كتب : عادل كُريّم
مساء الأحد سجل جاستين كلويفرت أول هدف له بقميص أياكس في تعادل الفريق الهولندي مع اكسلسيور بهدف لكل منهما في الجولة السابعة والعشرين من الدوري.
جاستين هو نجل نجم أياكس وميلان وبرشلونة باتريك كلويفرت.. هدفه يتوج سلسلة من ظهور أبناء النجوم الذين بدأوا مشوارهم بالفعل في الملاعب، ليؤكدوا أن مقولة "ابن الوز عوام" قد تبدو صحيحة من ناحية، وليثبتوا أن متابعي الكرة في التسعينيات قد بدأوا بالفعل مرحلة الشيخوخة من ناحية أخرى.
في التقرير التالي نستعرض معكم بعض أبرز "أبناء النجوم" الذين بدأوا في وضع بصمتهم في ملاعب الكرة.
جاستين كلويفرت
قبل أيام قليلة من حسمه لقب الليجا مع برشلونة، كان نجم المنتخب الهولندي باتريك كلويفرت يحتفل بميلاد نجله الثاني جاستين يوم 5 مايو 1999. وفي يناير الماضي خاض جاستين مباراته الأولى مع الفريق الأول لأياكس، النادي الذي بدأ فيه والده مشواره.
باتريك كلويفرت الذي سجل هدف فوز أياكس بلقب دوري أبطال أوروبا 1995 في موسمه الأول مع النادي يحلم بأن يسير نجله على طريقه. لقبين للدوري الهولندي ومثلهما للكأس، ولقب لكل من دوري الأبطال والسوبر الأوروبي وكأس الانتر كونتيننتال مع أياكس. ثم لقب للدوري الإسباني مع برشلونة، وعودة للتتويج بالدوري الهولندي مع إيندهوفن.. أربعون هدفا دوليا مع المنتخب الهولندي جعلته الهداف التاريخي للفريق البرتقالي لعشر سنوات قبل أن يأتي روبين فان بيرسي ويحطم هذا الرقم.. ومسيرة شهدت بجانب اللعب لأياكس وبرشلونة وأيندهوفن ارتداء قمصان ميلان ونيوكاسل وفالنسيا وليل، والتتويج بلقب هداف يورو 2000.
جاستين مازال في بداية الطريق، لكن ابن السابعة عشرة بدأ بقوة ليجعل جمهور أياكس يتذكر أيام والده. لاعب منتخب هولندا تحت 18 سنة حاليا يحلم بالتأكيد أن يكون هدافا مثل باتريك، ومثل جده كينيث كلويفرت، الذي لعب لمنتخب سورينام وكان هدافا لفريق روبن هود بالدوري السورينامي، قبل هجرته إلى هولندا في السبعينيات.
كاسبر شمايكل
مشهد بيتر شمايكل وهو يقفز فرحا بنجله كاسبر بعدما تصدى لركلة جزاء أمام إشبيلية، ليقود ليستر سيتي لربع نهائي دوري أبطال أوروبا، ربما كان المشهد الأروع في هذه الليلة التاريخية في ليستر.
الدنماركي بيتر شمايكل يعد أحد أفضل حراس المرمى في تاريخ الكرة. الرجل الذي قاد الدنمارك للقب يورو 1992، وحقق 14 لقبا متنوعا مع مانشستر يونايتد، كان لازال يتلمس خطاه في الدنمارك، وتحديدا في صفوف فيدوفر حين ولد نجله كاسبر في نوفمبر 1986. وفي الوقت الذي صنع فيه بيتر شمايكل مجده بداية من بروندبي ثم مانشستر يونايتد، مرورا بسبورتنج لشبونة البرتغالي وأستون فيلا وأخيرا مانشستر سيتي، كان الأخير هو النادي الذي شهد الخطوات الأولى لكاسبر.
ثمان مباريات فقط مع سيتي، ورحلات إعارة مختلفة، ثم تجارب بالدرجات الأدنى مع نوتس كاونتي وليدز يونايتد وأخيرا ليستر سيتي، كانت تقول أن كاسبر هو مجرد لاعب آخر من أبناء اللاعبين الذين سيذهبون طي النسيان.
