مع رودجرز.. سيطرة سيلتك في أسكتلندا تستمر بشكل جديد
الإثنين، 03 أبريل 2017 - 17:13
كتب : علي أبو طبل
تتويج سيلتك بطلا للدوري الأسكلتندي. خبر اعتدنا على سماعه في المواسم الخمس الماضية، وهاهو يتكرر للموسم السادس على التوالي.
اللقب رقم 48 من مسابقة الدوري تضاف لخزائن سيلتك، الذي استغل أزمة الجار اللدود جلاسكو رينجرز خلال المواسم الماضية، واقترب من رقمه، 54 بطولة دوري.
تكرار الأمر في كل موسم يبدو مملا. وخاصة أن سيلتك أصبح الطرف الأقوى باستمرار في أسكتلندا دون أي صعوبات في ظل غياب رينجرز عن المشهد نتيجة الإفلاس والهبوط للدرجة الرابعة قبل عدة مواسم. وفي نفس الوقت، لم يتواجد الفريق الذي يستطيع مجاراة سيلتك مثلما كان يفعل رينجرز في وقت قوته.
رينجرز عاد من جديد للدرجة الممتازة، ولكنه بالتأكيد لا زال يحتاج لبعض الوقت لمجاراة قوة وهيمنة سيلتك في الوقت الحالي.
كيف سار موسم سيلتك من بدايته. وما هو المختلف الذي قدمه الفريق هذا الموسم؟
مدرب جديد
برندان رودجرز مديرا فنيا جديدا لسيلتك. ذلك كان الخبر الرئيسي في أسكلتندا مع بداية هذا الموسم.
منذ 2010، يقدم رودجرز مستويات مميزة في إنجلترا. صنع اسما كبيرا لسوانزي سيتي، ثم انضم لليفربول في 2012.
رودجرز كان قريبا للغاية لصنع شئ في أنفيلد رود لم يحققه أي من سابقيه. التتويج بلقب الدوري الإنجليزي للمرة الأولى منذ عقود، وإضافة اللقب رقم 20 من الدوري الإنجليزي الممتاز في خزائن النادي.
تعثرت خطوات الحلم في الأمتار الأخيرة، ولكن الفريق قد عاد من جديد إلى دوري أبطال أوروبا في الموسم التالي. ثم لم تسر الأمور بشكل تصاعدي بعد ذلك، لتتم إقالته في منتصف الموسم الماضي ويحل الألماني يورجن كلوب بديلا.
6 أشهر كانت فترة كافية للراحة بالنسبة للمدرب الآيرلندي الشمالي، قبل أن يتخذ قرارا ذكيا بالانضمام لأفضل أندية أسكتلندا في الوقت الحالي.
فرصة الانضمام لسيلتك بدت مثالية لرودجرز، من أجل إنقاذ سمعة مشواره المهني وتحقيق نجاحات في المتناول، وفي نفس الوقت تقديم أفكاره في كرة القدم في دوري يتفوق فيه فريقه بفرق شاسع عن أفضل المجتهدين من المنافسين.
سيلتك ظل بطلا لأسكلتندا تحت قيادة مديره الفني السابق، النرويجي روني ديلا، ولكن الأمر كان اعتياديا.
رهان رودجرز نجح، وهاهو يتوج بطلا لأسكتلندا وبأرقام قياسية لا تصدق، وبأداء رائع وهو الأهم لجماهير سيلتك التي استمتعت بموسمها بلا أدنى شك.
فريق جديد
بدت سياسة إدارة سيلتك واضحة من بداية الأمر. التفوق المحلي أصبح اعتياديا، ويجب أن تزداد الطموحات بشكل أكبر.
وجدت الإدارة ضالتها في رودجرز، وهو المدير الفني القادر على استقطاب أسماء شابة مميزة بفضل تواجده لفترات طويلة في انجلترا وامتلاكه للعين الخبيرة، وصنع فريق جديد يحقق الأرباح من جهتين.
