حيلة قديمة استخدمها سابقا لإيقاف ميسي استخدمها أمس الأحد مع آزار وأخرى جديدة كانت من أجل إيقاف تشيلسي.
مانشستر يونايتد فاز على تشيلسي بهدفين دون رد في الجولة 33 من الدوري الإنجليزي، ليصل فريقه للنقطة 60، ويتوقف رصيد متصدر الترتيب عند النقطة 75، بفارق أربع نقاط فقط عن صاحب المركز الثاني توتنام هوتسبر.
حيل جوزيه مورينيو المدير الفني للشياطين الحمر جعلت يونايتد يفوز باللقاء، الذي ظهر فيه هيريرا بشكل رائع للغاية فأوقف آزار وصنع وسجل، كما عانى تشيلسي من سرعة ماركوس راشفورد وغياب ماركوس ألونسو للإصابة.
لأنه آزار: هيريرا في ثوب بيبي
من الدقائق الأولى في اللقاء، بدا واضحا للمشاهدين أن الإسباني أندير هيريرا ملتزم برقابة آزار كظله.
لاعب الوسط الإسباني بدا وكأنه ظهيرا أيمن في بداية اللقاء لإيقاف البلجيكي، والقيام بالواجب الدفاعي أمامه، مع ترك الواجبات الهجومية لزميله أنطونيو فالنسيا.
تحرك هيريرا مع آزار في كل أرجاء الملعب، تواجد في الجانب الأيمن لمانشستر يونايتد بداية اللقاء حين كان جناح تشيلسي في جهة فريقه اليسرى، وذهب لليسار حين انتقل صانع لعب المنافس للجهة المقابلة.
الأسلوب الذي اتبعه مورينيو في رقابة آزار، الذي يعرفه جيدا منذ كان مدربا لتشيلسي، سبق واتبعه عندما كان مدربا لريال مدريد في مواجهات برشلونة.
مورينيو كان يخصص لاعبا من فريقه ليراقب مفتاح لعب الخصم فقط، ولا يعطيه أي دور أخر، على أن يعطي التعليمات الفنية للبقية، ومثال ذلك أدوار بيبي تجاه ليونيل ميسي.
هيريرا لم يكن بيبي، وصنع هدف مانشستر الأول وسجل الثاني، واستغل اللحظات التي كان يحصل فيها على الحرية من رقابة آزار أثناء امتلاك يونايتد الكرة بالشكل الأمثل.
أظهرة وهمية
هيريرا أبطل مفعول آزار، لكن إبطال مفعول لاعب واحد لا يكفي للفوز بالمباراة، فماذا فعل مورينيو بتشيلسي الذي لم يصوب على مرمى ديفيد دي خيا على الإطلاق؟
ماتيو دارميان راقب بيدرو كما كان يراقب هيريرا آزار لكن بدرجة أقل. فكان يتبادل الرقابة مع آشلي يونج على القادم من الجهة اليمنى لتشيلسي، دارميان كان يترك الجهة اليسرى ويدخل لعمق الملعب للضغط على بيدرو على أن يعود يونج مع ظهير تشيلسي.
على الورق اعتمد مورينيو على طريقة 3-5-2، لكن في الملعب كان الأمر مختلف.
بوجبا رفقة فيلايني في وسط الملعب من أجل الضغط على كانتي وماتيتش، فالنسيا ويونج على خط الملعب يمينا ويسارا كأجنحة توازن بين الهجوم والدفاع، ولينجارد مع راشفورد في الأمام.
في الدفاع، طبق مورينيو أسلوب جديد لم يتبعه من قبل حال فقدان فريقه الكرة.
هيريرا مع آزار لا يتركه، سواء تواجد على الخط أو في عمق الملعب، وكذلك دارميان مع بيدرو.
هذا الأسلوب جعل مورينيو يلعب بقلبي دفاع فقط، يتفرغ الأقرب منهم لرقابة كوستا، على أن يقوم الآخر بالتغطية عليه.
هيريرا ودارميان كانا ظهيرين وهميين في المباراة، يتواجدان في الطرف ويدخلان في العمق بحسب تحرك آزار وبيدرو.
تقييد جناحي الفريق وخنق كوستا حرم تشيلسي من الظهور الهجومي، ومع تفوق فيلايني وبوجبا في الضغط والالتحام مع كانتي وماتيتش، فشل متصدر الدوري الإنجليزي في تهديد مرمى دي خيا.
