الخروج من دوري الأبطال بعد الخسارة 10-2 أمام بايرن في مجموع المباراتين واحتلال المركز السادس في ترتيب الدوري، يجعل آرسنال يقدم واحدا من أسوأ مواسمه تحت قيادة أرسين فينجر منذ أن تولى المدرب الفرنسي قيادة الفريق عام 1996.
ويستضيف أرسنال مانشستر سيتي على استاد الإمارات مساء اليوم الأحد ضمن منافسات الجولة 30 من الدوري الإنجليزي الممتاز.
وقبل اللقاء، استعرض الكاتب الإنجليزي جيجي بول في صحيفة "تليجراف" خمسة أسباب تجعل فينجر يعيد اكتشاف نفسه، يقدمها FilGoal.com في التقرير التالي:
حل قديم لأزمة قاتلة
منذ بدايته مع الفريق، استخدم فينجر طريقة 4-4-2 الكلاسيكية بوجود جناحين على طرفي الملعب مع دينيس بيركامب خلف المهاجم، ثم اتبع طريقة 4-3-3 بتواجد سيسك فابريجاس في قلب وسط الملعب حتى وصل إلى 4-2-3-1 الحالية بوجود ثلاثة لاعبين خلف المهاجم.
الاندفاع الهجومي في طريقة 4-2-3-1 مؤخرا، أصبح يعرض أرسنال لأزمة في مواجهة الهجمات المرتدة أمام مختلف المنافسين محليا وأوروبيا.
أمام ليفربول في افتتاح مباريات الدوري الإنجليزي والذي خسره أرسنال بنتيجة 4-3، تواجد محمد النني بجوار فرانسيس كوكلين في خط الوسط، وكانت التعليمات واضحة للثنائي بعدم التقدم كثيرا للأمام.
لكن في لقاء العودة، شارك الثنائي جرانيت جاكا وأليكس أوكسلد تشامبرلين معا في خط الوسط وكما يتضح لنا في الصورة التالية، كان الثنائي يتواجد في مناطق ليفربول الهجومية بشراسة دون العودة لتقديم الواجب الدفاعي، وكذلك تقدم ظهيري الجنب ناتشو مونريال وهيكتور بيليرين للأمام مع اللعب بخط دفاع متقدم.
النتيجة كانت خسارة أرسنال بثلاثة أهداف مقابل هدف بسبب الفراغات الموجودة في دفاعه واعتماد ليفربول على ضربه عن طريق المرتدات.
فينجر أراد أن يحصل لاعبوه على الحرية، لكنها أثرت سلبا على مجمل الأداء، ولا داع لذكر أن هذه الحرية تؤتي ثمارها حين تنجح كتيبة أرسنال في انتاج لقطات كهدف جاك ويلشير في مرمى نورويتش سيتي في موسم 2013-2014.
نفس الأمر استغله وست بروميتش ألبيون في الوصول لمرمى أرسنال في المباراة الأخيرة التي فازوا بها بثلاثة أهداف مقابل هدف. لعبوا بدفاع متأخر أمام المدفعجية ليعاني أرسنال كثيرا أمام عمق دفاعهم ومن مرتداتهم.
وهنا يأتي النقد لفينجر وأسلوبه، في مباراة بايرن ميونخ في ألمانيا مثلا، لم يلجأ للدفاع والتأمين للعودة بنتيجة إيجابية أو بأقل الخسائر لأرضه ويقوم بتنفيذ كل ما يريد من ألاعيبه على ملعب الإمارات، رفض فينجر ذلك وكان يبحث عن الفوز عليهم في أرضهم وهو أمر غير عملي.
نهاية المباراة بخمسة أهداف لبايرن جعلت العودة أمامهم في لقاء العودة شبه مستحيل.
الكاتب الإنجليزي بول وجد حلا لهذه المشكلة التي تواجه فينجر من خلال ما قدمه فينجر نفسه في السابق مع أرسنال.
تطبيق طريقة 4-1-4-1 كما طبقها فينجر وتغلب بها على مانشستر سيتي بهدفين في يناير 2015 هو الحل.
واستعرض بول في مقاله جزء من حديث الصحفي هنري وينتر عن أرسنال بعد تلك المباراة والذي قال فيه إن الأسلوب الجديد لأرسنال جعله أكثر توازنا في الملعب وبدا وكأنه أكثر صلابة عن المباريات السابقة مما جعله يفوز في أرض حامل اللقب وقتئذ.
نحو عقلية أفضل
الاحتفال بهدف التعادل أمام بورنموث، في المباراة التي أضاعت فرصة المنافسة لأرسنال على اللقب، والاحتفال بعد الفوز على المتصدر الموسم الماضي ليستر سيتي، والخروج كما جرت العادة من دور الـ16 لدوري أبطال أوروبا أمور يراها بول غير مرغوب بها في فريق كبير من المفترض أن ينافس على الألقاب.
يرى بول أن فينجر جَمل آداء أرسنال وجعله يقدم عروضا ممتعة في السابق، مما جعل النادي والمدرب الفرنسي كيانا واحدا لا ينفصل. لذا يرى أن على فينجر أن يغير من عقليته والتي بدورها ستجعل عقلية الفريق تتغير نحو الأفضل.