الجهة الأولى هي التتويج بالألقاب المحلية والظهور الأوروبي بشكل جيد موسما بعد الآخر.
أما الجهة الثانية فهي الاستثمار في هؤلاء اللاعبين الشباب ورفع قيمتهم المادية، واستغلال أسعار بيعهم فيما بعد.
3 لاعبين لا تتجاوز أعمارهم الـ20 عاما، حصل عليهم سيلتك من بلدان مختلفة، وها هم يقدمون مستويات مميزة للغاية سترفع قيمتهم المادية فيما بعد، رغم أن مجموع ما دفعه سيلتك في سوق الانتقالات لم يتجاوز الـ8 ملايين جنيه إسترليني.
كذلك استعان رودجرز بأصحاب الخبرات، فضم الإيفواري كولو توريه إلى الفريق، ليتكون لديه فريق قل كثيرا معدل أعماره عن ما سبق، وكذلك يضم بعض الأسماء الخبيرة التي لا غنى عنها.
أرقام قياسية
بطلا لأسكتلندا منذ أبريل، وقبل 8 جولات من النهاية. 28 فوز من أصل 30 مباراة، والتعادل في المبارتين الأخرتين دون أي هزيمة محلية. تلك هي حصيلة سيلتك في الدوري هذا الموسم.
سيلتك يتفوق بفارق 25 نقطة كاملة عن أقرب المنافسين، أبردين. كما أنه يكتسح كافة الأرقام فيما يخص قوة الهجوم والدفاع.
فالفريق هو أقوى هجوم في الدوري مسجلا 81 هدفا حتى الآن، كما لم تهتز شباكه سوى في 18 مناسبة فقط.
الأمر لا يتوقف هنا. فسيلتك قريب من تحقيق ثلاثية محلية قد أتم ضلعين منها بالفعل.
بجانب الدوري، توج سيلتك في وقت مبكر بلقب كأس دوري أسكلتندا بعدما تفوق على أبردين في النهائي بثلاثية نظيفة.
وفي كأس أسكتلندا، وصل الفريق إلى نصف النهائي الذي سيلتقي فيه جلاسكو رينجرز في ديربي منتظر سيلعب في نهاية هذا الشهر.
طموحات أوروبية
التحدي الأوروبي الأول لرودجرز مع سيلتك كان صعبا للغاية. حيث تواجد في مجموعة بدوري الأبطال تضم برشلونة ومانشستر سيتي وبوروسيا مونشنجلادباخ، وقد تذيلها دون تحقيق أي انتصارات.
نتيجة لا تبدو مخيبة بدرجة كبيرة نظرا لصعوبة المجموعة وقلة خبرات اللاعبين، على الرغم من تقديم عروض جيدة أمام مانشستر سيتي تحديدا ذهابا وإيابا والظفر بتعادلين.
ولكننا في الحقيقة شاهدنا المشهد الأوروبي لسيلتك من نهايته.
الوصول لدور المجموعات سبقه طريق طويل منذ التصفيات التمهيدية، حيث تفوق سيلتك على لينكولن ريد أميس من جبل طارق بنتيجة 3-1 في مجموع المواجهات خلال التصفيات التأهيلية الثانية، ثم تفوق على آستانا الكازاخي بنتيجة 3-2 في مجموع المواجهات، قبل أن يقصي فريق هابويل بئر السبع بنتيجة 5-4 في مجموع المواجهات في التصفيات الأخيرة المؤهلة للمجموعات.
الأمر يبدو مميزا بتلك المجموعة الشابة التي بدأ رودجرز في تكوينها ويعمل على تطويرها شيئا فشيئا. وإن سارت الأمور كما هو من المفترض مخطط له، فمن المتوقع أن يظهر بطل أسكلتندا بشكل أفضل أوروبيا في الأعوام القليلة القادمة.