لكن معجزة 2016 التي كان كاسبر أحد أهم أركانها والتي شهدت تتويج ليستر سيتي بالدوري الانجليزي الممتاز، ثم مشوار الثعالب الخيالي في دوري أبطال أوروبا هذا العام جعلا كاسبر شمايكل الذي أتم عامه الثلاثين، ولعب 22 مباراة دولية مع الدنمارك، قصة خيالية جديدة ستروى مرتبطة بقصة والده الأسطورة بيتر.
دالي بليند
حينما رفع قائد أياكس أمستردام داني بليند الكأس ذات الأذنين معلنا تتويج الفريق الهولندي بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الرابعة في تاريخه، كان إبنه دالي مازال طفلا في الخامسة يحبو أولى خطواته في أكاديمية أمستردام لكرة القدم.
اليوم داني بليند المدير الفني لمنتخب هولندا يستدعي نجله ذو الـ27 عاما دالي، والذي يلعب لمانشستر يونايتد سواء في الدفاع أو وسط الملعب ليكون جزء من تشكيلة المنتخب البرتقالي. 17 لقبا كاملة حققها الأب داني مع أياكس، قبل أن يتجه لمجال التدريب، فيما حقق دالي الإبن خمسة ألقاب بقميص فريق أمستردام، ثم أضاف لها ثلاثة بطولات مع شياطين مانشستر يونايتد الحمر، ليواصل سلسلة نجاح العائلة في مكان آخر.
رافينيا وتياجو ألكانتارا
في عام 1994 كان مازينيو أحد لاعبي منتخب البرازيل الذي توج بلقب كأس العالم في الولايات المتحدة. لاعب وسط بالميراس والذي كان أساسيا في مشوار السيليساو نحو لقبه الرابع في تاريخ المونديال انتقل بعد البطولة من بالميراس إلى فالنسيا، ليصطحب معه طفليه تياجو (3 أعوام) ورافينيا (عام واحد) إلى إسبانيا. تياجو كان قد ولد في إيطاليا أثناء احتراف والده في ليتشي، بينما ولد رافينيا في البرازيل.
مازينيو الذي لعب أيضا لفاسكو دا جاما، فيورنتينا، سلتا فيجو والتشي عاد لبلاده ليعتزل في صفوف فريق فيتوريا عام 2001، في وقت كان فيه تياجو ذو الأعوام الثمانية يلعب بأكاديمية فلامنجو. وفي عام 2005 قرر مازينيو الانتقال للعيش في إسبانيا، ليصطحب معه نجليه اللذين بدآ التدرب في لاماسيا، أكاديمية برشلونة الشهيرة.
الآن تياجو لاعب أساسي في بايرن ميونيخ، بعدما بدأ مشواره في برشلونة وحقق معه 15 لقبا مختلفا في العصر الذهبي للفريق الكتالوني. وحتى مع بايرن لم يتوقف تياجو ألكانتارا عن حصد الألقاب التي وصلت للرقم 8 حتى الآن. ويشارك تياجو مع منتخب البلد الذي تربى فيه إسبانيا.
أما رافينيا ألكانتارا والذي صعد لفريق برشلونة الأول بعد شقيقه الأكبر بعامين فمازال مستمرا هناك (بعد فترة إعارة في سيلتا فيجو)، وحقق ثمانية ألقاب بقميص البلاوجرانا. وعلى عكس تياجو ورغم تمثيله منتخبات إسبانيا للناشئين، اختار رافينيا السير على خطى والده والعودة للدفاع عن ألوان السيليساو، ليكون أحد أفراد المنتخب الذي حصد ذهبية الأوليمبياد للمرة الأولى في تاريخ البرازيل في ريو 2016.
جيوفاني سيميوني
إذا نظرت لقائمة هدافي الدوري الإيطالي هذا الموسم، ستجد إسم "جيوفاني سيميوني" على رأس قائمة هدافي فريق جنوة بعشرة أهداف. جيوفاني، الإبن الأكبر لمدرب أتليتيكو مدريد الأرجنتيني دييجو سيميوني ولد في مايو 1995 حين كان والده لاعبا بالفريق الذي يديره فنيا الآن.
في عام 2008 وفي الوقت الذي كان فيه دييجو يحصد لقب الدوري الختامي "كلاوسورا" بالأرجنتين مدربا لريفر بليت، كان جيوفاني يخطو أولى خطواته في أكاديمية النادي نفسه. ومع رحيل دييجو عن النادي وتنقله حتى وصل إلى أتليتيكو عام 2011، كان جيوفاني يثبت أقدامه في صفوف ريفر بليت، ويحصد مع "المليونيرات" ثلاثة ألقاب قارية مختلفة. قبل أن يرحل معارا إلى بانفيلد ومنه يبدأ خطواته الأوروبية مع جنوة، الذي ثبت فيه أقدامه ليصبح هدافا للفريق هذا الموسم.
وعكس والده الذي كان لاعب وسط دفاعي صلب وعنيف، يبدو جيوفاني مهاجما يعرف الطريق للشباك جيدا. ومثل والده الذي حصد سبعة ألقاب كلاعب مع أتليتيكو مدريد وانتر ميلان ولاتسيو، وثلاثة أخرى مع منتخب الأرجنتين، (ناهيك عن ألقابه السبعة كمدرب مع استوديانتس وريفر بليت ثم أتليتيكو) يبدو جيوفاني في الطريق لكتابة إسم "سيميوني" من جديد بعدما قاد منتخب الأرجنتين تحت 20 سنة للقب كأس أمريكا الجنوبية للشباب قبل عامين.
جوردان لارسون
صيف 1997، وفي الوقت الذي كان فيه السويدي المتألق وقتها هنريك لارسون يستعد للانتقال من فينوورد الهولندي إلى سلتيك الأسكتلندي، ولد نجله الأول جوردان (الذي اختار له هنريك هذا الإسم تيمنا بنجم كرة السلة الأمريكي مايكل جوردان) في روتردام.
هنريك الذي حصد ألقابا متنوعة كلاعب مع فينوورد، سلتيك، برشلونة، هلسنبورج ومانشستر يونايتد عمل مدربا مساعدا لفريق هويجابورجس السويدي عام 2012 في الوقت الذي كان فيه جوردان يبدأ مشواره مع الكرة، قبل أن ينتقل الأب والإبن معا لفريق هلسنبورج كمدرب ولاعب. لكن ثورة جماهير هلسنبورج على الثنائي لارسون بعد هبوط الفريق للدرجة الثانية في 2016 دفعت هنريك للاستقالة، وجوردان للرحيل وبداية تجربة جديدة مع نيميخين الهولندي هذا الموسم. ويلعب جوردان ذو الأعوام التسعة عشر حاليا ضمن صفوف منتخب السويد للشباب، كما كان ضمن تشكيلة المنتخب الأوليمبي السويدي المبدئية في أولمبياد ريو العام الماضي.
يانيس هاجي
ربما يكون جورج هاجي هو أشهر لاعبي رومانيا على الإطلاق. الهداف التاريخي لمنتخب رومانيا والذي تألق بألوان ستيوا بوخارست، ريال مدريد، بريشيا، برشلونة وجالاتاسراي أعلن اعتزاله في صفوف الأخير عام 2001 بعدما حصد 17 لقبا متعددة، من بينها لقبا لكأس الاتحاد الأوروبي مع جالاتاسراي، ولقبين للسوبر الأوروبي.
قبل اعتزاله بثلاث سنوات وتحديدا عام 1998، رزق جورج هاجي بمولوده الأول يانيس الذي ولد في اسطنبول. يانيس بدأ ممارسة كرة القدم في أكاديمية والده في سن العاشرة، قبل أن ينتقل لفريق فيتورول كونستانتا، الذي كان يدربه هاجي الكبير أيضا، بل ويحمل شارة قيادة الفريق وهو في سن السابعة عشرة.
لكن بعيدا عن مجاملات الوالد بدأت موهبة يانيس تتفتح، خاصة حينما سجل ثلاثة أهداف في ثلاث مباريات مع منتخب رومانيا للشباب، لينتقل في بداية الموسم الحالي لصفوف فيورنتينا الإيطالي. الشاب ذو الأعوام التسعة عشر شارك في مباراتين فقط مع الفيولا، لكن مدربه باولو سوسا يتنبأ له بمستقبل كبير. ربما لا يصل لمستوى والده، ولكن من يدري.
