كتب : علي أبو طبل
لا يزال الأمل قائما لدى ليستر سيتي من أجل تحقيق تأهل تاريخي إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، بعدما خرج بهزيمة بصعوبة خارج قواعدة أمام أتليتكو مدريد بهدف نظيف.
أصحاب الأرض عانوا هجوميا أمام الثعالب المنظمين دفاعيا، قبل أن يأتي الفارق من هدف تم تسجيله من علامة الجزاء.
وعلى الرغم من كونها الهزيمة الثانية لليستر سيتي تحت قيادة كريج شاكسبير، إلا أنها في المجمل مقبولة وتفتح الباب أمام الكثير من الاحتمالات في مباراة العودة، مع توقع دعم كبير لجماهير ليستر سيتي في ملعب "كينج باور".
كيف أدى رجال شاكسبير خارج قواعدهم أمام كتيبة سيميوني؟ ومن أبرز اللاعبين في اللقاء؟
نستعرض معا أهم ملامح المباراة خلال هذا التقرير.
جريزمان يفض الاشتباك
ليس فقط لأنه سجل هدف المباراة الوحيد من ركلة جزاء، ولكن لأنه كان أهم اللاعبين بالفعل في المباراة كما هو المعتاد في المباريات الكبرى.
بداية الهجمة من الأساس كانت من خلال هجمة مرتدة استغلها الجناح الفرنسي بسرعته قبل منتصف الملعب بقليل قبل أن يورط مارك ألبرايتون في خطأ ركلة الجزاء، وإن كان مشكوكا في صحتها بسبب ارتكاب المخالفة خارج منطقة الجزاء.
جريزمان يعيش أسبوعا رائعا بعد اقتناص هدف التعادل في ديربي العاصمة مطلع هذا الأسبوع، قبل أن يحرز هذا الهدف الذي يعطي أفضلية – ولو بفارق ضئيل - عن ليستر سيتي قبل خوض مباراة الإياب.
80% هي نسبة التمريرات الناجحة للاعب الفرنسي الذي سبب الكثير من المتاعب لجبهة داني سيمبسون اليمنى، كما صنع 4 فرص محققة لزملائه، وسدد على مرمى كاسبر شمايكل في مناسبتين محرزا الهدف الوحيد للمباراة.
هدف اليوم هو الـ14 لجريزمان في مشاركاته بدوري أبطال أوروبا، ليعادل بذلك حصيلة أهداف كل من مواطنيه زين الدين زيدان وروبيرت بيريز، ومن المرجح أن يتجاوزهم بسهولة.
لا مشكلة في غياب مورجان
غاب الجامايكي ويس مورجان عن المواجهة بسبب الإصابة، مما أدى إلى ضرورة الدفع بالمدافع التونسي/الفرنسي يوهان بنعلوان في هذه المواجهة الهامة.
اعتمد ليستر سيتي على التكتل الدفاعي، فكانت أغلب تهديدات أتليتكو، وتحديدا في الشوط الأول، من خلال التصويب من خارج منطقة الجزاء مع بعض التنويع ببناء الهجمات على طرفي الملعب.
في ظل تراجع مستوى ظهيري ليستر، بنعلوان أظهر صلابة كبيرة في المباراة، وكان سدا أمام العديد من المحاولات لأتليتكو مدريد، حيث تمكن من اعتراض 4 هجمات لأصحاب الأرض كما تمكن من تشتيت 5 كرات خطيرة من منطقة جزاء ليستر سيتي، وتصدى لـ3 تصويبات بنجاح.
حصل بنعلوان على بطاقة صفراء بعدما ارتكب 3 أخطاء خلال المباراة، ولكنه قدم أداء أفضل من المتوقع منه وساهم في التماسك الدفاعي للثعالب خلال المواجهة.
نديدي ضد ساؤول .. معركة خاصة في وسط الملعب
اعتدنا على مشاهدة ساؤول نيجيز مذهلا منذ الموسم الماضي، ومن ينسى الهدف الذي أحرزه في شباك بايرن ميونيخ في نصف النهائي خلال الموسم الماضي؟
في المقابل، نتابع لاعب الوسط النيجيري ويلفريد نديدي الذي يقدم مستويات مميزة ومتصاعدة من مباراة لأخرى منذ انضمامه لليستر سيتي خلال الانتقالات الشتوية الأخيرة قادما من الدوري البلجيكي.
