كتب : أمير عبد الحليم | الإثنين، 13 مارس 2017 - 16:22
باولو الذي لا يعرف إلا تسجيل الأهداف
"عندما تمتلك الكرة استمتع بها، حاول أن تضعها بين قدمي المدافع. لكن دائما ابحث عن الهدف، لن يحب الجمهور أكثر منه".. من أفضل من الظاهرة رونالدو ليتحدث عن التسجيل.
الهدف هو الأهم للجماهير، ولن تطلب أكثر منه من المهاجم، وغير ذلك أمر يخص تعليمات المدرب للاعبه. وهذا ما يقوم به حسام باولو مع الزمالك بالضبط.
كما يرى الكل باولو لاعبا طيب الخلق على فطرته، هو أيضا لا يلعب بأكثر من فطرته كمهاجم، ولذلك لا يوجد مهاجم مصري سجل أكثر منه على مدار 3 سنوات لا من الأهلي أو الزمالك.
وفي خلال شهر، سجل باولو 3 أهداف مع الزمالك أقل بهدف عن هداف الفريق الذي يصغره بـ8 سنوات، والثاني لعب خلال هذا الشهر عدد دقائق أكثر.
-----
لا يحتاج مهاجم لأكثر من إنهاء الدوري هدافا للمسابقة في موسمين متتاليين خارج الأهلي والزمالك من أجل إثبات قدراته. وفي سن باولو الأمر يتحول إلى إعجاز.
لم يتخرج باولو من أكاديمية للموهوبين أو حتى انضم لفريق ناشئين في ناد فهو كان لاعب طائرة في الأساس، ولم يتدرب مع أسماء تطوره لدرجة أنه وصف 3 شهور من العمل مع فييرا بالأفضل في مسيرته. لكنه حافظ على فطرة المهاجم لتظهر بعد الـ30.
وبعد الـ30 لا شيء مضمون للاعب كرة القدم، يلعب الموسم بموسمه وفي نهايته يتحدد مستقبله مع فريقه أو حتى مع اللعبة بأكملها.
الضغط يزيد مع التراجع البدني الذي ربما لا يجاري ما يريده العقل، فما بالك بمهاجم اتخذ الخطوة الأهم في مسيرته في سن الـ33.
لا مجال أمامه ليكتب ما يجعل الجماهير تذكره خلال السنوات القليلة المتبقية في مسيرته سوى تسجيل المزيد والمزيد من الأهداف دون توقف.
-----
3 أهداف سجلهم باولو مع الزمالك، لم يحتج فيهم إلى الركض بالكرة لأكثر من 20 مترا أو الدخول في تلاحم بدني على الأغلب سيخسره. وفي كل مرة كان يختار المكان المناسب لأنه لا يريد أكثر من التسجيل.
يتابع كرة مرتدة من القائم ثم تسديدة مباشرة تعرف طريقها تعوضه عن هدف آخر صحيح لم يحتسب في نفس المباراة، ودخول تاريخ الزمالك الإفريقي من أول مشاركة.
حتى في هدف رينجرز رغم جماله، فأنا واثق من أن باولو لم يفكر في أكثر من التسجيل منذ بدأ يتحرك ليظهر لأيمن حفني وبعدها جاءت حلاوة الهدف بالمرور من الحارس عندما أغلق أمامه زوايا التسديد.
والحقيقة أن هذا يكشف أن باولو يدرك جيدا حدود إمكاناته البدنية والفنية، وكيف ينجح بها.
-----
في الأهلي، لايزال متعب يحتفظ ببريقه وهو يبلغ 34 عاما، يتحدى الجميع ويرفض الاعتزال ثم يجبر النادي على التجديد له.
لم يعد "ابن حسن شحاتة" الذي تضع 10 لاعبين بعده، ولا تسمح له لياقته باللعب لـ90 دقيقة أمام مدافعين أصغر منه بـ10 سنوات. لكنه لم ينس كيف يسجل بفضل هذه الفطرة.
يعرف متعب جيدا ما يميزه عن أي مهاجم آخر في الأهلي أو حتى مصر، وأحسن استغلال ذلك. وربما سيقرر الاعتزال بنفسه لو ضم الأهلي مهاجما أصغر منه ويمتلك ميزته تلك.
التمركز الجيد، السلاح الذي يجعل متعب يسجل حتى لو شارك في أخر 10 دقائق من كل مباراة ولا تتأثر بعامل السن، ومن قبل متعب استمر حسام حسن يسجل حتى وصل للـ40 بفضل استغلال هذه الميزة جيدا.
سلاح لا يحتاج إلى أن تكون أسرع من دفاع منافسك أو أقوى منه بدنيا لتسجل، يجب أن تكون أذكى.
لازم يكون في كورس لأي مهاجم اسمه كورس متعب سواء للموجودين أو الناشئين.. اللي يجتاز الكورس دة هو بس اللي يستحق يلعب في أهلي وزمالك ويبقا دولي
— Amir Abd Elhalim (@AmirAbdElhalim) February 19, 2017
-----
ومثل متعب، يستغل باولو التمركز الذي يميزه وبذكاء حتى وإن لم يظهر ذلك في تصريحاته العفوية أو احتفالاته الغريبة أحيانا.
الفارق هنا أن متعب صنع تاريخا بالفعل يرتكز عليه لسنوات تطيل عمره في الملاعب، لكن على الأغلب لن يلعب باولو المباراة التالية لو فشل اليوم في التسجيل.
ولذلك ليس غريبا أن تعرف أن باولو في 6 مباريات مع الزمالك سدد 10 مرات سجل منهم 3 أهداف في الوقت الذي ينتظر غيره الفرصة فيها ليلعب دقيقة مع فريقه الجديد.
-----
لم يكن باولو الخيار الأول للزمالك في انتقالات يناير، والتحرك له حدث بعدما فشل النادي في الوصول لمهاجم أجنبي بسعر معقول ومستوى جيد. وربما هذا سيستمر لفترة مع ارتفاع الدولار ورفض لاعبين أفضل من مايوكا القدوم لمصر.
وبالمعدل التهديفي الذي يسير به باولو، فالزمالك يحتاج إلى إنجاح هذه التجربة بنفس القدر الذي يريده اللاعب.
لدى الزمالك مثال يحتذى به في تجربته مع باولو، وهو حسام حسن الذي ضمه وهو يبلغ 34 عاما.
حسام لعب مع الزمالك 4 سنوات فاز فيهم بكل شيء، حتى هتفت الجماهير في أخر مواسمه "حسام يقعد فينجادا يمشي" عندما دخل المدرب في خلاف مع العميد.
لم يسجل حسام أكثر من عبد الحليم علي خلال هذه الفترة، لكن نجاح الزمالك هجوميا كان قائما على أكتاف الثنائي الذي تكون من مهاجم مخضرم وآخر شاب. نموذج يستطيع استنساخه الآن بمشاركة باولو.
وكمشجع، لا تنتظر من باولو كباري في المدافعين، أو دور تكتيكي أمام فريق دفاعي. اطلب منه التسجيل وسيفعل.
ناقشني:
مقالات أخرى للكاتب
-
الإخراج والكباب الأربعاء، 18 أغسطس 2021 - 18:45
-
فالفيردي اللطيف الأربعاء، 06 نوفمبر 2019 - 13:22
-
فخر العرب الحقيقي الثلاثاء، 16 يوليه 2019 - 14:54
-
الموظفون في اتحاد الكرة الأحد، 31 مارس 2019 - 16:22