القصة الكاملة وراء منع نادي إيفرتون لصحيفة "صن" بعد أزمة باركلي
السبت، 15 أبريل 2017 - 18:35
كتب : علي أبو طبل
قبل 33 عقود من الآن، نالت صحيفة "صن" عداوة جماهير ليفربول بالكامل حين حملتهم مسؤولية ما حدث في كارثة ملعب هيلزبره.
966 قتيلا ذهبوا ضحية إهمال الشرطة وعدم توفير الاشتراطات الأمنية المطلوبة لحمايتهم، حسبما أكدت التحقيقات النهائية التي صدرت خلال العامين الأخيرين.
رغم التنافسية الكبيرة بين ليفربول وجاره إيفرتون، إلا أن موقف جماهير الأخير من تلك الحادثة يستحق الاحترام، حيث أعطوا الكثير من الدعم لجماهير ليفربول في مواقف متكررة.
الصحيفة البريطانية وأحد أكبر كتابها "كيلفن ماكينزي" ظلوا أعداء لجماهير الفريق الأحمر منذ وقت الحادثة.
"ماكينزي" هو أول من كتب عن قصة الحادثة في الصحيفة البريطانية وهو أول من وجه الاتهامات بشكل مباشر لجماهير ليفربول بأنهم كانوا مخمورين وقاموا بالتبول على عناصر الشرطة، وأنهم المتسببين الأكبر فيما حدث.
زعم "ماكينزي" وقتها أنه حصل على تلك المعلومات من مصادر خاصة به في الشرطة البريطانية من وقائع التحقيقات، حتى جاء الاعتذار في عام 2004 لتخفيف التوتر بين الطرفين.
بعد عامين، صرح "ماكينزي" بأنه قام بالاعتذار لأن "روبرت ماردوخ" مالك الصحيفة طلب منه ذلك، ولكنه لا يشعر بالأسف حقا وأنه لا يزال يؤمن بكل كلمة كتبها وقتها، فلم يتوقف مسلسل التوتر.
وظل "ماكينزي" عدوا للطرف الأحمر من مدينة ليفربول، مع استمرار ضغوطات على إدارة إيفرتون طوال تلك السنوات للوقوف في صف غريمهم واتخاذ قرار مماثل بمنع الصحيفة من التواجد الرسمي ووقف التعامل.
وها قد وصلنا لهذه النقطة .. فما السبب وراء ذلك؟
أعلن نادي إيفرتون صباح يوم الأحد في بيان رسمي أنه سيتم منع التواجد الرسمي لصحيفة "صن" ومراسليها في ملعب "جوديسون بارك" وفي الساحة التدريبية لإيفرتون، نظرا لـ "الادعاءات المروعة والغير مسموحة" حسبما وصف البيان.
وتابع البيان: "لن نقوم باحترام أي صحفي يقوم باختلاق ادعاءات مروعة. على تلك الصحيفة أن تعلم أن مهاجمة تلك المدينة، سواء ضد كيان له الكثير من الاحترام أو ضد شخص ما، هو أمر غير مقبول".
ما السبب وراء ذلك البيان الناري؟
"كالفين ماكينزي" والذي يبلغ من العمر الآن 70 عاما وله باع كبير في مجال الإعلام في بريطانيا، لم يعد محررا أساسيا في "صن"، والتي تولى رئاسة تحريرها حتى عام 1994، ولكنه يكتب بعض المقالات من فترة إلى أخرى.
مؤخرا، كتب "ماكينزي" عمودا صحفيا ينتقد فيه سكان مدينة ليفربول ويقارن لاعب نادي إيفرتون "روس باركلي"، والذي له جد من أصول نيجيرية، بحيوان الغوريلا.
باركلي كان قد تعرض لمشاجرة في أحد ملاهي وسط مدينة ليفربول، لذا فإن أغلبية المقالة كانت تتمحور عنه.
وقال "ماكينزي" نصا في مقالته: "عندما أراه فإنني أشعر كأنني أشاهد الغوريلا في حديقة الحيوان".
وتابع: "لا أجد عجبا في أن يقوم نجم ليفربول بمشاجرة من أجل فتاة جذابة كما يقولون"
وفي السطر التالي جاءت الإساءة لأهل المدينة حين قال: "بالطبع أن يحصل شاب وسيم وأعزب مثله على 60 ألف جنيها أسبوعيا فسيصبح هدفا مرغوبا.
الرجال الآخرون الذي يحصلون على نفس المبلغ أسبوعيا يعملون في تجارة المخدرات ولذلك لا يتواجدون في الملاهي الليلية، بل في السجون".
الصحيفة قامت بإيقاف "ماكينزي" عن الكتابة لها بعد تلك المقالة، وهو الأمر الذي ستطرب له جماهير ليفربول التي تكن له كراهية كبيرة.
وذكرت إدارة الصحيفة في بيان رسمي أن ماكينزي يتواجد في أجازة في الوقت الحالي وأنها ستناقش الأمر معه حين عودته، كما أعلنت اعتذارها عن وجهة نظر المقالة التي لا تتوافق مع رؤيتها تجاه سكان مدينة ليفربول.
ماكينزي في أول تعليق له بعد الأزمة قال: "أنا لا أعلم التاريخ العائلي لباركلي. الأمر كله كان في نطاق السخرية ولا أعلم لماذا تم وصف المقال بالعنصري. أؤكد أنني لا أعلم تاريخه العائلي".
توابع الأزمة
لا ينوي عمدة مدينة ليفربول، جوي أندرسون، توقف الأمر عند مجرد إيقاف ماكينزي عن العمل.
قدم أندرسون بلاغا رسميا للشرطة متهما إياه بالعنصرية، ولا يرى ادعاء ماكينزي بأنه لا يعلم تاريخ باركلي العائلي عذرا كافيا، وأتم "الاعتذار لا يكفي في هذه الحالة".