نجوم الموسم
لا يمكن أن يحقق سيلتك كل ذلك خلال الموسم دون تألق استثنائي لبعض لاعبيه.
لاعبو الفريق أظهروا مرونة كبيرة مع أفكار وخطط رودجرز المتعددة خلال الموسم لتطويرهم وتقديم خطط مختلفة مع الفريق.
المدافع السويدي المخضرم ميكايل لوستيج -30 عاما- قدم موسما رائعا، وبدا مرنا ما بين اللعب بثلاثي دفاعي في الخلف أو التغيير إلى رباعي في خط الدفاع.
أهمية لوستيج، الذي حقق ظهوره رقم 100 مع الفريق خلال هذا الموسم، بجانب مستواه الفني الكبير بدت في كونه خبير وقائد داخل وخارج الملعب، ويستطيع أن يفرض السيطرة على الشباب الجدد في الفريق الذين شاركوا هذا الموسم.
كالوم مكجريجور، لاعب آخر تألق في صفوف سيلتك خلال هذا الموسم، بعد موسم للنسيان في العام الماضي سواء داخل الملعب أو خارجه.
في وقت سابق، تم منه مكجريجور من قيادة السيارات بسبب اكتشافه مخمورا اثناء القيادة. وهو الأمر الذي انعكس على مستوياته رفقة سيلتك في عهد المدير الفني السابق.
مع قدوم رودجرز، تغير الأمر كثيرا. وأصبح مكجريجور ركيزة أساسية في وسط ملعب الفريق. تميز بشكل كبير في الضغط على وسط ملعب الخصم. وحين يمتلك الكرة، فإنه ينقلها إلى الأمام بالشكل الأمثل.
قد يصبح مكجريجور عنصرا هاما في قائمة منتخب أسكلتندا إذا تلقى الاستدعاء الدولي للمرة الأولى في المرحلة القادمة.
سكوت سينكلير، اللاعب السابق في صفوف مانشستر سيتي، أنقذ مسيرته بانتقاله من أستون فيلا في الصيف الماضي إلى بطل أسكتلندا.
مستويات كبيرة يقدمها الإنجليزي صاحب الـ28 عاما الذي يلعب في مركز الجناح، حيث شارك في 40 مباراة سجل خلالها 21 هدفا، كما أنه يمتلك قدرات مهارية كبيرة تفيد الفريق في الشق الهجومي. ولا شك أنه من ضمن أفضل لاعبي الفريق خلال هذا الموسم.
ولكن الأبرز على الإطلاق هو الفرنسي الشاب موسى ديمبلي مهاجم الفريق، الذي يكاد يتمم عامه الـ20.
انتقل ديمبلي إلى سيلتك في انتقال حر قادما من فولهام الإنجليزي، ليقدم مستويات كبيرة مع بطل أسكلتندا في مختلف البطولات.
32 هدفا سجلهم الفرنسي الشاب في 46 مباراة شارك بها، ليصبح هدافا للفريق.
الأنظار كلها تتجه لديمبلي في الوقت الحالي كأيقونة لسيلتك، وربما لا يستطيع بطل الدوري الأسكتلندي الحفاظ عليه في الانتقالات الصيفية القادمة.
تقارير عن اهتمامات من انجلترا، وأبرزها من توتنهام هوتسبير من أجل ضم اللاعب، ليصبح ركيزة هجومية بجانب هاري كين، في ظل مستويات الهولندي فينسينت يانسن المخيبة.
الأسطوري زين الدين زيدان أثنى على ديمبلي في تصريح مؤخرا: "إنه هداف بالفطرة. أنا واثق أن مسيرته الدولية ستكون طويلة وناجحة".
وأتت تلك التصريحات في ظل دفاعه عن اللاعب واعتقاده أنه يجب أن ينال الاستدعاء الدولي قريبا من المدير الفني ديديه ديشامب.