كتب : علي أبو طبل
"سنلعب أمام منافس مباشر. وندرك جيدا الصعوبة الكبيرة التي نواجهها".
بهذا التصريح، أكد إدواردو باوزا على مدى إدراكه لصعوبة مهمة راقصي التانجو أمام تشيلي في التصفيات الأمريكية الجنوبية المؤهلة لمونديال روسيا 2018.
ستحل الأرجنتين ضيفة على بوليفيا في 28 من شهر مارس الجاري، وهو مواجهة تحمل صعوبات خاصة وذكريات أليمة بالخسارة بسداسية نظيفة في تصفيات مونديال 2010.
ولكن مواجهة تشيلي في 23 مارس أولا ستكون بمثابة المواجهة التي قد تؤدي إلى الخروج من عنق الزجاجة.
الأرجنتين تحل خامسة في جدول ترتيب التصفيات برصيد 19 نقطة من 5 انتصارات و4 تعادلات و3 هزائم، خلف تشيلي الرابعة برصيد 20 نقطة.
عدم تحقيق نتيجة إيجابية في مواجهة الجمعة قد توسع فارق التفوق لمصلحة تشيلي، وتصعب من مهام الأرجنتين من أجل الحصول على بطاقة مباشرة للتأهل لمونديال روسيا.
كيف استعدت الأرجنتين للتوقف الدولي الحاسم لشهر مارس.. وما الذي ستمثله مواجهات هذا التوقف؟
هذا ما سنستعرضه في تقريرنا التالي.
- غيابات مزعجة
روميرو فونيس موري، مدافع إيفرتون ومنتخب الأرجنتين الأساسي في الفترة الأخيرة، سيغيب عن مواجهة تشيلي بسبب الإيقاف، وهو ما سيربك حسابات باوزا بشكل كبير.
لكن المدير الفني الأرجنتيني يبدو أنه قد أعد الخطة البديلة، بل وقد أعلن عن تشكيلة التانجو لمباراة تشيلي بشكل مبكر.
ماركوس روخو سيخوض المباراة في مركز قلب الدفاع، وكذلك سيخوض ظهير أيمن نادي أشبيلية، جابريال ميركادو، المباراة بشكل أساسي نظرا لغياب بابلو زاباليتا للإصابة.
مهاجم نادي يوفنتوس باولو ديبالا سيكون أحد الغيابات المؤثرة كذلك بسبب الإصابة، وقد قرر باوزا تعويضه بإشراك سيرجيو أجويرو أساسيا.
"إنه يتمتع بحالة فنية هائلة في الوقت الحالي" .. كان هذا هو تفسير باوزا لاعتماده على أجويرو، جنبا إلى جنب مع جونزالو هيجواين، والذي أكد المدير الفني أنه مهاجمه الأساسي في الوقت الحالي.
عدا ذلك، لا يبدو وجود أي تعديلات على قائمة باوزا باستثناء لاعب الوسط جويدو بيتزارو، لاعب "يو إيه إن إل" المكسيكي، والذي ينضم للمرة الأولى.
سيرجيو روميرو وأمامه الرباعي جابريال ميركادو ونيكولاس أوتاميندي وماركوس روخو وإيمانويل ماس، ظهير أيسر نادي ترابزون سبور التركي والذي سيخوض مبارته الدولي السابعة، سيكونون في مقدمة تشكيلة التانجو لمواجهة ملعب "لا بامبونيرا"، والتي أعلنها باوزا خلال المؤتمر الصحفي.
وسيكتفي المدير الفني بالثنائي خافيير ماسكيرانو ولوكاس بيليا في وسط الملعب، بينما سيلعب بخط هجوم كامل العدد ومكون من آنخل دي ماريا وليونيل ميسي وسيرجيو أجويرو وجونزالو هيجواين.
الأرجنتين لم تستعد بشكل خاص لمواجهات هذا الشهر، وستعتمد بشكل كبير على خبرات نجومها. عكس تشيلي التي استغلت توقفا دوليا في يناير الماضي لتجهيز بعض الأسماء الجديدة في دورة ودية بالصين.
- منصب في خطر
بعد رحيل تاتا مارتينو عقب كوبا أمريكا المئوية عن تدريب الفريق، تم إعلان إدغاردو باوزا مديرا فنيا جديدا من أجل تحسين أوضاع التانجو في التصفيات.
الحقيقة أن ذلك لم يتم بشكل مثالي. خاض المدير الفني الجديد 6 مباريات رسمية فاز في 2 فقط منها وتعادل في 2 وخسر 2 آخرين.
الخسارة الأبرز لباوزا كانت في التوقف الدولي الأخير أمام الغريم البرازيلي بثلاثية نظيفة، وهي ما رفعت من أسهم انتقاده بشكل غير مسبوق.
حسن باوزا الأمور قليلا بعد 5 أيام من هزيمة البرازيل، وتمكن من تحقيق الفوز على منتخب كولومبيا القوي بثلاثية نظيفة، ولكن ذلك لم يحسن من وضع الفريق في ترتيب التصفيات.
باوزا مطالب بالفوز في مباراة تشيلي بأي ثمن. الهزيمة تحديدا قد تعلن نهاية مهمته والبحث عن منقذ جديد.
- رد الاعتبار
تبحث الأرجنتين عن لقبها الدولي الأول منذ عام 1993، وقد كانت قريبة من تحقيق ذلك في 3 مناسبات خلال الأعوام الثلاث الأخيرة.
خسرت الأرجنتين نهائي كأس العالم في 2014 أمام ألمانيا، وأرادت تعويض ذلك الانكسار بتحقيق كوبا أمريكا في العامين التاليين.
وصل راقصو التانجو للمحطة الأخيرة في كوبا أمريكا لعامين متتاليين، ولكن حلم التتويج كان ينسكر على نفس الحجر. منتخب تشيلي.
لذا فإن الفوز في هذه المباراة لا يعني للأرجنتين فقط تحسين وضعها في جدول الترتيب والتقدم على تشيلي، بل سيعني كذلك رد جزء من الاعتبار.
في كل الأحوال، لن تكون تشيلي لقمة سائغة في فم الأرجنتينيين، فهي الأخرى تسعى لحصد أفضل النتائج الممكنة من المواجهة من أجل البقاء في مراكز التأهل المباشر.