كيف يصل الريال للمرمى وبايرن الشوط الواحد في ملامح قمة الأبطال

انتصر ريال مدريد على بايرن ميونخ 2-1 على ملعب أليانز أرينا، في ذهاب مباريات دور الـ8 لدوري أبطال أوروبا، ولكن خلف هذا الفوز كانت ملامح كثيرة للمباراة.

كتب : محمد يسري

الخميس، 13 أبريل 2017 - 01:51
رونالدو - ريال مدريد

انتصر ريال مدريد على بايرن ميونخ 2-1 على ملعب أليانز أرينا، في ذهاب مباريات دور الـ8 لدوري أبطال أوروبا، ولكن خلف هذا الفوز كانت ملامح كثيرة للمباراة.

يلتقي الفريقان الأسبوع المقبل في إسبانيا بمباراة إياب نصف النهائي.

ويستعرض FilGoal.com أبرز ملامح اللقاء.

عرضيات أقرب طريق للمرمى

21 عرضية قام بها ريال مدريد في المباراة، لم يكتمل منها سوى 6 عرضيات فقط.

لكن ريال مدريد استغل العرضيات المكتملة بعدما حول 2 منها في مرمى مانويل نوير، وخلق من الـ4 عرضيات الاخرى فرص محققة للتسجيل.

زين الدين زيدان سبق وصرح أن فريقه سيعمل على استغلال الكرات العرضية سواء من ضربات ثابتة أو من اللعب المفتوح، وهو ما يثبته الفريق مباراة بعد الأخرى.

وبعد اللقاء أشاد بكريستيانو رونالدو الذي "يمتلك القدرة على التحرك والتمركز داخل منطقة الجزاء" عقب تسجيله لهدفين.

هدف زيدان من التسجيل من الكرات العرضية والوصول لمرمى بايرن عن طريقها بدا واضحا للغاية، عقب اقحامه لماركو أسينسيو الذي كلل جهود زيدان وصنع لريال مدريد هدف الفوز، وأيضا نزول جيمس رودريجيز بدلا من كريم بنزيمة وتثبيت رونالدو في مركز رأس الحربة. دون إغفال دور داني كارفخال الذي صنع الهدف الأول.

ذكاء زيدان ظهر في الاعتماد على العرضيات الأرضية بدلا تلك التي كان سيفوز بها بايرن ميونخ لطول قامة لاعبيه.

لكن الأمر السلبي الوحيد من تلك الكرات كان مارسيلو، الذي أرسل 7 عرضيات لم تكتمل أي واحدة منهم.

بايرن - ريال مدريد

جدار برلين

"لم نلعب ضد حارس مرمى، كنا نواجه حائط صد" – زيدان عن نوير بعد المباراة.

زاد مانويل نوير عن مرماه، وتصدى ل9 كرات من لاعبي ريال مدريد، وحرم الفريق الإسباني من تحقيق نتيجة كبيرة.

تصديات نوير لم تكن الحدث، بقدر ما كان رد فعله عظيما في أغلب الكرات التي تصدى لها، مثل تصويبة رونالدو التي تصدى لها وكأنه حارس مرمى كرة يد.

بايرن الشوط الواحد: كيف هاجم أنشيلوتي؟

يعرف أنشيلوتي عيوب ريال مدريد جيدا بحكم تدريبه للفريق قبل عامين، أو بمعنى أدق بناءه لهذه الفريق؛ لذا استغل المدرب ثغرات فريقه السابق للتسجيل.

البداية كانت من البينيات التي تضرب خط وسط ريال مدريد لاعبي الدفاع وتشابي ألونسو، على أن تتحول الكرة إلى الجانب الأيمن، حيث يتواجد روبن، الذي كان له حرية التمرير أو الاختراق ولعب العرضيات.

سقوط تياجو ألكانتارا خلف كاسيميرو ساهم في نجاح هذه اللعبة كثيرا، لكنها لم تستغل من جانب بايرن، خصوصا وأن التمريرات الثنائية بينه وبين لام الذي كان دائم الدخول للعمق وسحب كروس لجعل روبن في موقف واحد ضد واحد مع مارسيلو.

لكن بايرن لم ينجح في التسجيل من تلك الخدعة، لماذا؟

الإجابة تتمثل في القرار. قرار لاعبو بايرن بالتمرير أو لعب الكرة العرضية لم يكن القرار الأمثل في أغلب الاختراقات.

والأهم كان توماس مولر.

