كتب : أحمد العريان
"مع كل محاولة أسقط في الماء.. الكل يتحدث بلطف "حسنا، لنحاول غدا مجددا".
"كنت أرفض، أرفض لأنني أعلم أن خروجي من الماء هذه الليلة دون النجاح في محاولة واحدة سيعني الفشل.. الفشل طيلة العمر".
---
القرش هاجم بيثاني وقضم ذراعها.. قضمة كانت كفيلة بأن تقضي على حلمها في المهد.. كيف تصارع الأمواج بذراع واحد!
---
"هل تعرفين أفروديت؟ حين وُجد تمثال أفروديت كان مكسورا إلى لنصفين.. تمثال مفقود الذراعين، ولازال أهل اليونان يعتبرون صاحبته إله الحب والجمال".
كانت تلك القصة هي سلاح والدة بيثاني لإلهام ابنتها على استكمال حياتها قوية، لا تهاب نظرات الناس المشفقة عليها.
---
الحلقة الجديدة من سلسلة "بطل في الجول" تسرد معكم قصة بطلة. تحدت إعاقتها بعد أن قطم القرش ذراعها، فعاشت بطلة رياضية تركب الأمواج بذراع واحد.
الوطن
"يقولون إن الوطن حيث يرتاح قلبك، ولدى أغلب الناس هو منزل بأربعة جدران.. أما أنا وطني هو المحيط".
"من اللحظة الأولى التي لمست فيها أمواج البحر علمت هدفي، ركوب الأمواج".. بيثاني هاميلتون
الطفل ذهب إليها ولعب معها.. تجمع الناس على الشاطئ، الكل يصفق لبيثاني التي نجحت فيما فشل فيه الجميع.
"لا، أنت لم تفقدين كل شئ، على الأقل أنت مازلت حية، ومازلتي مع عائلتك التي تحبك". في تلك الأثناء لاحت كلمات والد بيثاني في تفكيرها.. أدركت أخيرا أن بالحياة مازال ما يستحق القتال.
عادت بيثاني إلى وطنها.. والمفاجأة هو ما وجدته من رسائل دعم من الجمهور الذي رآها تسابق في سباق هاواي وانبهر بمحاولاتها رغم فشلها.
كان ذلك كافيا جدا لتصل إلى قرارها النهائي "سأحاول القتال مرة أخرى".
مسابقة المحليات.. ميلينا مرة أخرى
بعد أشهر طويلة من التدريب الشاق حان وقت السباق.. مرة أخرى تعود بيثاني لمقابلة ميلينا في سباق هاواي المحلي.
"ماذا تفعلين هنا بيثاني؟" ميلاني مرة أخرى موجهة حديثها إلى بيثاني قبل السباق.
بيثاني ترد: "أركب الموج.. مثلك تماما".
ميلاني: "رائع، أتمنى ألا تحتاجي لفريق الإنقاذ مرة أخرى".
بيثاني: "ميلينا بالمناسبة.. أود أن أشكرك".
ميلينا: "على ماذا؟".
بيثاني: "لأنك لم تعتبريني منافسا سهلا، عنى ذلك لي الكثير".
بدأ السباق
بيثاني، ميلاني وبرانشارد يتخطون الأدوار تلك الأخرى، حتى وصلنا للمرحلة الأخيرة من السباق.
6 متسابقات في المرحلة الأخيرة من السباق، وما حققته بيثاني للآن في حد ذاته إنجازا.
انطلقت ميلاني وحصلت على تقييم رائع. تبعتها برانشارد بتقييم جيد في المحاولة الأولى لكنها تعثرت في المحاولة الثانية لتحل ثانية في الترتيب إلى الآن.
بيثاني بدورها انطلقت في محاولتها.. البداية هذه المرة لم تكن موفقة مثل سابق الأدوار، سقطت من على اللوح وفشلت محاولتها الأولى.
في المحاولتين التاليتين لابد أن تحصل على تقييم فوق 9.5 لتتخطى ميلاني، وتنتقل من مركزها الحالي، الخامس.
هل تحقق بيثاني المعجزة؟ بالفعل هذا ما حدث، ولكن على النحو التالي..
المحاولة الثانية لبيثاني كانت الأروع على الإطلاق، حصلت على تقييم 9.7 وهو التقييم الأعلى لكل محاولات المتسابقات في السباق.
لم يكن ذلك كافيا لتغيير مركزها، لكن تكرار النجاح بهذا المقدار في المحاولة التالية سيعني الفوز باللقب.
"كوني حذرة، الهدوء ضروري في تعاملك مع الموج القوي، استخدمي حدثك وثقي به لتتوقعي الأمواج العالية قبل قدومها". كانت تلك هي أخر كلمات والد بيثاني لابنته قبل السباق.
دق الجرس وحان وقت التقدم لبدء المحاولة الأخيرة.
الجميع متفاجئ من رد فعل بيثاني. تتقدم بشكل هادئ وكأنها ستعلن انسحابها.
الوقت المسموح به قبل بدء المحاولة قارب على النفاذ... العد التنازلي بدأ ومازالت بيثاني لم تبدأ، والجميع يتساءل ما السبب!
حقيقة الأمر أن بيثاني كانت تتحسس الأمواج آخذة بنصيحة والدها، وفي اللحظة الأخيرة مع نهاية الوقت انطلقت محاولتها. وأبهرت كل الحضور.
أنهت بيثاني محاولتها بفرحة عارمة محتفلة مع عائلتها.. لكن الصدمة أن لجنة الحكام رفضت احتساب المحاولة الأخيرة لبيثاني لتأخرها في الانطلاق بعد انتهاء الوقت المسموح لها به.
حقيقة الأمر أن احتساب المحاولة لم يفرق كثيرا مع بيثاني، سعادة صاحبة الـ 18 عاما كان أكبر.. لأنها عادت للمنافسات مرة أخرى، بيثاني الآن قادرة على ركوب الموج من جديد..
فازت ميلاني باللقب، وأثناء التتويج أصرت على إهداء الكأس لبيثاني: "دعوني أتشارك الكأس مع بيثاني.. أنت أقوى منافس رأيته بحياتي".
---
حصلت بيثاني على ثلاثة ألقاب دولية، بالإضافة لاحتلالها مراكز متقدمة في كل البطولات التي تشارك فيها.
بيثاني أيضا تزوجت، وأصبح لها طفلا لديه من العمر سنتين، لتؤكد أن الإرادة وحدها تصنع المعجزات.
مصادر التقرير
- فيلم "Soul Surfer" الذي يسرد قصة بيثاني هاميلتون
- بعض التقارير والأخبار الأجنبية المنشورة عن بيثاني هاميلتون
- صفقة بيثاني هاميلتون على "ويكيبيديا"
- صفحة تمثال أفروديت" على "ويكيبيديا"