إعادة بناء الفريق
أراد فينجر أن يكون فريقا شابا من أبناء النادي مثل كيران جيبس، ثيو والكوت وآرون رامسي وجاك ويلشير وتشامبرلين على غرار جيل مانشستر يونايتد الذي ضم ديفيد بيكام ونيكي بات ورايان جيجز وجاري نيفيل وبول سكولز.
لكن يبدو أن فينجر استفاق مؤخرا وعرف أن هذا لن يحدث. استفاق بعد سنوات وليس بضعة شهور.
وهذه يظهر لنا من إعارته لجاك ويلشير والأخبار المتداولة عن رحيل تشامبرلين.
رامسي على سبيل المثال وليس الحصر لم ينضج بالشكل الكافي، بالرغم من بدايته المبشرة وموهبته الممتازة التي بشرتنا برؤية أفضل لاعبي وسط أوروبا مستقبلا عندما بدأ في اللعب، لكنه مازال يتطور تكتيكيا بالشكل المطلوب ومازال يتمركز بشكل خاطئ في الملعب.
كوكلين لاعب وسط جيد لكنه لا يرتقى لمستوى جيلبرتو سيلفا، سابقه في نفس المركز، الإصابات المتتالية أثرت على خريج الأكاديمية وأصبح يخطئ في التعامل مع كرات سهلة تُكلف آرسنال العديد من الأهداف.
فينجر رفض التعاقد مع لاعب وسط مدافع بسبب ارتفاع أسعارهم أو عدم وجود ما يليق بجودة أرسنال، وتوقع الكثير من ناشئين لا يرتقوا لطموحات الجماهير ولم يقدموا ما يليق بسمعة النادي.
تقديم رؤية جديدة
أضاف يورجن كلوب وأنطونيو كونتي لمساتهما الهجومية على ليفربول وتشيلسي على التوالي منذ تولي إدارتهم الفنية، كما كان لليستر سيتي شكل هجومي مميز مع جيمي فاردي ورياض محرز تحت قيادة كلاوديو رانييري في الموسم الماضي، برشلونة تحول من تيكي تاكا بيب جوارديولا لكرة لويس إنريكي الهجومية المعتمدة على التحولات السريعة من الدفاع للهجوم. بينما لم يقدم فينجر أي جديد في السنوات الأخيرة.
حرية الحركة التي يعتمد عليها فينجر مع لاعبيه، خصوصا في خط المقدمة لا تثمر ولا تغنى من جوع، فدفاع أرسنال ليس كمنظومة أتلتيكو مدريد مثلا لكل يحصل نجومه على حرية التصرف خلال اللقاء.
مع سيميوني يكون لأنطوان جريزمان وكوكي وساؤول حرية في التحرك والهجوم، لكن لأن باقي الفريق يقدم واجبه الدفاعي بشكل ممتاز وصلب، عدم دفاع فرد أو اثنين لن يؤثر على المجموعة، عكس أرسنال الذي لا يمتلك دفاعا قويا قادرا على حماية الفريق.
بعض التقارير الصحفية ربطت سيميوني بتدريب أرسنال خلفا لفينجر حال رحيله، لو حدث ذلك سيقدم المدفعجية بالتأكيد أسلوبا مختلفا.
بحسب بول، فإن فينجر، إن أراد أن يغير الأوضاع القائمة سيكون عليه أن يطور من خططه ويدافع بصلابة على أن تكون الحرية للاعبين القادرين على الانفجار هجوميا.
عليه أن يجعل أرسنال فريقا مختلفا وأن لا يكون مجرد نسخة تشبه التي استلمها من جورج جراهام عندما تولى تدريب الفريق في منتصف التسعينات.
البحث عن كاتب "النوتة الموسيقية"
فريق برشلونة الذهبي مع بيب جوارديولا الذي اشتهر بالاستحواذ على الكرة وتقديم أمتع العروض، كان يمتلك قائدا مثل كارليس بويول، يتصدى للمهاجمين ويضيف التوازن للفريق.
وفي انجاز أرسنال في الحصول على درع الدوري الذهبي بدون هزيمة، كان يمتلك فينجر مدافعا بحجم مارتن كيوين ولاعب وسط يجيد السيطرة والتحكم في سير اللعب بحجم باتريك فييرا.
حاليا، وأثناء تقديم فينجر كرة قدم جميلة ممتعة – والتي ينبغي على كل المدربين تقديمها برأي بول - يفتقد أرسنال للقائد الذي يقوم بتوزيع المهام وإدارة المباراة من داخل الملعب، وهو السبب الذي يجعل المدفجعية يفقدون النقاط أمام الفرق المتوسطة.
آرسنال عبارة عن فريق من العازفين بدون "نوتة موسيقية"، يعقدون العديد من الاجتماعات للاتفاق على عقد اجتماع جديد دون الوصول لحل للمشكلة، لينتهي الأمر بإحباط أكبر لأكثر العازفين مهارة (ألكسيس سانشيز).
ويرى بول أن مباراة مانشستر سيتي ستكون فرصة لميسوت أوزيل بالتحديد لاستعادة تألقه، حيث سيركز جوارديولا على ضرب ثغرات أرسنال بالهجوم وعليه سيترك مساحات في دفاعه على اللاعب الألماني أن يستغلها للوصول لمرمى سيتي والعودة بالمدفعجية للانتصارات.