"عندما أتيت إلى نابولي لم يطلبوا مني الفوز بالدوري ولكنهم طالبوني بالفوز على يوفنتوس" كان هذا جزء من تصريحات الأسطورة الأرجنتيني دييجو أرماندو مارادونا عن استقبال جماهير البيرتانوبي له في إيطاليا.
يكره الكثيرون في إيطاليا يوفنتوس ويتمنون سقوطه بسبب هيمنته المحلية ونابولي أحد هؤلاء الذين يعتبرون السيدة العجوز السبب الرئيسي لفشلهم في تحقيق الألقاب والإنجازات.
ولذلك، فالحديث عن مواجهة الأحد المقبل بين الفريقين تحمل الكثير من الخلفيات وفي مقدمتها أن سكان نابولي يعتبرون أنفسهم حملة راية الجنوب الإيطالي في مواجهة الطغيان المالي الأرستقراطي الشمالي المتمثل في إقليم تورينو حيث هاجر إليه سكان الجنوب الفقراء للعمل في مصانع فيات التي تمتلكه عائلة أنيلي ملاك يوفنتوس التاريخيين.
يفضل سكان نابولي الصلصة الحمراء على قوائم أطعمتهم على الصلصة البيضاء التي يحبها أكثر سكان الشمال والصراعات السياسية كانت مشتعلة بين الإقليمين خارج موائد الطعام.
وطوال تاريخهم فشل الجنوبيين في منافسة الشمال على الألقاب بالشكل المناسب حتى جاء مارادونا وجعل نابولي منافسا دائما ليوفنتوس خلال تلك الفترة.
وقتها في تورينو كان هناك ميشيل بلاتيني حينها فكان الصراع محتدما حول من أفضل لاعب في العالم، حينما قاد مارادونا نابولي إلى الفوز بالدوري لترتفع لافتة تصور بلاتيني يحمل كأس الدوري ويسلمه إلى الملك مارادونا.
بعدها خرجت مسيرات تحمل نعشا عليه ألوان يوفنتوس البيضاء والسوداء في إشارة إلى وفاة سيطرة يوفنتوس المحلية ولكن السيدة العجوز عادت من الموت وواصلت الهيمنة على إيطاليا مرة أخرى ليس فقط بعد رحيل مارادونا ولكن أثناء وجوده أيضا.
في 2006 كان نابولي يفيق من أزمة مالية طاحنة قضت على النادي واستدعت إعادة تأسيسه من الدرجات الأدنى حينها كانت بسمة جماهير الجنوب في هبوط يوفنتوس بسبب إدانته في قضية التلاعب في المباريات.
ظنت جماهير نابولي أن يوفنتوس قد انتهى في ظل سقوطه إلى الدرجة الثانية التي كان يلعب بها نابولي حينها في إطار عودته إلى الدرجة الأولى من اللا شيء.
لكن حينها يوفنتوس فاز بدوري الدرجة الثانية وجاء نابولي خلفه وصيفا فلم ينجح في التفوق عليه حينها أيضا. يوفنتوس استفاق فنيا ومعنويا وماديا بعد تلك الفضيحة المدوية ونابولي عرف أنه سيظل دائما في ظل عملاق الشمال.
157 مواجهة سابقة جمعت الطرفين كانت اليد العليا فيها كالعادة ليوفنتوس بـ73 انتصارا مقابل 33 فوزا فقط للبيرتانوبي طوال تاريخهم على أصحاب القميص الأبيض والأسود، فيما كان التعادل سيد الموقف في باقي المباريات الـ50 بين الفريقين.
ويسعى نابولي غدا الأحد للفوز وتقليص فارق العشر نقاط مع المتصدر يوفنتوس الذي يسعى لإبعاد أحد منافسيه على اللقب بجانب روما الوصيف الذي يبتعد عن يوفنتوس بثماني نقاط.
ملعب سان باولو الذي سيستضيف مباراة الفريقين في الاسبوع الثلاثين من الدوري لم يكن أبدا سهلا على لاعبي يوفنتوس حيث خسروا هناك في 25 مباراة من 76 زيارة إلى المدينة التي تعشق كرة القدم.
ولم يحقق يوفنتوس الفوز سوى في 22 مناسبة فقط بينما كان التعادل حاضرا في 28 مواجهة.
هز يوفنتوس شباك سان باولو في 88 مناسبة بينما اهتزت شباكه بـ98 تسديدة من تسديدات أصحاب الأرض.