كتب : علي أبو طبل
فقد مانشستر يونايتد فرصة الاحتفاظ بلقب كأس الإتحاد الإنجليزي بعد توديعه للبطولة من ربع النهائي على يد تشيلسي بهدف يوم الاثنين.
بهذا الانتصار، يذهب تشيلسي إلى ويمبلي لخوض نصف نهائي البطولة الذي يلعب في الـ22 والـ23 من شهر مارس الجاري.
وشهدت المباراة العديد من التقلبات والأحداث التي أدت رجحت كفة البلوز في النهاية، بينما خسرت كتيبة مورينيو فرصة الفوز بلقب محلي ثاني هذا الموسم.
ماذا حدث في قمة ربع نهائي كأس الإتحاد الإنجليزي؟ نستعرض معكم في هذا التقرير أبرز ملامح المباراة.
- بداية متحفظة
لكي تتمكن من إيقاف تشيلسي، فعليك أن تكون مرآة لهم.
هذا ما نجح فيه ماوريسيو بوتشتينو رفقة توتنهام هوتسبيرز وتمكن من إيقاف سلسلة طويلة من الإنتصارات للبلوز هذا الموسم في البريمرليج، وهذا ما لجأ إليه مورينيو في بداية المباراة.
لم يغير كونتي من طريقته، فلعب بطريقة 3-4-3 بنفس الأسماء المعتادة، واستنسخها مورينيو في فريقه، فوجدنا ثلاثي دفاعي مكون من روخو وسمولينج وجونز، وعلى الأجناب نجد الظهيرين ماتيو دارميان وأنطونيو فالنسيا، وفي وسط الملعب تواجد الثنائي أندير هيريرا وبول بوجبا، أما في الخط الأمامي فقد تواجد هنريك ميخاتريان وآشلي يونج وماركوس راشفورد.
كانت البداية متحفظة من الفريقين مع تهديدات على استحياء، حتى انتصف الشوط الأول حين أضاع البلوز فرصتين محققتين تألق فيهما ديفيد دي خيا، ولكن ضيوف ملعب ستامفورد بريدج ظلوا متماسكين، خاصة في معركة وسط الملعب.
ظلت الخطورة الحقيقية للبلوز عن طريق البلجيكي إيدين هازارد الذي أتعب وسط ودفاع مانشستر يونايتد بشكل كبير بتحركاته المزعجة، وما كان من لاعبي مانشستر يونايتد إلا القيام ببعض التدخلات العنيفة لإيقاف خطورته.
في المقابل، اعتمد مورينيو على الضغط المتقدم على دفاعات تشيلسي، وقد نجح في افساد بداية أكثر من هجمة من بداياتها وضغط أصحاب الأرض في وسط ملعبهم.
ظلت الأمور على هذا الشكل حتى الدقيقة 35.
- نقطة تحول
قبل نهاية الشوط الأول بـ10 دقائق، حصل الإسباني أندير هيريرا على بطاقته الصفراء الثانية ليطرد من اللقاء في لقطة مثيرة للجدل، ويضطر الضيوف إلى إكمال المباراة بـ10 لاعبين.
لا يمكن تحديد ما إذا كانت نقطة التحول الحقيقية هي طرد هيريرا أم رد فعل مورينيو تكتيكيًا بعد هذا الطرد مباشرة.
قرر البرتغالي إخراج مختاريان واستبداله بمروان فيلايني في وسط الملعب، مفضلا إراحة مايكل كاريك واستمرار آشلي يونج.
على كل حال، عبر مانشستر يونايتد بالشوط الأول إلى بر الأمان حيث انتهى بالتعادل السلبي.
- كانتي بالتخصص
مدى تأثير استبدال مختاريان بالسلب ظهر بشكل كبير في الشوط الثاني، حيث فقد مانشستر يونايتد اللاعب القادر على استلام الكرة من وسط الملعب وقيادة الهجمة، اللاعب القادر على القيام بدور المايسترو.
ظن مورينيو أنه بهذا الأسلوب سيتمكن من الحفاظ على التعادل وربما خطف هدف قبل التوجه للأوقات الإضافية.
ولكن نجولو كانتي حل اللوغاريتمات بتصويبة من خارج منطقة الجزاء وسط ضعف في الرقابة من بول بوجبا والمدافعين من خلفه.
هدف كانتي وضع مانشستر يونايتد في مأزق كبير، وأصبحوا مطالبين بالتعويض.
أما كانتي نفسه، فأصبح وكأنه متخصصًا بالتسجيل في شباك الشياطين الحمر فقط، حيث سجل هدفين في جميع البطولات هذا الموسم، وكلاهما كانا في شباك ديفيد دي خيا.
- أولويات مورينيو
وسط قلة حيلة لاعبي مانشستر يونايتد، كان بالإمكان خطف التعادل.
فرصة محققة جاءت لماركوس راشفورد، بذل خلالها مجهودا فرديا مميزا، قبل أن يتصدى تيبو كورتوا لتسديدته.
أما خلال باقي دقائق الشوط، فقد كانت السيطرة بالكامل للبلوز مقابل تحفظ دفاعي لليونايتد. وكانت أغلبية محاولات تشيلسي من تسديدات خارج منطقة الجزاء.
تأخرت تغييرات جوزيه مورينيو الذي يبدو وكأنه يمنح مباراة الخميس القادم أمام روستوف في إياب دور الـ16 من الدوري الأوروبي أهمية أكبر من مواجهة البلوز.
في النهاية، اكتفى البرتغالي بإجراء تبديل ثان واحتفظ بالثالث دون أن يجريه، حيث أشرك جيسي لينجارد بدلا من آشلي يونج. ولكن هذا التعديل لم يحدث فارقا كبيرا على كل حال.
في المقابل، أراد كونتي التأمين في الدقائق العشرة الأخيرة فأشرك سيسك فابريجاس كلاعب وسط بدلا من ويليان، ليحقق المدير الفني الإيطالي مبتغاه في النهاية، ويقترب شيئا فشيئا من تحقيق الثنائية المحلية.
- هل كان مانشستر يونايتد سيئًا؟
إجابة هذا السؤال هو أن مانشستر يونايتد لم يكن جيدا بما يكفي ليعود في المباراة، والأمر لا يتعلق بطرد هيريرا فقط.
بل يتعلق كذلك باختيارات مورينيو وتعديلاته في وسط المباراة، والتي لم تكن مناسبة لمجاراة تشيلسي على ملعبه.
ربما كان من الأفضل إخراج يونج والاحتفاظ بمختاريان لقدرته على خلق الفرص الهجومية، وفي نفس الوقت ستحتفظ بتماسك دفاعي بتواجد خماسي. ولكن استمرار يونج الذي عاد في كثير من الدقائق كلاعب سادس في خط الدفاع، وخصوصًا بعد طرد هيريرا، كان خيار مورينيو في النهاية.
تواجد ماتا في الـ20 دقيقة الأخيرة كان ضروريا، ولكنه لم يحدث.
ولم يسع جوزيه لإجراء تبديل ثالث من أجل العودة في المباراة.
لكن دفاعيًا، قدم فالنسيا وروخو تحديدًا مباراة مميزة للغاية، وكان ديفيد دي خيا مميزًا في أكثر من فرصة للبلوز، وهجوميا حاول راشفورد المساعدة ولكن مجهوده وحده في الأمام لم يكن كافيا.
في النهاية، لم يكن مانشستر يونايتد الطرف الأفضل.
- عقدة البلوز
هل أصبح تشيلسي عقدة لمانشستر يونايتد؟ الأرقام تتحدث هنا.
مانشستر يونايتد لم يتمكن من تحقيق أي انتصار على تشيلسي في آخر 12 مباراة رسمية جمعت بينهما، حيث خسر منهم في 7 وتعادل في 5.
خلال المباريات الـ12، قاد مانشستر يونايتد كل من السير أليكس فيرجسون وديفيد مويس ولويس فان خال وصولا إلى جوزيه مورينيو.
الفوز الأخير لمانشستر يونايتد على تشيلسي بشكل عام كان في 28 أكتوبر 2012، حين فاز الشياطين الحمر على البلوز في ستامفورد بريدج بنتيجة 3-2 ضمن منافسات البريمرليج.
وستكون لمانشستر يونايتد فرصة أخرى لإنهاء تلك السلسلة الطويلة من عدم الفوز على البلوز في الـ16 من إبريل القادم ضمن منافسات البريمرليج.