كلا اللاعبان قدما مباراة مميزة للغاية، وتبدو أرقامهما متقاربة بشدة سواء في نسبة التمريرات السليمة أو استخلاص الكرات دفاعيا أو من خلال الالتحامات الهوائية.
ساؤول كان الأفضل هجوميا قليلا، حيث سدد 3 تسديدات على مرمى ليستر سيتي مقابل ولا تسديدة لنديدي على مرمى يان أوبلاك.
وبنسبة ضئيلة، يتفوق اللاعب الإسباني على خصمه النيجيري في دقة التمريرات، حيث نجح في إتمام تمريرات صحيحة بنسبة دقة بلغت 86% مقابل 82% لنديدي.
وتساوى اللاعبان في نسبة النجاح في استخلاص الكرات من الخصم، حيث نجح كلاهما في 3 محاولات مثلت 60% من إجمالي المحاولات لكلاهما.
التفوق لنديدي ظهر دفاعيا بشكل أكبر، حيث نجح في تشتيت 6 كرات من مناطق الخطورة، مقابل 2 تشتيت ناجح لساؤول، كما يتفوق نديدي في الالتحامات الهوائية بنسبة 80% من إجمالي محاولاته بواقع 4 التحامات ناجحة، مقابل 60% لساؤول بواقع 3 التحامات ناجحة.
اللاعبان سيكونا على موعد مع مواجهة جديدة في ملعب "كينج باور" بعد أسبوع من الآن، وستكون فرصة لمشاهدة جولة جديدة من معركة خاصة وممتعة في وسط الملعب.
اختفاء المهاجمين
المواجهة احتكمت بشكل أكبر إلى صراع في وسط الملعب، فلم يكن هناك ظهور كبير للمهاجمين الصرحاء في كلا الفريقين.
رغم ذلك، فإن فيرناندو توريس حاول الظهور بشكل أكبر مما بدا عليه جيمي فاردي.
3 تصويبات للمهاجم الإسباني المخضرم مقابل ولا تسديدة على المرمى للمهاجم الإنجليزي الدولي الذي شارك في 77 دقيقة من عمر اللقاء قبل أن يتم استبداله بإسلام سليماني.
تمريرة واحدة ومراوغة واحدة ناجحة هما كل ما ظهر من خلاله فاردي، لكن تحركات توريس كانت أفضل حيث أتم 6 تمريرات صحيحة ونجح في التحام هوائي وحيد.
شباك نظيفة من جديد
6 مباريات من أصل 9 في دوري الأبطال هذا الموسم خرج منها أتليتكو مدريد بشباك نظيفة، بينما اهتزت شباك يان أوبلاك في 4 مناسبات فقط خلال 3 مباريات مختلفة.
التماسك والقوة الدفاعية هي سمة لا تزال تميز خطة دييجو سيميوني مع مرور السنوات واستمرار تواجد مدافع مخضرم بقيمة دييجو جودين.
تلك السمة الدفاعية باتت جزء من شخصية الفريق، حيث يصعب على أي فريق اختراقه والتسجيل فيه خاصة في المواجهات الهامة.
كريج شاكسبير لا يزال يحلم بالتأهل لنصف النهائي، ولكنه يدرك أنه يواجه فريق قوي للغاية.
وقال المدير الفني الإنجليزي بعد نهاية المباراة: "إننا نواجه فريق قوي جدا دفاعيا. علينا أن نتمسك بالأمل وأن نحاول فتح خطوطه والهجوم بشكل أكبر في مباراة العودة".
وتابع: "لكن علينا أن نحذر خلال ذلك من الهجمات المرتدة التي يستغلها الفريق بشكل مثالي".
الثعالب سيكونون على أمل تكرار ما فعلوه أمام إشبيلية في ثمن النهائي، وإطاحة فريق إسباني آخر من طريقهم في البطولة، وهو الأمر الذي كان بمثابة حلم أصبح بالمتناول مع انتهاء مباراة الذهاب بهذه النتيجة.
المؤكد أن مباراة الإياب ستشهد الكثير من الدراما، فهل يحسمها سيميوني بخبرته أم يكتب شاكسبير سيناريو تاريخي للثعالب؟