من 6 إلى 10.. ما الذي يجعل بوجبا أغلى لاعب في العالم

ما الذي يجعل النجم في عالم كرة القدم نجما؟ إنه السؤال الأصعب وإجابته دوما لن تكون واحدة، منذ عام 2006 وكان أخر نجم احتل الساحة وتوج بالكرة الذهبية هو فابيو كانافارو.

كتب : إسلام مجدي

الأربعاء، 15 مارس 2017 - 15:52
بوجبا‎

ما الذي يجعل النجم في عالم كرة القدم نجما؟ إنه السؤال الأصعب وإجابته دوما لن تكون واحدة، منذ عام 2006 وكان أخر نجم احتل الساحة وتوج بالكرة الذهبية هو فابيو كانافارو، بعد 11 عاما الوضع تغير كليا، هناك عصر ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو نجمي برشلونة وريال مدريد على الترتيب.

لكن هناك خصائص معينة مشتركة، منح كل ما لديك من قوة في الملعب، شخصية فريدة محبوبة من الجميع، بإمكانه أن يكون أيقونة لجيله أو لفريقه، كل ذلك اجتمع معا ليشكل نجما في عالم الساحرة المستديرة.

والآن إلى السؤال الأصعب، هل يمتلك بول بوجبا نجم مانشستر يونايتد تلك الخصائص؟ حسنا بإمكاننا النظر إلى عام وحيد مضى حينما ضرب زلزالا كبيرة تورينو وبالتحديد نادي يوفنتوس.

قال ماسيمليانو أليجري عقب رحيل كارلوس تيفيز :"رقم 10 لطالما كان حلما للجميع، إنه القميص الذي يريده كل الأطفال، لكنه هو من يختار اللاعب وليس العكس، بخصائص معينة كظاهرة".

إذا نعلم جيدا أن موسم 2015-2016 لم يكن جيدا بكل الأحوال على السيدة العجوز، رحيل أندريا بيرلو وأرتورو فيدال وكارلوس تيفيز لم يكن هينا، والآن على النادي البحث عن "شخصية" وبطل جديد، ليواصل الحلم.

ماذا عن ماركيزيو يا أليجري؟ أجاب المدرب الإيطالي :"حسنا، من الجيد أن يرتدي النجم القميص رقم 10، يجب أن يكون لاعبا تتشوق الجماهير لرؤيته".

يوفنتوس في تلك الفترة كان يبحث عن لاعب ذو شخصية ونجم ومهاري ويؤمن بقدراته مهما كانت الانتقادات، وبعد بحث مضنى، اكتشف أليجري أنه ليس بحاجة لبذل المزيد من الجهد فلديه بول بوجبا.

بوجبا طلب ارتداء القميص، ولا عجب في ذلك، الشاب الفرنسي لاحظ أنه بحاجة لخطوة إضافية، فلديه ما يكفي من موهبة وثقة، ثم وجد في نفسه ما يكفي من شجاعة أن يطلب قميصا مثل هذا في يوفنتوس وهو في الـ22 من عمره.

شخصية بوجبا تطورت سريعا، أسرع مما توقع مانشستر يونايتد في 2009، أو سير أليكس فيرجسون مدربه التاريخي، بإمكاننا تذكر اسمين كانا مع بوجبا في تلك الحقبة، وتوقع لهم الجميع النجاح، بينما كان الحديث عن بوجبا بأنه يمتلك شيئا ما، رافاييل موريسون وجايل كاكوتا، أين هما الآن وأين بوجبا؟

قال بافيل نيدفيد مدير يوفنتوس ذات مرة :"لا يمكنك أن تحصل على كل شيء وأنت في هذه السن، لذا أخبر بوجبا دوما أن عليه أن يقلل من أسلوبه، ويركز أكثر ويحسم الأمور للفريق".

المشكلة الوحيدة التي كان يعاني منها بوجبا مع يوفنتوس في مركزه الجديد حتى تكيف عليه في نهاية الموسم، هي الثبات على مستواه، ما ينقصه في الملعب دوما فوق كل شيء هي الكفاءة.

في بعض فترات المباريات خاصة مع منتخب فرنسا، ونظرا لصغر سنه كنا نرى بوجبا –كما يراه بعض المحللون- وحتى ديديه ديشامب مدرب منتخب فرنسا يركز أكثر على الجانب الفني وخلق الفرص، وبالتالي قد يضعف الفريق في جانب معين تكتيكي في الملعب بسبب إغفاله لدوره.

وصرح ديشامب قائلا :"السؤال حاليا بخصوص الكفاءة والفاعلية، بوجبا قادر على الكثير من الحركات الفنية والتي تعجب الجماهير دوما، ليس لدي مشكلة أبدا مع ذلك، لكن يجب أن يوصل تلك النقطة بالكفاءة، تلك دوما الحالة، لا أريده أن يتوقف عما يفعله، إنه يخلق العديد من الفرص، إن تمكن من التطور في شيء فهي الفاعلية فقط".

حاليا الوضع مختلف بوجبا لا يلعب الدور مع مانشستر يونايتد بعد فترة طويلة من الانتقادات خلال الموسم الماضي الآن الوضع أقسى نظرا لسعره الكبير.

