"لا يمكنني اعتبار مباراة الأوروجواي تاريخية. ولكننا حققنا نتيجة وأداء أفضل مما كنت أتطلع إليه".
أدينور ليوناردو باتشي، وشهرته "تيتي"، المدير الفني الحالي لمنتخب البرازيل لم يجد أفضل من تلك الكلمات لوصف الفوز العريض الذي حققته السامبا خارج أرضها على حساب الأوروجواي صباح الجمعة.
7 انتصارات في 7 مباريات قادها المدير الفني الحالي منذ أغسطس الماضي وحتى الآن، ليصبح أول مدرب يحقق ذلك الرقم في تاريخ تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة للمونديال.
26 هدفا سجلته البرازيل، وهدفان فقط اهتزت بهما شباك السامبا خلال المباريات السبعة. أرقام وأداء لا يمكن تخيل ما هو أفضل منه في الوقت الحالي، خاصة أنه يأتي في صورة تطور مذهل بعد فترة مخيبة رفقة دونجا بنهاية الصيف الماضي.
منظومة ثابتة
منذ توليه المسؤولية، تمكن "تيتي" من وضع منظومة ثابتة للفريق البرازيلي.
طريقة 4-3-3 أصبحت هي الطريقة الرئيسية للفريق. ثلاثي وسط ملعب قوي في افتكاك الكرة خاصة مع وجود كاسيميرو، وكذلك ريناتو أوجوستو مع باولينيو، الذي سجل أول هاتريك في مسيرته في شباك الأوروجواي، يقدمون أداء قويا يغلب عليه الالتزام في وسط الملعب، ويجيدون نقل الكرة للهجوم.
مهارات باولينيو مع نيمار، الذي يقدم أفضل مستوياته مع السامبا رفقة المدير الفني الحالي، تصنع الفارق كذلك. ووجود الصاعد بقوة جابرييل خيسوس كرأس حربة كان بمثابة نقطة تفوق قوية للبرازيل في كل مباراة.
أفضل وجه ممكن للبرازيل يمكن مشاهدته في السوبر كلاسيكو الأخير أمام الأرجنتين في نوفمبر الماضي، والذي انتهى بثلاثية نظيفة للسامبا.
ولكن ثبات المنظومة وقوتها اتضح بقوة في مواجهة الأوروجواي. رغم غياب خيسوس المؤثر بسبب الإصابة، وهو السبب نفسه الذي يغيب لأجله دوجلاس كوستا، لم يجد تيتي صعوبة في توظيف روبيرتو فيرمينيو كمهاجم وهمي، وهو المركز الذي يجيده كثيرا في فريق ليفربول، فلم تهتز منظومة الفريق الذي فرض سيطرته على المباراة وتمكن من قلب تأخره إلى تحقيق فوز عريض.
وجود البرازيل في مونديال روسيا أصبح في حكم المؤكد، ولكن المهم لعشاق السامبا أنه مصحوب بأداء ممتع وملتزم وصارم في الوقت ذاته. والفضل يعود لـ "تيتي".
الأسماء اللامعة ليست ضرورية
هكذا تبدو حسبة "تيتي" في اختياراته لقائمة البرازيل.
ليس من الضروري أن يكون اللاعب في فريق أوروبي كبير من أجل أن يكون في حساباته.
فابينيو ظهير أيمن موناكو، وأليكس ساندرو ظهير أيسر يوفنتوس، ولوكاس مورا جناح باريس سان جيرمان وفيليبي أندرسون جناح لاتسيو. جميعها أسماء معروفة في أوروبا لكنها لا تتواجد في قائمة السامبا.
يفضل المدير الفني ضم ريناتو أوجوستو وباولينيو المتواجدان في الدوري الصيني، ولكنهما يقدما ما يطلبه منهما بالضبط ويمنحا الكثير من القوة لوسط ملعب البرازيل، وهو أمر افتقده الفريق كثيرا.
هذا ما يفضله تيتي عن أن يمتلك لاعب يتمتع بمهارة كبيرة ولكنه غير ملتزم تكتيكيا.
وهي في نفس الوقت رسالة للنجوم المتواجدين في القائمة بالفعل. مهما كانت أسماؤهم لامعة فذلك لا يعني ضمان استمراريتهم إن لم يلتزموا بطريقة "تيتي".
ضرورة الاستمرارية
البرازيل تقدم أداء ممتعا وتقترب من التأهل للمونديال كمتصدرة للتصفيات القارية، ولكن الأمر لا يجب أن يتوقف عند ذلك.
الأربعاء القادم سيشهد مواجهة ليست بالسهلة للسامبا على ملعبها أمام باراجواي الشرسة، والتي تطمح في التواجد ضمن رباعي بطاقات التأهل المباشر.
البرازيل ستكون مطالبة بالاستمرار في تقديم الأداء الممتع والفوز لضمان الصدارة، قبل راحة ستمتد ليونيو القادم حين تلتقي الأرجنتين وأستراليا وديا في مدينة ملبورن الأسترالية.
بينما ستعود منافسات التصفيات من جديد في أغسطس القادم، وإن تحقق الفوز على باراجواي، فستدخل البرازيل على المراحل الأخيرة من التصفيات بأقل ضغوط ممكنة، وستكون هناك فرص مناسبة لتجربة أسماء جديدة>