مولر لا يشارك كثيرا مع بايرن أنشيلوتي هذا الموسم، وحين يشارك، يقوم بدور مشابة لما يقوم به بنزيمة مع رونالدو في ريال مدريد. مولر يقوم بخلق المساحات لروبرت ليفاندوفيسكي من أجل التسجيل.

اليوم لم يكن المهاجم البولندي حاضرا، وشارك مولر مكانه، في مركز المهاجم الوهمي، وكان اسما على مسمى. لم يلمس الكرة سوى 36 مرة، ومرر 23 تمريرة اكتمل منهم 21 فقط.

تحركات مولر لم تكن على المستوى المطلوب أيضا، لم يستغل الفراغات أو الـHalfspace بين الظهير والمدافع وبدا وكأنه يبحث عن شئ مفقود لم يجد حتى غادر أرض الملعب في الدقيقة 81.

استمرت تمريرات بايرن البينية في الشوط الأول في محاصرة مرمى ريال مدريد، لكنها لم تهدده كثيرا. حتى انتهت الـ45 دقيقة الأولى وانتهى معها البايرن على المستوى الهجومي.

فيدال والطرد وأشياء أخرى

لم يترك مربع في الملعب إلا ووضع قدمه فيه، استخلص الكرات، وأعاد توزيعها، وسجل هدفا من رأسية صاروخية في شباك نافاس. لكن هذا ضاع بعد اضاعته لركلة الجزاء في نهاية الشوط الأول.

فيدال تأثر كثيرا بركلة الجزاء التي أضاعها، وهو ما ظهر عليه أثناء خروجه من أرضية الملعب.

بايرن ميونيخ - ريال مدريد

الهدف المبكر الذي سجله ريال مدريد في الشوط الثاني، جعل الفريق يسيطر على مجريات اللقاء، وهنا خرج فيدال خارج أجواء المباراة، وكان على أنشيلوتي أن يسحبه من أرض الملعب والدفع بريناتو سانشيز مثلا، البرتغالي لديه نفس قوة فيدال وسرعة انطلاقه بالكرة وشخصية مثل تلك المباريات.

ما زاد الطين بله هو رد أنشيلوتي على حصول خابي مارتينيز على بطاقتين صفراوتين متتاليتين في 3 دقائق، فقام بسحب تشابي ألونسو –الذي لم يجاري القوة البدنية لكروس وكاسيميرو في الشوط الثاني- والدفع بخوان بيرنات على أن يعود دافيد ألابا ليكون مدافاع بجوار بواتنج.

أنشيلوتي قام بتفريغ وسط ملعب بايرن ميونخ من لاعبيه، ولم يؤمن الجهبة اليسرى جيدا -التي كانت مفتاح وصول ريال مدريد لمرمى نوير عن طريق انطلاقات كارفخال وأسينسيو- واستمر في ترك الكرة لفريق زيدان الذي يمتلك مودريتش وكروس بالإضافة إلى بنزيمة الذي يجيد اللعب خارج منطقة الجزاء، في المنطقة التي كان يؤمنها ألونسو.

استحواذ ريال مدريد على الكرة في الشوط الثاني كان هدف أنشيلوتي، الذي قرر أن يعتمد على المرتدات عن طريق سرعات روبن وريبري، وكان أمر طبيعي. لكن الغير طبيعي هو عدم قدرة بايرن على الخروج بالكرة من وسط ملعبه في الشوط الثاني. محاولة وحيدة فقط كانت لبايرن على مرمى نافاس في الشوط الثاني مقابل طوفان من الهجمات المدريدية الغير مستغلة.

صحيح أن الطرد وحالة فيدال أثرت في مجريات اللقاء، لكن هذا لا ينتقص من حق زيدان وفريقه أي شئ.

رونالدو الحاسم

لا يقدم كريستيانو رونالدو الآداء المنتظر منه في كل المباريات هذا الموسم، لكنه يكون حاضرا بقوة في المباريات الحاسمة أو الهامة لريال مدريد.

رونالدو - ريال مدريد

هدفان في مباراة اليوم، رفع بهم رصيده إلى 4 أهداف في البطولة، وجعل مهمة ريال مدريد أسهل في لقاء العودة، فالتعادل أو الخسارة بفارق هدف أو الفوز بأي بنتيجة تذهب بالفريق إلى نصف النهائي.

رونالدو أجاد التحرك خلف دفاع البايرن فصنع فرصتين للتسجيل، ونجح في تشكيل الخطورة عند دخوله لمنطقة جزاء الفريق الألماني، ونجح في تبادل الأدوار مع بنزيمة.