كتب : عمر ناصف
عرضية متقنة من ماركو فيراتي يستقبلها "على الطاير" إدينسون كافاني ليسجل هدف فريقه باريس سان جيرمان الثالث في مرمى موناكو في نهائي كأس الرابطة الفرنسية قبل أن يضيف الأوروجوياني الرابع ويضمن احتفاظ فريقه بالكأس لعام جديد.
كان هذا موسم التحدي لكافاني الذي منذ وصوله إلى باريس تواجد في ظل مهاجم الفريق ونجمه الأول سابقا زلاتان إبراهيموفيتش، تلك هي التجربة الأولى لكافاني للعب في نادي يطمح للفوز بكل الألقاب بعد مسيرة إيطالية في باليرمو ونابولي.
ولد في منزل يعشق كرة القدم فوالده كان لاعبا هاويا وأخيه الأكبر والتر كان لاعبا محترفا، شاهد كافاني أخاه في 2001 يمثل منتخب بلاده الأوروجواي دوليا ولكنه لم يكن مثله الأعلى فقلب اللاعب كان مع جابريل باتيستوتا المهاجم الأرجنتيني.
في ثاني أكبر مدينة في الأوروجواي "سالتو" ولد كافاني بعد شهر واحد فقط من مولد زميله لويس سواريز في نفس المدينة التي شهدت حواريها الضيقة بروز مواهبهم، كافاني كان معروفا عنه الثقة في النفس والرغبة في التحدي واللعب ضد من يكبرونه في السن.
ظل لعامين يتدرب مع فريق دانوبيو أفضل أكاديمية ناشئين في البلاد في العاصمة مونتيفيديو وعندما جاء وقت توقيع العقد الاحترافي كان أمام خيار صعب إما البقاء بعيدا عن أهله في أكاديمية الفريق التي أنجبت من قبله ديجو فورلان وألفارو ريكوبا أو العودة إلى سالتو.
والد اللاعب لم يترك له خيارا فقرر هو بدلا من صاحب الـ14 عاما "كافاني سيبقى في دانوبيو ليحقق طموحات العائلة الكروية".
شهد عام 2007 مشاركة اللاعب في بطولة أمريكا الجنوبية للشباب حيث تكدس كشافو المواهب لمتابعة أبرز ما أنجبته الأرض اللاتينية من مواهب فكان هناك أرتورو فيدال في تشيلي وألكسندر باتو في البرازيل وإيدسون كافاني صاحب السبعة أهداف في تسع مباريات.
اهتمت بموهبته العديد من الأندية ومن بينها يوفنتوس وميلان وبوكاجونيورز ولكن قرار كافاني الانتقال إلى باليرمو في أخر يوم من أيام شهر يناير 2007.
السبب لم يكن كرويا في المقام الأول ولكن جد كافاني كان مهاجرا في إيطاليا ومقيما في إقليم صقلية وعرض باليرمو كان جديا واللعب في الدوري الإيطالي حيث تألق مثله الأعلى جابريل باتيستوتا كان لكافاني بمثابة الاقتراب من تحقيق أحد أحلامه.
أصدقاء اللاعب كانوا يشبهونه بالمسيح نظرا لشعره الطويل الذي يضعه خلف أذنيه ولكن الحقيقة أن الشاب الأوروجوياني كان يحاول تقليد باتيستوتا.
أول أهدافه في إيطاليا مع باليرمو كان استثنائيا، شارك كافاني بديلا في صفوف فريقه المنقوص أمام فيورنتينا حيث لعب باتيستوتا سابقا والنتيجة كانت تشير لتأخر باليرمو بهدف نظيف قبل أن يسجل المهاجم فارع القامة هدفا على طريقة فان باستن في مرمى السوفييت في نهائي كأس أوروبا 88 ليهدي فريقه نقطة من المباراة.
وجوده على الجبهة اليمنى أعاق تقديمه لكل ما لديه مع باليرمو ونقله كان صعبا لتواجد أماوري وميكولي والإبقاء عليه احتياطيا خسارة لأي فريق.
نابولي انقض على الموهبة الأوروجوانية وتعاقد مع كافاني في صيف 2010 لتعويض رحيل كوالياريلا إلى يوفنتوس.
لم يطمح كافاني لأن يكون مارادونا جديد في مدينة الجنوب ولكنه أراد ترك بصمة كبيرة في إيطاليا مع فرصة أكبر في إظهار إمكانياته في المركز المناسب له.
شكل كافاني في نابولي ثلاثية مميزة مع إيزيكيل لافيتزي وماريك هامشيك ولكنه لم ينجح في الوصول إلى ما وصل إليه مارادونا وقيادة نابولي للفوز ببطولة الدوري فكان عليه إختيار طريقة أخرى لتحقيق الإنجازات.
"مسيرة ناجحة بعد ترك نابولي"
كان هذا اختيار كافاني لتحقيق مسيرة ناجحة كتلك التي عاشها مارادونا الذي كانت سنوات عمره الأفضل هناك فقرر كافاني أخيرا ترك نابولي بحثا عن الألقاب والإنجازات فكأس واحدة في ثلاث مواسم مع الفريق وفي مسيرة اللاعب كلها لم تكن ترضي غروره الشخصي، ومع نابولي ترك إيطاليا كلها حتى لا يخسر حب جماهير الفريق التي ظلت تتغنى بأسمه مع كل أهدافه الـ104 لنابولي في 138 مشاركة.
باريس سان جيرمان قدم 64 مليون يورو للتعاقد مع اللاعب وترك كافاني إيطاليا حيث كانت سنوات مجد مثله الأعلى باتيستوتا والحياة بجانب جده الذي يحبه منتقلا إلى فرنسا حيث لعب أخوه الأكبر يوما ما رفقة أجاكسيو.
" شعرت بأني خنت جماهير نابولي عندما تركتهم" هكذا تحدث صاحب الـ29 عاما بعد تركه إيطاليا نحو أموال الباريسيين والمجد المنتظر.
هناك في باريس تم نقله مرة أخرى إلى الخلف للعب وراء إبراهيموفيتش ليكون في ظله في الملعب وفي كل الأرقام.
وعندما رحل النجم السويدي وتولى كافاني قيادة الدفة الهجومية لباريس سان جيرمان، أصبح مرة أخرى الرقم واحد وأمل جماهير فريقه لهز شباك الخصوم.
" قد يكون المهاجم الأفضل أو المهاجم الأسوء طبقا للإحصائية التي تقرأها عن اللاعب" هكذا لخص أحد كتاب صحيفة ميرور الإنجليزية مسيرة المهاجم الأوروجوياني.
تشاهده يضيع العديد من الفرص السهلة ويطيح بالكرات خارج الملعب، وإحصائيا هو اللاعب الأكثر إضاعة للفرص السهلة في الدوريات الخمس الأوروبية الكبرى.
ذلك رقم يجعله المهاجم الأسوأ لفريقك.
لكن كافاني سجل 27 هدفا هذا الموسم في الدوري الفرنسي وهو الأعلى في الدوريات الخمس الكبرى وبإجمالي 38 هدف في كل البطولات التي لعبها هذا الموسم.
هنا ستعتبره المهاجم الأفضل في أوروبا، خاصة إذا أضفت لذلك أرقامه الإجمالية التي تشمل 121 هدفا في أربعة مواسم في باريس شارك خلالها في 187 مباراة حتى الآن و11 بطولة مع العملاق الفرنسي بالإضافة لـ38 هدفا في 90 مباراة بقميص الأوروجواي حقق خلالها لقب كوبا أميركا في 2011 ليعيد الكأس إلى بلاده بعد غيابها منذ عام 1995.