كتب : مصطفى عصام
كان الراحل محمود بكر يلقي تعليقاته بشكل عادي خلال مباراة القمة وفجأة سمعنا صوت مدوي للجماهير المكتسية باللون الأحمر الثائرة في استاد القاهرة، والبطاقة الحمراء يشهرها الحكم مارك باتا في وجه أيمن عبدالعزيز.
في ظهر يوم الجمعة 9 أبريل 1999 أقيم أقصر لقاء قمة بين الأهلي والزمالك على استاد القاهرة الدولي في لقاء لم يكن حاسما بالضرورة القصوى لبطولة الدوري، بعد أن ضمن النادي الأهلي بطولته السادسة على التوالي.
بمناسبة مرور 18 عاما على هذه الواقعة، يعيد FilGoal.com نشر قصة هذه المباراة.
لم نر في هذا اللقاء سوى تحذير من الحكم لحسام حسن وبشير التابعي بعدم الاحتكاك وضربة رأس أهلاوية تخطئ المرمي ثم حدثت المشاهد التالية.
صراع على الكرة بين التابعي والدوماني وحسام حسن، صراع انتهي مبكرا
المشهد الأول: اللقاء لم يمتد لأكثر من خمس دقائق بعد أن عرقل الناشئ وقتها أيمن عبدالعزيز اللاعب إبراهيم حسن من الخلف، ليشهر له الحكم الفرنسي مارك باتا البطاقة الحمراء مباشرة وذلك وفقا لتعديلات الاتحاد الدولي وقتها قبل مونديال فرنسا 1998.
مشهد سقوط إبراهيم واعتراض لاعبي الزمالك على الحكم
حيث صرح الحكم الالماني السابق فولكر رور عضو لجنة الحكام في الاتحاد الدولي "بعد انتهاء مونديال 1994 كان همنا حماية المهاجمين فطبقنا قانون العرقلة من الخلف وقد نجحنا في الوصول إلى هدفنا".
المشهد الثاني: اندفع الجميع نحو حكم المباراة في محاولة لإثنائه عن الطرد، وفجأة خرج المدير الفني للزمالك وقتها فاروق جعفر عن أعصابه وحاول الدخول لأرض الملعب وحاول حكم الراية التصدي له.
فاروق جعفر المدير الفني للزمالك وقتها
المشهد الثالث: في هذه الأثناء كان إسماعيل يوسف مدير الكرة في الزمالك وقتها يحاول تهدئة اللاعبين ودفعهم بعيدا عن محاولة الاحتكاك بالحكم.
نداءات إسماعيل يوسف المستمرة للاعبيه للتوجه للملعب
المشهد الرابع: وقتها توجه محمد صبري لاعب الزمالك نحو المقصورة الرئيسية مناديً لأعضاء مجلس الإدارة بإتخاذ قرار فوري وسريع وحاسم من أجل الإنسحاب من المباراة في كلمات منه يصف بها الحكم بالظالم.
حسين السيد حارس الزمالك السابق محاولاً تهدئة ثورة صبري
المشهد الخامس: استجاب وقتها لنداء الإنسحاب عضو مجلس الإدارة منير حسن ولكن أعترض على هذا القرار إسماعيل سليم وحاول إبلاغ كمال درويش بالأمر، ولكن كان الوقت قد فات بحوالي 15 دقيقة بعد خروج لاعبي نادي الزمالك من أرض الملعب ودخولهم غرفة الملابس.
المقصورة الرئيسية في حالة ذهول تام
المشهد السادس: يخرج لاعبو الزمالك إلى أرض الملعب، فيما يبدو لاستطلاع رأي الجمهور الذي أيدهم بشدة، وترتفع أيدي خالد الغندور ليشير للجماهير بأن قرار الإنسحاب نهائي.
المشهد السابع: رغم كل شيء، الجميع يتوقع عودة الزمالك ولكن فجأة ينزل إكرامي الكبير الملعب وهو يشير بيديه بما يعني أن الحكم قد أنهي المباراة، فيثور راينر تسوبيل المدير الفني عليه خوفا من تسلل الهدوء إلى لاعبيه قبل أن يكون القرار نهائيا.
مناقشات إكرامي مع تسوبيل والأستعانة بخدمات المترجم محسن طنطاوي
المشهد الثامن: الجميع تأكد من انسحاب الزمالك ولاعبيه، فيقرر راينر تسوبيل المدير الفني للأهلي إقامة تقسيمة بين لاعبي فريقه لتعويض الجمهور الأحمر وذلك بالإستعانة بقمصان الصحفيين "الملونة" وفي وجهه ابتسامة عريضة بعد حسم القمة مبكرا، ومع ذلك ظهرت الندية في تلك التقسيمة وتدخل حسام حسن بعنف دون قصد على توأمه إبراهيم في كرة مشابهة للعبة أيمن عبد العزيز، ولكن إبراهيم تفاداها تلك المرة، ونجح حسام في استخلاص الكرة.
صور لتقسيمة لاعبي الأهلي
المشهد التاسع: أثناء مغادرة لاعبي الزمالك، استمرت ثورات كبيرة من لاعبيه وخاصة محمد صبري وخالد الغندور.
محاولات لاعبي الزمالك لتهدئة زميلهم أيمن عبدالعزيز
المشهد العاشر: بعد إنهاء الحكم المباراة، ظهر على طاقم الحكام كل معالم الدهشة والذهول واتجهوا إلى غرف الملابس مباشرة دون إبداء أي تعليق في حراسة الشرطة.
الحكم في حراسة الشرطة
لتنتهي مباراة الخمس دقائق، وخرجت جماهير الزمالك في انقسام بين رفض الإنسحاب أو القبول به، أما جماهير الأهلي فخرجت فرحة بفوز فريقها بالثلاث نقاط على الغريم التقليدي وفي انتظار قرارات وقتها لاتحاد الكرة حول الموقف.
أما محمد صبري، فخرج مساء بتصريح في التلفزيون بأن الحكم أهلاوي وحصل على رشوة، مع أن الحكم الفرنسي له قصة شهيرة برفض رشوة قدرها 2 مليون فرنك تسببت بهبوط مرسيليا لدوري الدرجة الثانية.