كتب : عادل كُريّم
قبل 24 ساعة على دخوله غرفة العمليات لخوض جراحة في غضروف الركلة، يحتفل جناح ليفربول السنغالي ساديو ماني اليوم الإثنين بعيد ميلاده الـ25.
ساديو.. سيديو
في العاشر من إبريل 1992 ولد ساديو ماني في مدينة تحمل اسما قريبا من اسمه.. مدينة "سيديو" الصغيرة التي تقع على نهر كازامانس في السنغال، والتي يقطنها ما يزيد على 24 ألف نسمة فقط.
ينتمي ماني لشعب "الماندينكا" الذي يضم قطاعا كبيرا من سكان دول غرب إفريقيا، والذي ينتمي إليه كذلك لاعبان سبق لهما اللعب لليفربول وهما الإيفواري كولو توريه والمالي محمد سيسوكو.
في أكاديمية "جينيراسيون فوت" بدأ مانيه مشواره مع كرة القدم في سن الثامنة، وكان أحد أفراد الجيل الأول للأكاديمية عند تأسيسها عام 2000. بعدها بثلاثة سنوات وقعت الأكاديمية اتفاقية تعاون مع نادي ميتز الفرنسي، الذي بدأ في ضم المواهب الشابة من صفوف الأكاديمية، وكان أبرز هذه المواهب لاعبان هما بابيس سيسيه (مهاجم فرايبورج ونيوكاسل سابقا وشاندونج ليونج الصيني حاليا)، وساديو ماني.
ظل ماني يتدرج في صفوف الناشئين في ميتز حتى تم تصعيده للفريق الأول في موسم 2011-2012، وقتها كان ميتز يلعب في دوري الدرجة الثانية، وخاض ماني مباراته الأولى مع ميتز أمام باستيا في يناير 2012. وبالرغم من هبوط ميتز للدوري الوطني (الدرجة الثالثة) في نهاية الموسم، إلا أن موهبة الجناح الشاب لفتت أنظار نادي ريد بول سالزبورج النمساوي، ليضمه لصفوفه في أغسطس 2012 مقابل 4 ملايين يورو، في ثالث أغلى صفقة انتقال لاعب في تاريخ نادي ميتز.
قبل انتقاله للفريق النمساوي شارك ماني مع منتخب السنغال الأوليمبي في أولمبياد لندن 2012، وقاد أسود التيرانجا الصغيرة للدور ربع النهائي قبل الخسارة من صاحب الميداليات الذهبية منتخب المكسيك.
موهبته انفجرت مع ريد بول سالزبورج، ليسجل 19 هدفاً في 29 مباراة بالدوري والكأس. وفي موسمه الثاني مع الفريق قاد ماني سالزبورج للتتويج بلقبي الدوري والكأس في النمسا موسم 2013-2014 ليحقق الثنائية المحلية، مسجلا 23 هدفا في مختلف المسابقات.
انتقال بالإكراه
بعدما بدأ موسم 2014-2015 مع ريد بول سالزبورج، وسجل 3 أهداف في أول 4 مباريات بالموسم، دخل ماني في خلاف حاد مع مسئولي الفريق النمساوي لرفضهم السماح له بالانتقال خارج النادي. رد مانيه كان الامتناع عن المران، ورفض السفر مع الفريق إلى السويد لمواجهة مالمو في الدور التمهيدي الأخير لدوري أبطال أوروبا. ريد بول خسر المباراة والتأهل، وعاد ليعلن بيع ماني إلى ساوثامبتون الانجليزي مقابل 12.8 مليون جنيه استرليني في آخر أيام فترة الانتقالات الصيفية لعام 2014.
منذ مباراته الأولى وضع ماني بصمته مع "القديسين". حصل على ركلة جزاء سجل منها فريقه الجديد ليحقق الفوز على أرسنال 2-1 في كأس الرابطة الإنجليزية. بدأت ماكينة الأهداف في العمل مع بعض المشكلات الصغيرة من حين لآخر، مثل تأخره عن الحضور للملعب قبل مباراة ساوثامبتون مع ليفربول في فبراير، مما دفع مدرب الفريق في هذا الوقت الهولندي رونالد كومان لاستبعاده من قائمة المباراة.
هاتريك في 176 ثانية
أنهي ماني موسمه الأول مع ساوثامبتون مسجلا 10 أهداف في 30 مباراة بالدوري، ليكون ثاني هدافي الفريق في الموسم بعد الإيطالي جراتسيانو بيللي. الجناح السنغالي أنهى الموسم أيضا مسجلا رقما قياسيا في تاريخ الدوري الانجليزي الممتاز حينما سجل أسرع هاتريك في تاريخ المسابقة. يوم 16 مايو 2015 هز السنغالي شباك أستون فيلا ثلاثة مرات في دقيقتين و56 ثانية فقط، محطما رقم لاعب ليفربول روبي فاولر الذي سجل هاتريك في مرمى أرسنال في 4 دقائق و33 ثانية عام 1994.
"هذا مستحيل فعليا. حتى في لعبة FIFA لا يمكنك تسجيل ثلاثة أهداف في 176 ثانية!".. تغريدة
تألق ماني استمر مع القديسين في الموسم التالي، ليسجل أحد أسرع أهداف الموسم في مرمى ليفربول في ربع نهائي كأس الرابطة بعد 38 ثانية فقط من بداية المباراة (رغم خسارة ساوثامبتون للمباراة بنتيجة 6-1). واستمرت أيضا أزماته مع كومان حينما حضر متأخرا مرة أخرى للمحاضرة التي سبقت مباراة الفريق أمام نورويتش سيتي ليستبعده الهولندي من المباراة.
ابتعد ماني عن التهديف لأربعة أشهر كاملة ما بين نوفمبر 2015 ومارس 2016، ليبدأ الحديث حول خفوت نجم السنغالي. لكن الجناح السريع رد بتسجيل سبعة أهداف في ست مباريات متتالية، من بينها هدفين في ليفربول وهاتريك في مانشستر سيتي، لينهي الموسم هدافا للفريق بتسجيله 15 هدفا في 43 مباراة بمختلف المسابقات.
أغلى لاعب في إفريقيا
في يونيو 2016 أصبح ماني أغلى لاعب في تاريخ إفريقيا حينما انتقل من ساوثامبتون إلى ليفربول مقابل 34 مليون جنيه استرليني، محطما الرقم الذي انتقل به الإيفواري إيريك بايي من فياريال لمانشستر يونايتد (30 مليون جنيه استرليني) قبله بأيام.
ماني سجل في أولى مبارياته بقميص الحمر في مباراة الفوز على ملعب أرسنال 4-3. التألق استمر ليسجل 13 هدفا في 27 مباراة بالدوري، من بينها هدف الفوز بالدربي على أرض إيفرتون في الدقيقة السابعة من الوقت بدل الضائع، ليعتلي قمة هدافي ليفربول في الموسم حتى الآن بالرغم من غيابه لما يقارب الشهر بسبب مشاركته مع السنغال في كأس الأمم الأفريقية 2017، حيث كانت تجربته مريرة بإهداره ركلة الترجيح التي أطاحت بالسنغال خارج البطولة أمام الكاميرون في ربع النهائي.
سجل ماني 13 هدفا في 45 مباراة دولية مع السنغال، واختير ضمن التشكيلة الأفضل في القارة السمراء لعامي 2015 و2016، كما حل ثالثا في اختيارات أفضل لاعب إفريقي للعام الماضي خلف الجزائري رياض محرز والجابوني بيير إيمريك أوباميانج.
ويوم عيد ميلاده الخامس والعشرين، انتهى موسم ساديو مانيه قبل الآوان بعدما تقرر أن يخضع غدا لجراحة في غضروف الركبة ستبعده عن ليفربول لمدة ثمانية أسابيع على الأقل.
"النبأ السار أنه سيعود إلينا في نهاية يونيو، أي أنه سيكون جاهزا لخوض فترة إعداد الموسم الجديد".. يورجن كلوب