كتب : عادل كُريّم
ربما هي "جمعية عمومية عادية" كما يشير اسمها، لكنها "غير عادية" فيما يتعلق بتفاصيلها.
الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) يعقد جمعيته العمومية العادية رقم 39 في ضيافة العاصمة الإثيوبية أديس أبابا يوم الخميس المقبل 16 مارس، الجمعية العمومية التي ربما تشهد الجدل الأكبر في ستين عاما هي عمر الكاف.
بداية، هذا التقرير لا يتناول تفاصيل الانتخابات التي سيتم العرض لها في تقرير منفصل ينشر لاحقا، وإنما سيعرض لكم خط سير الجمعية العمومية وما سيتم مناقشته من خلالها بجانب الانتخابات.
أعمال الجمعية العمومية تبدأ من اليوم، الإثنين 13 مارس بوصول الوفود المشاركة وضيوف الجمعية إلى إثيوبيا، والذي يستمر أيضا يوم الثلاثاء 14 مارس.
في التاسعة والنصف من صباح الثلاثاء، تعقد اللجنة التنفيذية للاتحاد الإفريقي اجتماعها الأخير بتشكيلها الحالي، وسيتم خلال هذا الاجتماع التصديق على جدول الأعمال المقرر مناقشته خلال الجمعية العمومية، وكذلك وضع الشكل النهائي للانتخابات التي ستجرى يوم الخميس 16 مارس.
(ما يهم المصريين في هذا الاجتماع، هو هل ستُبقي اللجنة التنفيذية على الشكل الأخير للمرشحين، وتحديدا في انتخابات مجلس الفيفا عن قارة إفريقيا.. بمعنى أدق، هل سيستمر رئيس الاتحاد المصري هاني أبو ريدة مرشحا لمجلس الفيفا عن الفئة العربية والإسبانية والبرتغالية، أم سينقل ترشيحه للفئة المفتوحة وهو ما قد يعني فوزه مباشرة وبالتزكية؟)
عقب نهاية اجتماع اللجنة التنفيذية، ستقوم اللجنة بزيارة لأكاديمية كرة القدم في نادي سان جورج الإثيوبي. وفي السابعة مساء سيتم عرض الفيلم الوثائقي "60 سنة CAF" إحتفالا بمرور ستين عاما على تأسيس الاتحاد الإفريقي عام 1957.
يوم الأربعاء 15 مارس يشهد عقد مؤتمر حول كرة القدم الأفريقية والتحديات التي تواجهها في السنوات المقبلة، وهو المؤتمر الذي تم توجيه الدعوة لعدد من رؤساء الأندية في القارة للمشاركة به، ومن بينهم محمود طاهر رئيس النادي الأهلي، ومويس كاتومبي رئيس نادي مازيمبي الكونجولي، وغيرهم من رؤساء الأندية في أفريقيا. المؤتمر سيعقد على فترتين صباحية ومسائية، وذلك بمقر منظمة الاتحاد الإفريقي.
وفي السابعة مساء سيكون الإفتتاح الرسمي للجمعية العمومية بإقامة حفل عشاء ينظمه الاتحاد الإفريقي، وسيتخلله تكريم حسن حمدي رئيس النادي الأهلي السابق بجائزة "وسام الإستحقاق الذهبي" والتي يقدمها الكاف لأول مرة في تاريخه.
الخميس 16 مارس وهو اليوم المنتظر، ستبدأ فيه أعمال الجمعية العمومية، والتي يستضيفها مقر منظمة الاتحاد الإفريقي في التاسعة صباحا. جدول الأعمال يبدأ بكلمة ترحيب من رئيس الاتحاد الإثيوبي جنيدي باشا، ويعقبه كلمة لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو، ثم كلمة رئيس الكاف عيسى حياتو.
بعد ذلك يبدأ النداء على الاتحادات الـ54 أعضاء الكاف بالترتيب الأبجدي وتأكيد حضور كل منها للجمعية العمومية طبقا للائحة. ثم يتم تعيين ثلاثة أعضاء يختصون بكتابة محضر أعمال الجمعية العمومية، وتعيين أمين سر لأعمال الجمعية.
وسيكون أول بند في جدول الأعمال هو الإعلان عن أي عضويات معلقة أو ملغاة في حالة تواجدها، ثم التصديق على محضر أعمال الجمعية العمومية العادية السابقة والتي عقدت بالعاصمة المكسيسكية مكسيكو سيتي في مايو 2016 على هامش الجمعية العمومية للفيفا وقتها، والتصديق أيضا على محضر أعمال الجمعية العمومية غير العادية التي عقدت بالقاهرة في سبتمبر 2016.
يستمر جدول الأعمال بمناقشة تقرير أنشطة الكاف وأنشطة المناطق الإقليمية التي عقدت منذ انتهاء الجمعية العمومية السابقة، ثم عرض ومناقشة تقارير المراقبة عن الفترة من أول يوليو 2015 وحتى آخر يونيو 2016.