ما بين راشفورد وإبراهيموفيتش
"قررت إراحة زلاتان لحمايته من الإصابات والإرهاق قبل مباراة أندرلخت" هكذا تحدث مورينيو عن مهاجمه إبراهيموفيتش الذي غاب عن التشكيل الأساسي للقاء في مباراة أمس.
غياب إبراهيموفيتش لم يكن فقط لإراحته بقدر ما كان لرغبة مورينيو في استغلال سرعة ماركوس راشفورد لضرب دفاع تشيلسي، وربما كان تصريح المدرب البرتغالي عن مهاجمه السويدي كان غطاء للحفاظ على هيبة لاعب بحجم إبراهيموفيتش حرمه العمر من تطبيق ما أراده مورينيو أمام تشيلسي.
في مباريات مانشستر يونايتد هذا الموسم، يتواجد إبراهيموفيتش على حدود منطقة الجزاء، يستلم الكرة ويمرر للقادم من الخلف أو يمرر في الفارغات في منطقة الجزاء.
أمام تشيلسي لن يجدى هذا نفعا.
وضع تشيلسي في منطقة جزاءه واستخدام "محطة لعب" سيكون في مصلحة الفريق الأزرق وسيعود بالسلب على الفريق المستحوذ على الكرة، بل أن تشيلسي سيخطف الكرة ويقوم بمرتدة تهدد مرمى خصمه، ويسجل منها.
لذا اعتمد مورينيو على راشفورد في قلب الهجوم لسرعة المهاجم الشاب في الانطلاق وكذلك شريكه في الخط الأمامي جيسي لينجارد خلف خط دفاع تشيلسي الذي يعاني من بطئ شديد.
تحضير اللعب ونقل الكرة من اليمين لليسار والعكس، سحب وسط ملعب تشيلسي وجعل كانتي بعيدا عن ثلاثي دفاعي تشيلسي؛ ثم التمرير خلف دفاع تشيلسي المتقدم لتقليل المساحة بينه وبين وسط ملعب؛ ثم يسجل راشفورد.
طبق مانشستر يونايتد تلك اللعبة أكثر من مرة لكنها لم تستغل كثيرا.
تشيلسي ما بعد فابريجاس
بنزول سيسك فابريجاس بدلا من فيكتور موزيس، استحوذ تشيلسي على الكرة وتراجع مانشستر يونايتد، الإسباني نشّط وسط ملعب تشيلسي وجعله يفوز بالكرات بعد خسارة أغلبها في الشوط الأول.
لكن استحواذ تشيلسي كان سلبيا، ولم يستفد منه الفريق، حيث جاء مع عودة يونايتد للخلف وركن الحافلة، كما يفضل مورينيو في المباريات التي يتقدم فيها.
حتى مع نزول ويليان ومحاولة كونتي في فتح الملعب أكثر وخلق ثغرة في دفاع مانشستر يونايتد؛ ظل الوضع كما هو عليه، خصوصا أن مورينيو لجأ للمزيد من التأمين فدفع بمايكل كاريك على حساب لينجارد لمواجهة الزيادة الهجومية لتشيلسي.
أزمة غياب ألونسو
"أتحمل مسؤولية الهزيمة كاملة اليوم" هكذ تحدث كونتي بعد نهاية اللقاء.
مع إصابة ماركوس ألونسو في الإحماء قبل المباراة، قرر كونتي أن يتواجد أزبيلكويتا في الجهة اليسرى بدلا منه.
لكن مع رقابة هيريرا اللصيقة لآزار واختفاءه وانعدام التواجد الهجومي للجهة اليسرى، غامر كونتي بنقل فيكتور موزيس لتلك الجبهة على أن يعود أزبيلكويتا للجهة اليمنى.
مغامرة كونتي فشلت ولم يقدم موزيس المطلوب، فلم يهاجم مثل ألونسو ولم يدافع كما كان يدافع أزبيلكويتا في بداية اللقاء.
كونتي دفع ثمن الاعتماد على نفس التشكيل واستخدام 12-13 لاعبا فقط منذ اتباع طريقة 3-4-3، دون تحضير البدلاء للمشاركة حال الإصابات أو الغيابات كما حدث في لقاء اليوم، فكانت النتيجة أن تشيلسي عانى لغياب عنصر أساسي لأول مرة عن الفريق منذ قدوم المدرب الإيطالي الصيف الماضي.
ناقشني: