ليستر وإشبيلية.. من أجل تاريخ جديد

الإثنين، 13 مارس 2017 - 23:43

كتب : علي أبو طبل

ليستر

على الورق.. وحين تم سحب قرعة الدور ثمن النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، يعتقد أي متابع أن فرص إشبيلية هي الأوفر أمام ليستر سيتي من أجل عبور هذه المواجهة والتأهل لربع النهائي.

ولكن مع إطلاق صافرة نهاية مباراة الذهاب، وجدنا أن الكفتين متساويتين للغاية بانتهاء العراك الأول في المواجهة بنتيجة 2-1 للفريق الأندلسي على ملعبه "رامون سانشيز بيزخوان".

بالتالي ليستر قد يكون على موعد مع التاريخ على ملعب "كينج باور" بالعبور إلى ربع النهائي من خلال أول مشاركة في تاريخهم بدوري أبطال أوروبا.

نعم نستطيع

"نعم، نستطيع أن نفوز بدوري الأبطال.. نحن في غمار المنافسة وعلينا أن نحاول من أجل ذلك".

هكذا عبر كريج شكسبير المدير الفني الحالي لليستر سيتي والمستمر لنهاية الموسم على الأقل في كل الأحوال.

توقيت بداية مهمة شكسبير خلال الأسابيع الماضية كانت صعبة. تسلم الفريق في المركز الـ18 في الدوري بجانب هزيمة الذهاب أمام إشبيلية. أضف إلى ذلك حالة التعاطف العامة مع المدير الفني السابق كلاوديو رانييري.

لكن المدير الفني الإنجليزي تمكن من خلق حالة ثورة من بعد مباراة الذهاب، الأخيرة لرانييري مع الثعالب، وتمكن من الفوز في مبارتين متتاليتين في البريمير ليج على كل من ليفربول وهال سيتي بالنتيجة ذاتها 3-1، ليبتعد قليلا عن مراكز الهبوط ويرتفع للمركز 15.

ربما يكون شكسبير محظوظا قليلا لأن جميع المواجهات التي خاضها حتى الآن بما فيهما مباراة إشبيلية أقيمت بملعب كينج باور معقل الفريق، مع دعم الجماهير الذي يمثل عاملا مهما بجانب استفاقة الثعالب مؤخرا.

من يعلم، ربما يفعلها أبطال البريمير ليج في الموسم الماضي بإقصاء منافس شرس للغاية، وربما تتحقق نبوءة وإيمان "شكسبير" في النهاية.

لعنة ربع النهائي

قد تستنتج بسهولة أن ليستر سيتي لم يسبق له الوصول لربع النهائي البطولة لأنها المشاركة الأولى له في البطولة تاريخيا من الأساس.

ولكن يتفاجئ البعض حين يعلم أن بطل الدوري الأوروبي في المواسم الثلاث الأخيرة لم يسبق له أن بلغ تلك المرحلة أيضا خلال 5 مشاركات سابقة في البطولة بمسمياتها القديمة والجديدة.

أفضل ما وصل إليه الفريق الأندلسي هو بلوغ دور الـ16، وحدث ذلك في مناسبتين سابقتين.

الأولى في موسم 2007/2008، حين ودع إشبيلية البطولة أمام فريق فينيربهاتشه التركي من علامة الجزاء بعدما انتهت مباريات الذهاب والإياب بالنتيجة ذاتها بين الفريقين، 3-2، مع تبادل الفائز في كل مباراة.

الإقصاء الثاني كان في موسم 2009/2010، وكان على يد سيسكا موسكو الروسي بنتيجة 2-3 في مجموع المبارتين.

الفريق الأندلسي أفضل حالا وأقوى في الوقت الحالي، ويمتلك مدير فني قوي للغاية، ولكن تبقى لعنة عدم الوصول لربع النهائي أزمة تؤرق خورخي سامباولي، الذي اعترف بقلقه الشديد من المباراة ومن تراجع الأداء، وبرر ذلك بأنها مشكلة بدنية.

ما بين الذهاب والإياب

مدى تركيز الفريق الأندلسي في مباراة الإياب أثر قليلا على نتائجه المحلية.

في الوقت الذي بدأ يستعيد فيه ليستر سيتي عافيته محليا بانتصارين هامين، فإن إشبيلية تعادل في مبارتين من أصل 4 خاضهم في الليجا.

حقق الفريق بعد مباراة الذهاب انتصارات صعبة على ريال بيتيس بنتيجة 2-1 وعلى Hتليتك بلباو بنتيجة 1-0، قبل أن يفقد 4 نقاط بتعادلين متتاليين أمام ديبورتيفو ألافيس وليجانيس.

المباراة الأخيرة تحديدا أظهرت أولويات سامباولي حين أراح معظم الأساسيين استعدادا لأهم مباريات الموسم.

سجل أوروبي نظيف

لا يمتلك ليستر سيتي تاريخا كبيرا على الصعيد الأوروبي، ولكن تحقيقه لـ 3 انتصارات هامة في 3 مباريات خاضها بدوري أبطال أوروبا هذا الموسم على ملعبه "كينج باور"، يعد سجلا نظيفا.

هذا السجل قد يكون حافزا كبيرا للثعالب قبل مواجهة إشبيلية من أجل تحقيق انتصار رابع، والحفاظ على نسبة 100% من الفوز على ملعبهم دون تعادل أو هزيمة.

حكم المباراة

أيا كان المتأهل من هذه المباراة، فسيكون تأهله تاريخيا وسيكون حدث لم يسبق تحقيقه لأي من الفريقين.

وستكون قيادة هذه المواجهة تحكيميا إيطالية، متمثلة في دانييلي أورساتو.

صاحب الـ 41 سنة تولى إدارة 4 مباريات في دوري الأبطال هذا الموسم، لم يكن ليستر سيتي أو إشبيلية طرفا فيها.

أخر مباراة قادها في البطولة جمعت سيلتك الأسكتلندي مع برشلونة الإسباني، وانتهت بتفوق البرسا بهدفين دون رد، في مباراة أشهر خلالها 7 بطاقات صفراء، 4 منها كانت للاعبي برشلونة و3 للاعبي سيلتك.

ويحمل "أورساتو" الشارة الدولية من الفيفا منذ عام 2010.

التعليقات