نجح الأهلي في خطف بطاقة الصعود لدور الـ16 من بطولة دوري أبطال إفريقيا على حساب بيدفيست الجنوب إفريقي بعد تحقيق الفوز ذهابا بهدف نظيف ثم التعادل في الإياب بدون أهداف.
قدم الأهلي خلال المباراة أداء دفاعيا مميزا ومنع تماما أي تواجد هجومي للفريق الجنوب إفريقي باستثناء بعض الكرات الثابتة في نهاية الشوطين الأول والثاني، بينما لم يظهر الفريق بشكله الهجومي ليس فقط على صعيد صنع الفرص وإنما أبسط ما يقدمه الأهلي هجوميا في مثل تلك المواجهات كان الاستحواذ السلبي على الكرة بتمريرات كثيرة في خطي الدفاع والوسط، بل وعانى الفريق من فقدان الكرة بعد تمريرتين أو أكثر دائما إما بتمريرة طولية خاطئة أو بتشتيت خارج الملعب، وهو ما يسترعي النظر إليه ومعالجته خاصة أنه كان أحد تعليمات المدير الفني خلال المباراة التي فشل اللاعبون في تنفيذها.
على الجانب الدفاعي قام البدري بإعطاء تعليماته بعدم الضغط العالي في ظل فارق القدرات البدنية بين لاعبي الفريقين، وكان دائما ما يبدأ خط الدفاع الأول للأهلي قبل منتصف الملعب بأمتار قليلة.
فكرة خطي الوسط
أهم ما تم تقديمه من أفكار فنية في المباراة والذي أفسد كل محاولات الفريق الجنوب إفريقي في التحضير وبناء اللعب للتدرج بالكرة، كان التزام الثنائي عبد الله السعيد وعمرو جمال برقابة ارتكازي بيدفيست أثناء تناقل الكرة بين مدافعيه وكأن الأهلي يلعب بخطي وسط رباعي مكون من عاشور وفتحي والسولية ووليد وأمامهم الثنائي جمال والسعيد ولا يوجد مهاجمين بشكل 4-4-2-0، الأمر الذي أجبرهم على الاعتماد على الكرات الطولية والتي دائما ما كانت من نصيب أحمد حجازي وسعد سمير بعكس مباراة الذهاب والتمرير القصير على الأرض والاستحواذ الذي نفذه الفريق.
الفيديو التالي يوضح الفكرة.
وهذه حالات من المباراة تؤكد ذلك.
الأمر الثاني كان فرض رقابة رجل لرجل على أجنحة بيدفيست حتى مع دخولها لعمق الملعب لمنع أي زيادة عددية في العمق، فكان الثنائي محمد هاني وعلي معلول يدخلان مع الجناحين في العمق ويعود عمرو السولية ووليد سليمان كظهيرين للتغطية خلفهما.
الفيديو يشرح الفكرة.
وهذه حالات من المباراة.
أما عن بيدفيست فظهرت بعض الأفكار الهجومية غير المكتملة خلال المباراة، فكان التركيز خلال الشوط الأول على الجبهة اليسرى للأهلي بأربعة لاعبين يتحركون فيها دائما ولكن تواجد الدعم من حجازي وسعد ووليد وفتحي مع معلول أغلق الجبهة تماما.
الفكرة الثانية كانت تجميع اللعب في جبهة ثم تغيير وجهة الهجوم للأخرى بتمريرات قطرية ولكنها أيضا لم تفلح في اختراق دفاع الأهلي.
أما الفكرة الثالثة فكانت في الشوط الثاني ولم تكن أفضل من سابقتها، حيث اعتمد على تمريرات طولية من عمق الملعب خلف دفاع الأهلي مع تحرك قطري للجناح الأيمن للعمق.
إجمالا هي مباراة رائعة على الجانب الدفاعي للفريق مع قصور كبير في الجوانب الهجومية كما أوضحنا ليس فقط على جانب خلق الفرص بل حتى الاستحواذ وتناقل الكرات.
الأهلي حقق المطلوب وتأهل لدور المجموعات ولكن مواجهتي بيدفيست مؤشر للجهاز الفني للعمل على الجوانب الهجومية في المباريات الداخلية لأن الفريق سيعاني كثيرا على ملعبه وليس العكس.