حكاية التسلل – بعد هدف الشرقية في الزمالك.. شرح مكثف للقانون الذي غير الكرة

واحدة من القرارات المثيرة للجدل دائما في كرة القدم هي التسلل.. وهناك تفسير علمي لذلك، وهي أن العين البشرية والعقل غير قادرين على معالجة جميع المعلومات البصرية لتطبيق القاعدة.

كتب : محمد البنا

الخميس، 06 أبريل 2017 - 05:53
راية حكم مساعد أوفسايد

واحدة من القرارات المثيرة للجدل دائما في كرة القدم هي التسلل.. وهناك تفسير علمي لذلك، وهي أن العين البشرية والعقل غير قادرين على معالجة جميع المعلومات البصرية لتطبيق القاعدة.

تحتاج العين البشرية لأجزاء من الثانية من أجل التنقل بين حركات ثلاثة أو أربعة لاعبين، ثم اتخاذ قرار.. زاوية الرؤية مهمة، التمركز أيضا مؤثر. والأخطاء البشرية لها عامل كبير.

هدف الشرقية في الزمالك الذي أظهرت الإعادة وجود أحمد عبد الحميد "مودي" مهاجم الخيول في موقع تسلل قبل التسجيل في محمود جنش حارس الفريق الأبيض.

ورصد FilGoal.com العديد من الأسئلة، حول ما هو سبب وجود لاعب الشرقية في موقع المتسلل رغم وجوده أمام مدافع الزمالك؟

ومن هنا.. يستعرض FilGoal.com حكاية التسلل الذي تسبب في تغييرات تاريخية في لعبة كرة القدم منذ نشأتها وخاصة في الخطط الفنية للمدربين.

بحسب كتاب (الهرم المقلوب) لجوناثان ويلسون المحلل الإنجليزي، فإن قانون التسلل قد تسبب في تغيير خطط الكثير من المدربين.

لكن ما هي القاعدة؟

البداية

كُتب قانون التسلل لأول مرة في عام 1866 ونص على ضرورة وجود ثلاثة لاعبين قبل آخر مهاجم يتسلم الكرة، وفي عام 1925 تغير بتقليص عدد اللاعبين إلى أثنين.

هذا التغيير في عام 1925 أدى إلى ظهور طرق لعب جديدة مثل طريقة WM (3-4-3) بعدما عرف العالم الطريقة الوحيدة وهي الهرم المقلوب (2-3-5).

ويمكنك قراءة مزيد من التفاصيل من هنا

وظل القانون الذي غيّر مسار خطط كرة القدم إلى ما نحن عليه الآن، وتم عليه إضافة نصية مهمة في 2005 بأن اللاعب يعتبر متسللا إذا تدخل في اللعبة وسبق آخر لاعب بأي جزء من جسده باستثناء يديه.

نص القانون الحالي

التسلل هو المادة 11 في قانون كرة القدم، ويعتبر اللاعب متسللا إذا توافرت ثلاثة شروط وهي:

مخالفة التسلل

تحتسب مخالفة التسلل عندما يكون اللاعب جزء فعال من اللعبة عن طريق أمرين:

وتطبق مخالفة التسلل عند التمرير وليس عند استلامها، فموقع اللاعب الذي سيتلقى الكرة عند التمرير هو المقياس، إذ يسمح القانون للاعب أن يستلم الكرة في موقع تسلل طالما تحرك بعد خروج الكرة من قدم زميله.

لعبة الشرقية

في اللعبة الجدلية في مباراة الشرقية، وبتطبيق قانون التسلل المذكور، فإن ميدو صاحب الهدف كان أقرب إلى خط المرمى وبينه لاعب واحد فقط وهو أسامة إبراهيم.

ومع وجود جنش بخطوة متقدما على مهاجم الشرقية، فهو يجعل الأخير في موقع تسلل بعدما استفاد من موقعه لحظة خروج الكرة.

شرح أبرز حالات التسلل

نشر موقع "أوفسايد-رف" الإنجليزي تقريرا للقاعدة رقم 11 في كرة القدم يستعرض أبرز لعبات التسلل، يستعرضها FilGoal.com..

تُرك اللاعب رقم 10 وحيدا خلف المدافعين وأمام حارس المرمى فقط وهو عدد غير كاف لجعله في موقف سليم، وهو ما يدعى مصيدة التسلل.

في هذا المثال، تجد اللاعب رقم 3 لم يتحرك لكشف مصيدة التسلل، وهو ما جعل اللاعب رقم 9 في موقف سليم لضرب مصيدة التسلل.

ربما تجعل هذه الحيلة كرة القدم مملة، إذ أن اللاعب رقم 9 يقف بجوار حارس المرمى منتظرا أن تصل إليه كرة طويلة وهو أقرب من خط المرمى عن الحارس وفي هذه الحالة فإنه لن يكون متسللا!

في هذه اللعبة يقع المهاجم رقم 9 في مصيدة التسلل رغم وجود مدافع واحد فقط بينه وبين خط المرمى، لكن الحارس كان خارج مرماه هذه المرة وبالتالي العدد غير كاف لتكون اللعبة سليمة.. وهو ما حدث في لعبة الشرقية.

ووصفها التقرير بأنها لعبة نادرة الحدوث إلا في الوقت القاتل عندما يخرج الحارس من مرماه في الدقائق الأخيرة.

لماذا أحيانا يحتسب الحكم تسللا غير موجود؟ صدق أو لا تصدق.. هذا ليس خطأهم (سواء كان القرار يحدث لفريقك أو ضد فريقك) كل هذا يعود لزاوية الرؤية.

في هذه الصورة تجد الخط البنفسجي بزاوية مائلة نظرا لمرمى نظر الحكم المساعد الذي من المفترض أن يكون موازيا لخط المرمى.

ولهذا فإنه حتى وإن كان اللاعب رقم 10 بينه لاعبين أثنين (2 و 1) وبين خط المرمى فإن عين الحكم وزاوية رؤيته ستجعله يحتسبها تسلل.

هذا أمر مؤسف، لكنه يحدث من وقت لآخر.