كتب : علي أبو طبل
قبل حوالي شهرين من الآن، تواجد كريستال بالاس ضمن مراكز الهبوط في الدوري الإنجليزي الممتاز، وازدادت الأمور كارثية جولة بعد الأخرى في عهد المدير الفني آلان باردو.
استعانت إدارة الفريق بخبرات سام ألاردايس، المتخصص في إنقاذ الفرق على الدوام من الهبوط في الدوري الإنجليزي، أملا في إضافة فريق جديد إلى قائمته الخاصة والاستمرار في سجله المميز.
المباريات الأولى لم تكن مبشرة. 6 هزائم في أول 7 مباريات تحت قيادة "بيج سام"، وكريستال بالاس يقترب أكثر من الهبوط.
لكن مع مرور الوقت، بدأ تأثير المدير الفني المخضرم في الظهور مع إضفاء تعديلاته الجديد.
منذ 25 فبراير الماضي، خاض الفريق 4 مباريات في الدوري الممتاز محققا العلامة الكاملة من 4 انتصارات. الانتصار الأخير تحديدا على المتصدر تشيلسي في معقله ستامفورد بريدج كان الأهم.
وتزامنت بداية سلسلة الانتصارات مع بداية مشاركة المدافع الفرنسي مامادو ساخو مع الفريق.
العودة إلى الحياة
منذ 2007، يظهر المدافع الفرنسي بمستويات مميزة رفقة باريس سان جيرمان، والذي حمل شارة قيادتهم في فترة من الفترات، قبل أن يرحل في 2013 إلى أنفيلد، ليلعب لفريق ليفربول.
كان ساخو هاما للمدير الفني السابق لليفربول، بريندن رودجرز، في كثير من الأوقات، قبل أن تنقلب الأمور شيئا فشيئا في عهد يورجن كلوب.
أزمة ساخو ازدادت أكثر في إبريل من العام الماضي، حين تم توجيه الإتهام له بتعاطي المنشطات، ومن ثم إيقافه لمدة 30 يوم عن ممارسة كرة القدم ضمن المنافسات الأوروبية، وهو الأمر الذي أدى إلى ابتعاده عن المشاركة مع منتخب الديوك في يورو 2016.
في وقت لاحق، وبعد تقديم طعن، اتضح أن المادة التي تناولها لا تقع ضمن قائمة المواد المحظورة، لتثبت براءته. ولكنه كان قد خسر الكثير في ذلك الوقت.
مع بداية الموسم الحالي، أصبح ساخو خارج حسابات كلوب، ليجد بوابة كريستال بالاس منفذا له من أجل العودة في منتصف الموسم الحالي.
4 مباريات خاضها ساخو مع كريستال بالاس حتى الآن، تحسن خلالها شكل الفريق دفاعيا بدرجة كبيرة، وتحقق الفوز للفريق اللندني في المواجهات الـ4 التي اهتزت شباكهم فيها بهدف وحيد من تشيلسي في مواجهة انتهت بفوز كريستال بالاس 2-1.
كاسحة الألغام
تقرير رقمي نشره موقع سكواكا عن مدى فاعلية ساخو الدفاعية في المباريات الـ4 الأخيرة، وتحديدا آخر المباريات أمام تشيلسي.
منذ ظهوره الأول أمام ميدلزبره في فبراير الماضي، تبدو أرقام المدافع الفرنسي مبهرة للغاية.
33 تشتيت ناجح للكرة من منطقة جزاء كريستال بالاس تبرز مدى أهمية المدافع الفرنسي. 9 كرات مشتتة و4 اعتراضات لهجمات تشيلسي كانت أرقام مميزة للغاية في المواجهة الأخيرة. ليصبح بمثابة كاسحة لألغام الخصوم.
الأداء الدفاعي للمدافع الفرنسي ليس عشوائية، فهو يجيد بداية الهجمة من الخلف والتمرير السليم للكرات لزملائه. فهو اللاعب صاحب أكبر معدل من التمريرات السليمة بين زملائه خلال المباريات الـ4 الأخيرة، بمعدل 25 تمريرة سليمة لكل 90 دقيقة، متفوقا حتى على زملائه من لاعبي وسط الملعب.
قرابة 80% من تمريراته كانت للأمام، وهو ما يعطي الفرصة لبناء الهجمات في حال كانت تمريراته تتم بشكل سليم.
العودة لليفربول
مع نهاية الموسم، ستنتهي إعارة ساخو لكريستال بالاس ليعود لقائمة ليفربول من جديد، وحينها قد يجد جديد.
لكن فرصة انضمام المدافع الفرنسي ذو الـ27 عاما إلى فريق مثل كريستال بالاس بلا شك هي فرصة لإثبات كفاءته وفرض نفسه من جديد على كلوب، الذي يعتمد على جويل ماتيب وديجان لوفرين كأسماء دفاعية، ومن بعدهم المدافع المخضرم راجنار كلافان.
فترة الإعارة إلى كريستال بالاس تحت قيادة سام ألارادايس ستكون جيدة لساخو لتثبيت أقدامه وإصلاح بعض من أخطائه في التمركز دفاعيا، وهو العيب الذي وضح فيه جليا خلال فترات لعبه في ليفربول، وذلك ضمن منظومة "بيج سام" الذي يلجأ بشكل أكبر للتأمين الدفاعي لحصد أكبر عدد ممكن من النقاط من أجل البقاء.
في النهاية، قد يساهم ساخو في إنقاذ كريستال بالاس من الهبوط، ولكن الأهم بالنسبة له هو أنه سينقذ مسيرته من نهاية مأساوية.