ريفالدينيو
أن تكون إبنا لأسطورة مثل ريفالدو ربما يجعل بدايتك أكثر سهولة نسبيا، ما بالك إذا لعبت مع والدك في نفس الفريق، بل وسجلت هدفا معه في نفس المباراة.
ريفالدو الصغير ولد في إبريل 1995 ووالده يلعب في صفوف بالميراس. السنوات التالية كانت ذروة تألق النجم البرازيلي الذي انتقل لديبورتيفو لاكورونيا، ثم ذهب ليصنع مجدا كبيرا مع برشلونة، اختتمه بلقب كأس العالم مع البرازيل في 2002، ليواصل المجد بعدها مع ميلان حيث حصد لقب دوري الأبطال في الموسم التالي. ألقابا متعددة مع بالميراس، برشلونة، ميلان، أولمبياكوس، وحتى في أوزبكستان مع بونيودكور، تجربة مثيرة في أنجولا ثم عودة لبيته وناديه الذي كان يرأسه في ذلك الوقت، موجي ميريم في البرازيل عام 2014.
في العام نفسه كان ريفالدينيو يصعد للفريق الأول في موجي ميريم، ليلعب الأب وابنه معا. وفي يوليو 2015 كان اليوم التاريخي، حينما سجل ريفالدو هدفا وأضاف ريفالدينيو هدفين في فوز موجي ميريم على ماكاي بدوري الدرجة الثانية البرازيلي. ريفالدو الصغير انتقل بعدها لبوافيشتا البرتغالي في تجربة لم تستمر طويلا، ليعود للبرازيل قبل أن ينتقل مجددا للعب في أوروبا الشهر الماضي، وتحديدا في دينامو بوخارست الروماني، أملا في أن يحقق ولو قدرا ضئيلا مما قدمه والده.
إنزو زيدان فرنانديز
في مارس 1995، وبينما كان زين الدين زيدان يبدأ في ترك بصمته مع فريقه الفرنسي بوردو، أنجبت زوجته (ذات الأصول الإسبانية) فيرونيك فرنانديز نجله الأول، الذي أطلق عليه إسم "إنزو" تيمنا بنجم منتخب أوروجواي في هذا الوقت إنزو فرانسيسكولي، أحد أكثر اللاعبين الذين أحبهم زين الدين زيدان.
في عمر التاسعة وأثناء لعب والده لريال مدريد انضم إنزو لمدرسة الكرة بالنادي الملكي، وتدرج في فرق الشباب حتى وصل للفريق B "ريال مدريد كاستيا" في نوفمبر 2014. وفي نوفمبر الماضي كتب إنزو التاريخ حينما أشركه والده، المدير الفني لريال مدريد مع الفريق كبديل لإيسكو في مباراة إياب دور الـ32 لكأس الملك أمام كالتشورال ليونيسا. ولم يكتف إنزو بالمشاركة بل وسجل هدف الريال الخامس في المباراة.
إنزو ليس الإبن الوحيد لزين الدين زيدان، صاحب الألقاب المتعددة سواء مع يوفنتوس في الدوري والكأس، أو مع ريال مدريد في الدوري والكأس ودوري الأبطال، بالإضافة لفوزه بالسوبر الأوروبي وكأس الانتركونتيننتال مع كلا الفريقين. زيدان أيضا هو بطل العالم وأوروبا وكأس القارات مع منتخب فرنسا، وهو أفضل لاعب في العالم ثلاث مرات في استفتاء فيفا وصاحب الكرة الذهبية 1998، وزيدان كمدرب أيضا هو بطل دوري الأبطال والسوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية مع ريال مدريد. وإذا كان إنزو (لاعب الوسط مثل أبيه) قد بدأ المشاركة فعليا مع الفريق الملكي حتى ولو في مباراة وحيدة قبل العودة لفريق B، فيبقى بقية أبناء زيدان لوكا (حارس المرمى ذو الأعوام الـ19) وثيو (لاعب الوسط ذو الـ15 عاما) وإلياز (الجناح الذي مازال في الحادية عشرة من عمره) وكلهم يلعبون في فرق ريال مدريد المختلفة للشباب في انتظار الظهور، ربما ووالدهم مازال مدربا للفريق الملكي.