"نرغب في الفوز باستمرار. لا ضغوط علينا لأننا في المركز الثاني"، والتطبيق كان عمليا، توتنام مع ماوريسيو بوكيتينو حصل على انتصار جديد هذه المرة على ضيفه واتفورد برباعية نظيفة.
ويستمر أصحاب الأرض في سلسلة انتصاراتهم المتتالية بجانب الأداء القوي، ويرتفع رصيد الفريق إلى 58 نقطة منفردا بالمركز الثاني، ومقتربا بشكل مؤقت من تشيلسي، صاحب الصدارة برصيد 62 نقطة.
وبالرغم من تبقي ست جولات على نهاية المسابقة، فإن كثيرون يعتقدون أن الدوري حُسم لمصلحة تشيلسي، إلا أن أي سقوط لكتيبة أنطونيو كونتي مع استمرار انتصارات توتنام قد يجعل للمنافسة على اللقب حديث آخر.
سلسلة
توتنام لا يخسر على وايت هارت لين مؤخرا، وهي حقيقة رقمية. في آخر 11 مباراة في الدوري استضافها توتنام على ملعبه حقق فيها انتصارات بنسبة 100%، وهو الأمر الذي يحتاجه الفريق لكي يستمر في مضايقة تشيلسي.
13 مباراة خاضها الفريق في عام 2017 ضمن منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز، حقق الفوز في 10 منها، وتعادل في اثنتين بينما كانت الهزيمة في مناسبة وحيدة ضد ليفربول بملعب أنفيلد.
خلال تلك المباريات، هز توتنام شباك خصومه في 31 مناسبة، بينما تلقت شباك هوجو لوريس تسعة أهداف فقط.
بوكيتينو لا يتبقى له هذا الموسم إلا منافستي الدوري وكأس الإتحاد بعد التوديع أوروبيا، ولا يزال توتنهام منافسا فعلا في أكبر بطولتين محليتين.
وقد يكون التتويج بإحداها مكافأة لعمل شاق يقدمه المدير الفني الأرجنتيني مع الفريق على مدار موسمين متتاليين.
لا كين؟ لامشكلة
يغيب المهاجم الدولي الإنجليزي هاري كين عن صفوف توتنهام منذ 12 مارس الماضي بسبب الإصابة.
للوهلة الأولى، تعتقد أن غياب أفضل هدافي الفريق وثاني هدافي المسابقة بشكل عام، برصيد 19 هدفا، سيكون مؤثرا للغاية.
لكن الحقيقة أن الوقائع والأرقام أثبتت عكس ذلك، وهو ما يحسب لبوكيتينو باقتدار.
أربع مباريات خاضها الفريق في الدوري بغياب كين، محققا 4 انتصارات متتالية دون أي متاعب هجومية، ومسجلا 11 هدفا في شباك الخصوم.
عاد كين اليوم كبديل، وشارك في الـ20 دقيقة الأخيرة من المباراة، وسدد تسديدتين على المرمى، منها كرة اصطدمت بعارضة هيلاريو جوميز.
بالتأكيد عودة كين ستكون بمثابة تدعيم هام لتوتنام خلال ما تبقى من المنافسة في الجولات السبع الأخيرة.
معجزة كورية × خيبة هولندية
لا توجد فرصة أفضل من غياب المهاجم الأساسي للفريق لكي تثبت قدراتك، ولكن ربما لم يصل هذا المفهوم للمهاجم الهولندي فينسنت يانسن.
فشل تهديفي خلال المباريات الأربع الأخيرة، وتسديدتان فقط على المرمى دون أي خطورة تذكر.
ربما تكون أيام المهاجم الدولي الهولندي معدودة مع الفريق اللندني، خاصة مع زيادة التكهنات حول إمكانية ضم اسم هجومي كبير في الصيف القادم.
في المقابل، فإن الكوري الجنوبي سون هيونج مين استغل غياب كين بأفضل طريقة ممكنة، وهو ما يفعله دائما.