بعد ذلك يتم التصديق على الحسابات المالية وميزانية الكاف عن الفترة من يوليو 2015 وحتى يونيو 2016، ومناقشة تعيين أي مراقبين جدد في حالة طلب ذلك من الأعضاء.
الفقرة التالية في الجمعية العمومية تختص بطلب العضويات الجديدة أو طلب الخروج من الاتحاد، وفيها سيتم مناقشة اتحاد تنزانيا لكرة القدم، والذي تقدم بطلب لمنح اتحاد زنجبار (الموجود حاليا كعضو مراقب) العضوية الكاملة في الاتحاد الإفريقي.
وبعد ذلك يتم مناقشة أي تعديلات على لوائح الكاف في حال رأت اللجنة التنفيذية تقديم ذلك للجمعية العمومية للتصديق عليها.
ما سيتم بعد ذلك هو خطوة روتينية في أي جمعية عمومية، لكنها هذه المرة ربما تكون الخطوة الأكثر خطورة.
"مناقشة أي اقتراحات مقدمة من الاتحادات الأعضاء أو اللجنة التنفيذية".
حتى هذه اللحظة لم يتقدم أي عضو أو اللجنة التنفيذية بمقترحات لمناقشتها. لائحة الاتحاد الإفريقي تنص في فقرة 7 من مادتها رقم 17على ما يلي:
"أي طلب من أي اتحاد عضو يجب تقديمه للأمانة العامة قبل موعد الانعقاد بتسعين يوما على الأقل. الأمانة العامة ترسل جدول الأعمال للاتحادات الأعضاء قبل موعد الانعقاد بستين يوما".
إذا الفترة القانونية لتلقي طلبات الأعضاء باقتراحات أو قرارات للمناقشة مرت، وهو ما يعني أن القضية الأهم حاليا والمتعلقة بإحتمالية نقل مقر الاتحاد من مصر على خلفية الأزمة الأخيرة لن تتم مناقشتها.
لكن فقرة 8 من مادة 17 تنص على:
الأمور الطارئة يمكن تقديمها للمناقشة بعد الفترة النهائية المذكورة في أي وقت، وتتم ماقشتها تحت بند "أمور أخرى"، بشرط موافقة ثلثي الاتحادات الحاضرة للجمعية على مناقشة هذا الأمر".
وهو ما يعني أنه إذا تقدم أي اتحاد عضو، أو أي من أعضاء اللجنة التنفيذية، بطلب مناقشة قرار بنقل مقر الاتحاد الإفريقي من مصر (أو أي طلب آخر)، يجب أن يوافق ثلثي الاتحادات الحاضرة على هذا الأمر. بفرض أن كل الاتحادات الأعضاء الـ54 كانت حاضرة في الجمعية العمومية، يعني هذا أن 36 اتحادا يجب أن توافق على مناقشة هذا الأمر أولا.
وفي حالة الموافقة على مناقشة الإقتراح، يجب موافقة ثلاثة أرباع الاتحادات الحاضرة على القرار ليكون نافذا. بما يعني أنه في حالة حضور كل الاتحادات الـ54 للجمعية العمومية، يجب موافقة 41 اتحادا على القرار.
"يبدو جليا وبوضوح أن هذا شكل من أشكال التدخل في التفاوض على العقود التجارية العامة في مصر، تحت ستار لا أساس له من ادعاء انتهاك قانون حقوق المنافسة المحلية، مما يضع معايير غير مسبوقة وتثير القلق بشدة ليس فقط لكرة القدم في مصر، ولكن للعمل في مصر وللرياضة والعمل في أفريقيا. توقيت حملة هيئة المنافسة المصرية الإعلامية يؤكد أيضا محاولتها عرقلة وتقويض كاف في وقت انتخاباته الرئاسية. حتى يكون الأمر واضحا تماما، يؤكد كاف بشكل قاطع أن كل الإدعاءات ضده لا أساس لها، وأنه سيقابلها بكل قوة".
فهل ستكون هذه القوة هي مناقشة نقل المقر من مصر؟ ان غدا لناظره قريب.
بنهاية هذه الفقرة من الجمعية العمومية، تبدأ الانتخابات، والتي تنقسم لثلاثة أجزاء:
- انتخاب رئيس الكاف للفترة من 2017 إلى 2021
- انتخاب أعضاء لجنة كاف التنفيذية للفترة من 2017 إلى 2021
- انتخاب ممثلي كاف في مجلس الفيفا في الفترة من 2017 إلى 20211.
وهذه قصة أخرى.
بعد نهاية الانتخابات، يتم انتخاب رئيس ونائب رئيس لجنة التدقيق والمطابقة، وانتخاب رئيس ونائب رئيس اللجنة القانونية للفترة نفسها (2017-2021). ثم يعقد رئيس الكاف ورئيس الفيفا مؤتمرا صحفيا في الثالثة والنصف عصرا.