".
ثم تحدث بيتر ريد لاعب وسط منتخب إنجلترا عن الهدف في تصريحات لصحيفة "دايلي ميل" قائلا:"قدرته على الركض كانت رائعة، لم يمكنني الاقتراب منه، الوحيد الذي اقترب منه كان تيري فينويك".
وأضاف "لكنه كان قد تحصل على بطاقة صفراء وخشي أن يطرد، لم يتوقع أبدا أنه سيفعل ذلك".
بعد 21 عاما كان ليونيل ميسي ذلك الفتى الأرجنتيني الصغير قد اكتسب بعض الشعبية بأنه موهوب قادر على ترك بصمته، مع الوضع في الاعتبار أنه لم يلقبه أحد في تلك الحقبة بأنه مارادونا الجديد لتواجد أمثال خافيير سافيولا وخوان ريكلمي وغيرهم.
مارادونا فعليا كان نجم الأرجنتين الكل كان يعتقد أنه سيفعل شيئا ما بكأس العالم الجميع تحدث كان أسطوريا، الآن جاء دور الفتى صاحب الـ19 عاما في ذلك الوقت، ولد بعد عام من هدف مارادونا في كأس العالم، وفي مباراة خيتافي قرر أن يكرر ما فعله مواطنه الأسطوري.
في ذهاب نصف نهائي كأس الملك، كانت المباراة شبه سهلة على برشلونة، هدف سجله تشابي هيرنانديز في الدقيقة 18 سهل الأمور كليا على كتيبة المدرب فرانك ريكارد، الهدف جاء بعد تمريرة أكثر من رائعة من ميسي.
وفي الدقيقة 28 كانت اللحظة قد حانت، قام بمراوغة 6 لاعبين من خيتافي الأمر ذاته الذي فعله مارادونا، الجميع كانت ينتظر من ميسي أن يمرر لكنه لم يفعل.
عناوين الصحف الإسبانية كانت كالتالي:"دييجو ميسي أم ليو مارادونا؟". لكنها اتفقت جميعا على أنه سجل هدفا على طريقة الأسطورة الأرجنتينية.
سيد لو صحفي جارديان نقل عن مراسل إسباني في المباراة وهو يصرخ :"شعرت وكأنني أبكي لم أتصور قط طيلة حياتي أنني قد أرى ذلك أمام عيني، لتحيا كرة القدم ليحيا ليونيل ميسي".
صرح ليونيل ميسي عقب تسجيله لذلك الهدف "رأيت المساحة وجريت إليها كما أفعل دائما، رأيت صامويل إيتو كان في مركز جيد، المنطقي كان أن أمرر له الكرة، لكنني لم أفعل، كنت أود ذلك، لكن كان هناك اثنين من المدافعين قد اقتربا وقررت أن أنطلق بها".
خافيير باريديس قال في تصريحات نقلتها شبكة "سكاي سبورتس" :"كنت قد تحصلت على بطاقة صفراء ثانية ولم أستطع الوقوف في طريقه، لم أتوقع أبدا أنه سيسجل هدفا".