حدثت مشاجرة منذ أيام بين مشجعي أرسنال داخل وخارج الملعب، فئة تهاجم أرسين فينجر وأخرى تدافع عنه، هيكتور كوبر يصفونه بمدير فني جيد وآخرون يرونه عقيما. جوزيه مورينيو صنع تاريخا لتشيلسي، لا لا بل هو مدرب يحب ويكره ولا يصنع نجوما، الجوهري أفضل مدير فني في تاريخ مصر أم رجل خلق فكرا دفاعيا في مصر؟ كلها مناقشات يومية لمشجعي كرة القدم.
مؤخرا دارت نقاشات عديدة حول مستوي حسام البدري ومحمد حلمي ومؤمن سليمان وأحمد حسام ميدو وإيهاب جلال، واختلفت وجهات نظر الجماهير في مصر، فماهي المعايير الفعلية التي يتم تقييم المدير الفني عليها؟ هل هي النتائج؟ هل قدرته على خلق استقرار للفريق؟ هل خططه وابتكاراته الفنية؟ أم هل أنا أحب المدير الفني فأرى أنه جيد والعكس؟
في هذا التقرير نتناول مهارات المدير الفني لنستطيع معًا تقييمه بشكل موضوع ممنهج.
فلنرى ما يطبق في أوروبا مثلا لنبدأ القياس عليه داخل مصر.
بداية ينقسم تقييم المدير الفني الي جانبين: الجوانب الشخصية والجوانب الفنية ثم النتائج التي يحققها،
ويختلف الوزن النسبي لكل عامل على حسب الفريق ومجلس إدارته وأهدافه خلال الموسم وخلافه ويتم وضع تقييم لها.
أولا الجوانب الشخصية ، تنقسم الي عده أقسام وهي :
شهرة المدير الفني عالميا وقاريا والفرق التي قادها وعدد بطولاته.
وهي قدرة المدير الفني على التعامل مع الإعلام والصحفيين في اللقاءات التليفزيونية وخلال المؤتمرات الصحفية. فعلى سبيل المثال جوزيه مورينيو المدير الفني الحالي لمانشستر يونايتد يعاب عليه طريقته في التعامل مع الإعلام والحال نفسه كان بالنسبةلمانويل جوزيه مدرب الأهلي السابق.
هل يهتم المدير الفني بكافة التفاصيل أم يديره فنيًا فقط ويترك ويفوض العديد من المهام لفريق العمل المحيط به، وكلما ازدادت درجة إلمام المدير الفني بالتفاصيل زادت من مهارة إدارته للفريق.
إدارة الماليات في حدود الموازنة المتاحة للفريق الأول والتي يضعها المسؤول المالي للفريق مثل عقود اللاعبين أو عمليات البيع والشراء والاستثمار وخلافه.
شخصية المدير الفني وقدرته على خلق الانضباط داخل الفريق والعقوبات وطريقتها وخلافه.
هل ينتمي المدير الفني للفرق التي يدربها ويخلق انتماء وولاء لدي اللاعبين؟
يتم حساب ذلك عن طريق سنوات المدير الفني في الفريق وبالمثل للاعبين وقدرته على الحفاظ عليهم لأطول فترة ممكنة،
على سبيل المثال ايناسيو المدير الفني للزمالك لديه تقييم منخفض في هذا البند حيث درب 19 فريقا خلال 23 عاما. أي أن معدل استمراره داخل فريق يكون 1.2 عاما.
وهي قدرته على التكيف مع الظروف المحيطة به سواء ظروف مالية أو ظروف تتعلق بحضور الجماهير وخلافه فمثلا ميدو ومؤمن سليمان عانى كل منهما من هذه النقطة خلال ولايتهما الفنية للزمالك.
وهي مدي تحيز المدير الفني للاعبين بأعينهم أو لجنسية معينة،
على سبيل المثال إذا كنت مديرا فنيا فرنسيا لفريق إنجليزي وتميل إلى استقدام الفرنسيين في فريقك أكثر من سواهم فذلك سيخفض التقييم الخاص بك ويندرج تحت هذه النقطة التحيز لطاقم معين أو تشكيل معين من الجهاز الفني دون النظر إلى الخبرة والاهتمام فقط بالعلاقة الشخصية.
إصرار المدير الفني على حصد البطولات أو حصد أرقام إيجابية رغم عدم التوفيق الذي قد يلازمه أحيانا وهو ما يميز مانويل جوزيه المدير الفني الأسبق للأهلي وحسام حسن المدير الفني الحالي للمصري.
يجب أن يكون المدير الفني ملمًا بكافة المعلومات عن لاعبيه سواء ماضيهم في الملاعب أو نقاط قوتهم ونقاط ضعفهم.
وهي من المهارات الأساسية اللازم توافرها في المدير الفني وهي عملية إدارة لاعبي الفريق وكيفية توجيه النقد للاعبين وكيفية تحفيزهم لتحقيق الأهداف المطلوبة.
