استعادة الروح والافتقاد إلى الحكمة ضمن ملامح فوز ليستر على إشبيلية
الأربعاء، 15 مارس 2017 - 12:05
كتب : علي أبو طبل
الحلم يتحقق.. ليستر سيتي يتجاوز الكبوات المحلية ويحقق معجزة التأهل إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، والضحية كانت إشبيلية، بطلة الدوري الأوروبي في المواسم الثلاثة الأخيرة.
"أنا فخور الليلة بكل شخص ينتمي لهذا النادي".
هكذا عبر المدير الفني كريج شاكسبير عن فرحته بتأهل فريقه وإتمام ما بدأه كلاوديو رانييري في مواجهة الذهاب.
ليلة سعيدة قضاها كل من كان في ملعب "ووكرز" أو "كينج باور".. لن نختلف على المسمى هنا.
ولكننا سنستعرض أهم ملامح هذه الليلة الملحمية في هذا التقرير.
- استعادة روح البطل
منذ بداية الموسم، ورغم الأداء الجيد في دور المجموعات الأوروبي، إلا أنه كان من الواضح افتقاد لاعبي ليستر سيتي للشغف، خاصة في المواجهات المحلية.
ذلك الأمر كان معاكسا تماما لحال الفريق في الموسم الماضي، وحتى في الموسم الذي سبقه.
تعاطف الجميع مع رانييري بعد إعلان إدارة النادي رحيله بعد مواجهة الذهاب، ولكن في الحقيقة كان ذلك القرار بمثابة نقطة تحول حقيقية في مسار الفريق خلال الموسم.
استفاق الفريق محليا، وأوروبيا في ليلة الثلاثاء حقق ما يشبه المعجزة وأقصى فريقا صعب المراس مثل إشبيلية الأندلسي.
تشكيلة معتادة بدأ بها كريج شاكسبير. لا خطة خاصة لإيقاف سامباولي ولا مفاجآت.
كذلك سامباولي لم يغير كثيرا في تكتيكه المعروف مسبقا. ثلاثي دفاعي مع زيادة عددية في الوسط والهجوم، والهدف من البداية هو الهجوم والضغط وتسجيل هدف يقتل آمال الثعالب.
استمات الثعالب في منطقة جزاءهم واعتمدوا على الانتشار الدفاعي من أجل تضييق المساحات على لاعبي إشبيلية من أجل التقليل من خطورتهم.
امتلك رجال سامباولي الكرة وحاولوا خلق الفرص، لكن كاسبر شمايكل كان بالمرصاد تارة، ومدافعو ليستر كانوا بمثابة حاجز منيع تارة أخرى.
كان على رجال شاكسبير استغلال أقل الفرص المتاحة من أجل قلب الطاولة، وهو ما حدث من خلال تسجيل ويس مورجان للهدف الأول مستغلا ركلة ثابتة لرياض محرز.
الجزائري أصبح أفضل المساهمين في أهداف الثعالب في البطولة، بتسجيله لـ44 أهداف وصناعته لهدفين من أصل 10 سجلوها.
مع بداية الشوط الثاني، كان لاعبو ليستر سيتي أكثر حماسا وقاموا بالضغط على الخطوط الخلفية لرجال سامباولي.
ومن كرة عرضية مشتتة، استغل ألبرايتون ضعف الرقابة من الدفاعات الأندلسية، وأسكن الهدف الثاني في شباك سيرجيو ريكو، لتتعقد المهمة بشكل أكبر على الضيوف.
ليستر الآن في المقدمة، وقد انقلبت الطاولة.
- شمايكل بطل المدينة
لا شك أن الأب بيتر كان ينظر بفخر وإعجاب من المقصورة الرئيسية للملعب إلى إبنه كاسبر.
الإبن الصغير صار بطلا لمدينة ليستر بإنقاذ ركلة جزاء للمرة الثانية على التوالي، بعدما تصدى لأخرى في مباراة الذهاب على ملعب "رامون سانشيز بزخوان".
تصديان كانا كافيان لصنع الفارق في النتيجة، ولولاهما لتغير الحال تماما.
تألق كاسبر لم يكن عند ركلة الجزاء فقط، بل تصدى للعديد من المحاولات المباغتة لهجوم إشبيلية.
بشكل عام خلال مشاركته في البطولة هذا الموسم، فإن الحارس الدنماركي قد تصدى لـ19 من أصل 21 محاولة عليه في جميع المباريات التي شارك بها، ومن ضمنهم ركلتي الجزاء ذهابا وإيابا.
رقم يعكس بشكل كبير أهمية كاسبر في مسيرة ليستر في البطولة حتى الآن.
- الافتقار إلى الحكمة
السيطرة وامتلاك الكرة وتناقلها في وسط ملعب الخصم ليس كافيا من أجل الفوز. الأهم ان تسكنها في شباك الخصم.
كان جيمي فاردي ذكيا، واستغل قلة حكمة سمير نصري فتسبب في طرده.
كذلك المدير الفني خورخي سامباولي لم يتمالك أعصابه، وحصل على طرد هو الثاني له في البطولة خلال هذا الموسم، لينتقل التوتر بشكل أكبر للاعبي الفريق.
حتى التعديلات الفنية لسامباولي لم تكن مؤثرة بدرجة كبيرة، بينما اعتمد شاكسبير على تبديلات من أجل التنشيط دون تغيير في الطريقة.
استمر الثعالب أكثر تماسكا وذكاء في الملعب، وحافظوا على تركيزهم وانتشارهم الدفاعي المميز، فنجحوا في الحفاظ على نظافة شباكهم حتى نهاية المباراة.
- عقدة دور الـ16
للمرة الثالثة خلال السنوات العشرة الأخيرة، يغادر إشبيلية البطولة من الدور ثمن النهائي.
ليستر سيتي إنضم إلى قائمة تضم سسكا موسكو الروسي وفناربخشه التركي، أندية سلكت طريقها إلى ربع النهائي من بوابة الفريق الأندلسي الذي يبدو وأن فكرة العبور من هذا الدور أصبحت بمثابة عقدة.
وللمرة الأولى من موسم 2012/20133، فإن إشبيلية لن يكون بطلا لمسابقة أوروبية، وكذلك لن يكون يوناي إيمري الذي غادر البطولة رفقة باريس سان جيرمان، بعد أن كان بطلا رفقة الفريق الأندلسي في الدوري الأوروبي خلال الأعوام الثلاث الأخيرة.
ليصح في تلك الحالة المثل الذي يقول: "من خرج من داره، قل مقداره".