قال صامويل لوكهرست صحفي بصحيفة "مانشستر إيفينينج نيوز" :"مورينيو اختار بوجبا كقائد لوسط الملعب في خطته لتعزيز الفريق".

بوجبا واجه مشكلة مع فرنسا، وهي أنه طلب منه قيادة منتخب في سن صغيرة للغاية، وبالتالي سقط ضحية لنجاحه مع يوفنتوس، خاصة في بطولة يورو 2016، الضغط كان كبيرا للغاية، إضافة للإحساس المتواجد حاليا لدى المدرب والجماهير الفرنسية بالإحباط مما قدمه في بطولة اليورو الأخيرة.

صاحب الـ24 عاما مر بنفس تجربة ذلك الموسم مع يوفنتوس من قبل في ديسمبر 2011، حينما اعتزل بول سكولز مع يونايتد وأصيب دارين فليتشر، لم يتبقى أحد للمشاركة في وسط الملعب.

قال بوجبا :"سكولز كان قد تقاعد، دارين فليتشر أصيب، ولم يتبقى أحد في وسط الميدان، كنت أتدرب، ولازلت في بداياتي، وأتحسن خطوة بخطوة، والمدرب لم يتوقف عن إخباري دوما عن أنني بعيد عن المطلوب مني، كان هناك رافاييل في وسط الملعب، ولم أشارك".

قرر بوجبا وقتها الانضمام إلى يوفنتوس وتعجب تيري هنري عما حدث، وكيف يرحل لاعبا مثله مجانا، مشيرا إلى أنه لاعب يمتلك شخصية قوية للغاية.

لطالما عرف بوجبا متى وكيف يتخذ خطوته المقبلة، إنه دائما متواجد في الوقت والمكان الصحيحين، أولا رحل عن يونايتد، وثانيا مع يوفنتوس تطور ونمى شخصيته أكثر وأسرع وأقوى إلى أن وصل لرقم 10، ثم عاد ليونايتد كأغلى لاعب في العالم.

مستواه التهديفي يتحسن في كل موسم، بغض النظر عن الانتقادات الموجهة إليه نظرا لسعره المرتفع، إلا أنه سجل حتى الآن 7 أهداف في 40 مباراة، مع يوفنتوس في الموسم الماضي وعلى الرغم من مركزه المتقدم سجل 10 أهداف في 49 مباراة، في كل موسم يتطور، وفي كل مباراة يكون له دور معين.

مثله مثل لاعبين كثر من جيله الحديث في عالم كرة القدم والذي ظهر مؤخرا، اللاعب الذي تكيف بصورة رائعة على اللعب في 3 مراكز على الأقل، بخليط ممتاز من تكتيك المدرب وقدرته هو وموهبته، الأمر ذاته حدث ويحدث مع ديفيد ألابا لاعب بايرن ميونيخ.

قال زين الدين زيدان مدرب ريال مدريد خلال شهر يونيو 2015 :"أعتقد أن بوجبا رائع، ما أحبه فيه أنه لديه كل شيء تقريبا، إنه لاعب متكامل، وقادر على تسجيل الأهداف لأنه يتقدم كثيرا، ويمتلك جودة فيما يقدمه من طريقة لعب، إنه أكثر من رائع".

في حين أن أليساندرو ديل بييرو نجم يوفنتوس السابق قال :"إن فكرنا أن رقم 10 يجب أن يمنح للاعب يبهر الجماهير بأدائه فبوجبا الرجل الصحيح، الرقم أكثر من مجرد تعبير عن القدرات، إنه أهم من ذلك بكثير، وبوجبا وصل لذلك المستوى مبكرا".

لاعب الوسط الفرنسي يمتلك موهبة كبيرة في الموازنة بين قدراته الدفاعية والهجومية، لهذا السبب أراده مورينيو، ويدافع عنه بشدة، إنه بكل تأكيد لن يتمكن وحده من إعادة الشياطين الحمر للقمة، لا يوجد لاعب واحد فقط في العالم سيفعل ذلك وحده، إنه يقدم جودة وقوة افتقر إليها مانشستر يونايتد منذ عام 2009، من دون شك لاعب عصري كان يجب أن يتواجد ضمن قائمة مورينيو لإعادة بناء الفريق من جديد.

وبكل تأكيد لا يعني أنك أغلى لاعب في العالم بالضرورة أنه يجب أن تسجل 50 هدفا في الموسم، خاصة مع مركز مثل بوجبا، مورينيو كان يعلم جيدا أنه سيبني فريقه حوله.

صرح مورينيو في وقت سابق :"التدقيق على ما يفعله بوجبا صعب للغاية، لكن سعره هذا هو ثمن كونه بوجبا وسعره الحقيقي".

وأتم "أنا سعيد بما يفعله بوجبا من أجلنا، إنه يمنحنا توازنا رائعا ولازال صغيرا جدا ويبدأ في بناء الهجمات من الخلف ويستعيد الكرة في قمة الملعب إنه لاعب يسجل الأهداف، بإمكانه أن يكون رائعا، وخلال الأعوام سيبدو الثمن الذي دفع فيه رخيصا".