سون وصله لهدفه رقم 11 في الدوري هذا الموسم بتسجيله ثنائية في مباراة اليوم، بجانب هدفين في المباريات الثلاث السابقة، ليقلل من متاعب غياب كين.
بجانب التهديف في مباراة اليوم في مناسبتين من أصل ست تسديدات، صنع الكوري هدفا وسدد كرة في العارضة.
بهذا السجل التهديفي لسون، أصبح توتنام يمتلك ثلاثة لاعبين تجاوز كل منهم حاجز الـ10 أهداف، حيث سجل هاري كين 19 هدفا، وكذلك سجل لاعب الوسط ديلي آلي 16 هدفا، بجانب أهداف سون، ويمثل مجموع أهداف الثلاثي 46 هدفا من أصل 64 سجلها الفريق في الدوري حتى الآن.
آلي أم تريبيير.. من رجل المباراة؟
قدم الثنائي مباراة مميزة، وساهما في السيطرة المطلقة لتوتنام على المباراة.
ديلي آلي كان مميزا كعادته في أغلب مباريات هذا الموسم. سجل هدفا، وأصبح الأكثر اسهاما في أهداف الفريق خلال هذا العام، بتسجيله لـ10 اهداف وصناعته لأربعة أخرين فقط خلال 13 مباراة.
بجانب التهديف، الأمر الذي يتميز به لاعب الوسط الإنجليزي الشاب، فإنه يساهم بشكل كبير في السيطرة على وسط الملعب من خلال تمريراته الدقيقة.
أكمل آلي 39 تمريرة صحيحة بنسبة دقة بلغت 82%، كما نجح في اكمال أربع مراوغات ناجحة.
أداء ثابت ومستقر على مدار موسمين للنجم الشاب، وربما يجب أن تتذكر أنه لا يزال في عمر الـ20.
أما الشاب الآخر، الظهير الأيمن كيران تريبيير، فقد حصل على فرصة المشاركة أساسيا اليوم بدلا من كايل ووكر، وقد استغلها الاستغلال الأمثل.
ست كرات عرضية، ثلاث منها كانت ناجحة، وواحدة كانت صناعة مباشرة لهدف الفريق الرابع.
بجانب ذلك، صنع تريبيير أربع فرص لزملائه، وتميز دفاعيا بأربع كرات مقطوعة بنجاح، وأربعة تشتيات من منطقة جزاء الفريق.
الظهير الأيمن الشاب لا يشارك كثيرا على حساب ولكر، ولكنه تمكن من صناعة ثلاثة أهداف خلال خمس مباريات فقط شارك بها في الدوري، ليثبت إمكانياته الهجومية الكبيرة.
مرونة خططية
الأمر ليس بجديد على بوكيتينو أو لاعبيه خلال الموسم الحالي.
خلال الموسم الجاري، تحول الفريق اللندني إلى اللعب بثلاثي في خط الدفاع، وقد أثبتت الخطة كفاءة كبيرة في العديد من المباريات الهامة.
هذا لا يعني تخلي الفريق عن اللعب برباعي دفاعي في العديد من المباريات، ومن ضمنها مباراة اليوم أمام واتفورد.
تسيد كامل للمباراة، و19 تصويبة على المرمى، واستغلال كبير للأطراف والكرات العرضية والطولية، وتنويع طرق تسجيل الأهداف.
في المقابل، لم يتمكن والتر ماتزاري من التعامل مع المجريات، واستسلم تماما لسيطرة توتنام على المباراة، ليتلقى الفريق هزيمته الثانية عشر هذا الموسم.
رغم ذلك، لا يزال واتفورد مرشحا قويا لإنهاء المنافسات ضمن الـ10 الأوائل، وهي نتيجة أفضل قليلا مما حققه الفريق في موسمه الأول في الدوري بعد غياب، تحت قيادة كيكي سانشيز فلوريس في الموسم الماضي، والذى أنهى المسابقة في المركز 13.