علاقة بيب جوارديولا مدرب مانشستر سيتي وأرسين فينجر مدرب أرسنال قائمة على الاحترام المتبادل، كلاهما يقدر ما قدمه الأخر طيلة الأعوام الماضية ويثني بل ويدافع عنه أحيانا.
بالنظر لطرق المدربين، فكلاهما يحب الكرة الهجومية وذلك خرج من كلمات أرسين فينجر منذ فترة.
إذ أن المدرب الفرنسي قال "أنا وبيب جوارديولا نحب الكرة الهجومية أكثر لذلك عندما لا تحقق الإنتصارات بها يبدأ الناس في الهجوم عليك دائما، هذا ليس عدلا أبدا".
أما جوارديولا فقال في وقت سابق :"كل ما يحدث في أرسنال من نجاحات هو بسبب عمل فينجر الناجح، من الصعب عليك تحقيق الفوز بالدوري الإنجليزي ولكني أحترمه بسبب أسلوب لعبه والطريقة التي يتبناها ونظرته للاعبين المستقدمين".
كان دوري أبطال أوروبا هو المناسبة التي جمعت الطرفين ضد بعضهما البعض في السنوات الأخيرة فلم يتواجها سوى مرة وحيدة في الدوري الإنجليزي وكان ذلك في الدور الأول من الدوري الإنجليزي هذا العام وفاز الأزرق السماوي بهدفين لهدف.
وانقسمت المباريات الثمانية الماضية إلى أربع مواجهات لفينجر أمام بيب جوارديولا مع برشلونة وأربعة أخرى خلال فترته مع بايرن ميونخ الخاص وإجمالا كان التفوق لجوارديولا في خمس مواجهات.
أما فينجر فلم يفز سوى مرتين فقط والتعادل كان سيد الموقف في مناسبتين أخيرتين ولم ينجح فينجر ولا أرسنال أبدا في تجاوز فريق جوارديولا فكان يودع البطولة إلا في مرة وحيدة التقيا في دور المجموعات وعبرا معا إلى الدور المقبل.
أكبر فوز لجوارديولا على فينجر هو ذاك الذي حققه في لقاء الإياب من دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي عندما أكتسح بايرن ميونخ على ملعبه أليانز أرينا الزوار اللندنيين بخمسة أهداف مقابل هدف وحيد.
برشلونة مع جوارديولا كان قريبا من تلك النتيجة ففاز على المدفعجية بأربعة أهداف سجلها كلها ليونيل ميسي منتفضا للرد على الهدف الوحيد الذي تقدم به الدنماركي نيكولاس بندنتر للضيوف في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا 2009-2010.
أرسنال خلال مرتين فاز فيهما لم يسجل أكثر من هدفين كانوا نظافا في مباراة ملعب الإمارات في ذهاب دور مجموعات الموسم الماضي وقلص برشلونة الفارق في مباراة أخرى في ذهاب ثمن نهائي نسخة 2010-2011.
الفريق الكتالوني عوض خسارته تلك بفوز بثلاثة أهداف لهدف في مباراة العودة.
ولم يفز جوارديولا سوى مرة وحيدة على ملعب الإمارات في زياراته الأربعة السابقة مقابل خسارتين وتعادل وسيحاول الفيلسوف الإسباني الأحد تحسين نتائجه على ملعب الإمارات والاستمرار في إثبات تفوقه الفني والتكتيكي على منافسه الفرنسي.
طرق اللعب
يعتمد جوارديولا على طريقة 4-1-4-1 على الورق فقط ولكن على أرضية الملعب الأمور أكثر حركية وتبديل في الأوراق، في حال بداية الهجمة مع ضربة مرمى فقلبي الدفاع سيتحركان إلى طرفي الملعب وظهيري الجنب ينضمان أمامهم للتواجد بجانب لاعب الارتكاز الوحيد فيرناندينيو الذي سيتسلم الكرة من الحارس.
واحد من الثنائي دافيد سيلفا أو كيفين دي بروين سيعود إلى الخلف قليلا ليتواجد قريبا من فيرناندينيو لاستلام الكرة سواء مباشرة منه أو من أحد الرباعي الدفاعي المتواجد في الخلف وذلك لبدء مرحلة جديدة في نقل الكرة إلى الأمام.
الطريقة ستتحول فور خروجها من قدم الحارس إلى 2-3-1-3-1 إلى أن تعبر خط وسط المنافس حينها سيتقدم أحد ظهيري الجنب إلى الأمام ليعمل كجناح هجومي، وسينضم الجناح الذي أمامه ليلعب في مركز أقرب إلى مهاجم ثاني.
الكل يتحرك من أجل فتح الثغرات وإيصال الزميل إلى المرمى فلا يمكن الجزم بالطريقة التي يلعب بها سيتي سوى لحظيا مع توقف الصورة.
التزام فينجر
يتبنى أرسين فينجر طرقة 4-2-3-1 بمهام محددة لكل لاعب وأيضا بنزعة هجومية أكثر ولكن بدون ديناميكية وحركة لا تتوقف طوال دقائق المباراة فالكل يلتزم بمركزه المرسوم في الطريقة.
قلبي دفاع بجانبهم أظهرة داعمة للهجوم وخصوصا من الجبهة اليمنى التي يتواجد بها هيكتور بيلرين وتغطيته الدفاعية تكون في لاعب الارتكاز الدفاعي فرانسيس كوكلين صاحب المهمة الواحدة في الملعب "تحطيم هجمات المنافسين وتعطيل مرتداتهم".
بجانبه يتواجد لاعب وسط خلاق أو "رقم 8" ومهمته هي نقل الفريق من الحالة الدفاعية إلى الهجومية، نجاح تلك الطريقة كان مبهرا في ثنائية كوكلين والمصاب سانتي كازورلا القادر على القيام بهذا الدور بشكل مميز فكان كوكلين يستخلص الكرة ويمررها إلى كازورلا الذي يقوم بلعب الشطرنج بزملائه في الملعب وتحريكهم إلى المكان الأفضل.
ولكن حاليا لا يوجد كازورلا لذلك يعاني أرسنال مع أرون رامسي في هذا المركز ولكن تشامبرلين قدم البعض مما قد يجعل فينجر يعتمد عليه كثيرا في هذا المركز.
ثلاثي خلف المهاجمين يتوسطهم ميسوت أوزيل الذي سيغيب عن مباراة الأحد للإصابة وقد يشارك أرون رامسي في هذا المركز الذي يحلم بالعودة إليه بدلا من عازف الليل الألماني.
على اليسار يتواجد أليكسيس سانشيز نجم الفريق ويمينا يتواجد ثيو والكوت وثنائي الأطراف يتمحور دورهم حول منطقة الجزاء بشكل كبير وهما الوحيدان المسموح لهما بالتحرك الحر أمام صانع الألعاب لفتح المساحات في دفاعات الخصوم سواء لهم أو لزملائهم.
وهناك مهاجم وحيد يختلف حسب الحاجة فهناك أوليفيه جيرو المهاجم الكلاسيكي في حال رغبة فينجر الاعتماد على الكرات الطولية الأمامية لجعله يستلم الكرة لزملاءه كمحطة مهمة للقادمين من الخلف أو في حال الإعتماد على العرضيات داخل منطقة الجزاء لتميز الفرنسي في ألعاب الهواء.
وفي حال لم تكن السماء لتخدم رغبات أرسنال التهديفية فسيكون الإعتماد على مهاجم أكثر حركية، سابقا كان سانشيز ليشارك في هذا المركز تاركا الطرف لتشامبرلين ولكن في مباراة الأحد قد يكون داني ويلبا