حازم امام على سبيل المثال ذكر في مقابلة تليزيونية أن محمود الجوهري كان يعنفهم في حالة هبوط الأداء داخل الغرف المغلقة وعند الحديث للإعلام لا يقل من قيمة اللاعب أمام الجمهور وخلافه، ماسبق هو مثال لكيفية إدارة اللاعبين.
ثانيا الجوانب الفنية وتنقسم إلى:
وهي خطط المدير الفني الهجومية ومدى تنوعها وقدرته على تطويرها وعدد الأهداف المسجلة وطريقتها، فمثلا لا تجلب هيكتور كوبر كمدرب وتطالبه بلعب كرة هجومية.
وهي خطط المدير الفني الدفاعية ومدى تنوعها وقدرته على تطويرها وعدد الأهداف المستقبلة وطريقتها، فمثلا هيكتور كوبر المدير الفني لمنتخب مصر لديه تقييم مرتفع في هذا البند وحسام البدري المدير الفني الحالي للأهلي.
وهي اللياقة البدنية للفريق خاصة في الـ30 دقيقة الأخيرة في المباراة، فعلى سبيل المثال أرسين فينجر مؤخرًا يعيبه الاهتمام بالناحية البدنية لأرسنال، قد يري البعض أن هناك أخصائيا بدنيا أو مدربا للأحمال في الفريق ولكن تقع المسؤولية الرئيسية على المدير الفني لأنه المسؤول الاول عن تخطيط الأحمال.
وينقسم الحمل التدريبي إلى 3 درجات High- Medium - Low Intensity ويتم تحديدها بناء على معدل مباريات الفريق ووقت المعسكر وخلافه.
وهي المهارة الخططية للمدير الفني في قراءة المباراة وإدارتها واختيار التشكيل وإجراء التغييرات وهل هناك خطة ثابتة يتبعها أم أن هناك مرونة تتغير بتغير الظروف والخصم والمباريات؟
وكلما قلت قدرة المدرب على إيجاد حلول خططية تمنح فريقه تنوعا كلما قلت الدرجة والتقييم الذي يتحصل عليه في هذا البند.
قدرة المدير الفني على تقييم الصفقات المعروضة من كشافي الفريق Scouts أو الوكلاء أو لجنة التعاقدات،
فعلى سبيل المثال بعض سهام النقد وجهت إلى جوزيه مورينيو المدير الفني السابق لتشيلسي على خلفية عدم الاعتماد على محمد صلاح وعلى دي بروين في تشيلسي وعلى اختيار صلاح للانضمام للفريق وقتها في حين ضعف النواحي الدفاعية لدى اللاعب.
وهي مهارة خاصة للمدير الفني في قدرته على التعامل مع النجوم الشباب ومع نجوم الفريق، فعلى سبيل المثال أن تقحم لاعبا شابا في مباراته الاولى وفريقك مهزوم وكما يقال Day off أو يوم غير موفق هو قرار غير جيد في التعامل مع الشباب،
أيضًا أن تشرك لاعبا كبيرا في اخر دقيقة في المباراة قد يكون من القرارات غير الموفقة للمدير الفني في التعامل مع النجوم.
السؤال الأهم يبقي ماذا عن النتائج؟ وهل من الممكن رحيل المدير الفني رغم نتائجه الإيجابية؟ وهل من الممكن أن يستمر في حالة تحقيقه لنتائج سلبية؟
في بداية إتمام التعاقد مع المدير الفني يتم ذكر المهام المطلوبة، على سبيل المثال:
الهدف هذا الموسم هو : التتويج ببطولة الدوري – التتويج ببطولة الكأس – التتويج بدوري أبطال افريقيا وبناء على ذلك يتم أخذ القرار في نهاية الموسم سواء باستمرار المدير الفني أو لا.
هل من الممكن أن يرحل المدير الفني مع وجود نتائج إيجابية؟
بالطبع نعم، ولكن تختلف على حسب ما الفعل الذي صدر أو الإخلال الذي تم من المدير الفني ليتم ذلك.
من الممكن أن يسيئ المدير الفني تقدير تصريحاته في الاعلام أو يتحدث في تفاصيل لا ينبغي الحديث عنها وحينها تتم إقالة المدير الفني، من الممكن أن يتم عدم التجديد للمدرب في حالة عدم قدرته على خلق الانضباط داخل الفريق على الرغم من تحقيق البطولات.
إذا في النهاية هي عبارة عن حلقة متصلة يجب على المدير الفني أن يلم بها بالكامل لأنه يٌسأل على كل البنود السابقة ولكن يرجع الأمر في النهاية إلى مجلس إدارة الفريق سواء في تقييم أداء المدير الفني وإبداء الملاحظات السلبية لتحسينها أو عدم الالتفات للسبيات لأنها نقاط فرعية.