كتب : عمر ناصف
رفعت جماهير نابولي مساء أمس الأحد خلال مباراة فريقها ضد كروتوني لافتة اعتذار موجهة إلى مهاجم الفريق السابق فابيو كوالياريلا وذلك لإنهاء مرحلة من الكراهية استمرت من جانب الجماهير للاعب الإيطالي خلال السنوات السبع الماضية.
مهاجم نابولي السابق تلقى معاملة الخائن بعد انتقاله إلى العدو يوفنتوس في أغسطس 2010 تاركا جماهير فريقه السابق تشتعل غضبا من خيانته لهم رغم عشقهم الكبير للهداف الإيطالي.
مشاعر حب تحولت إلى كراهية مطلقة مع كل زيارة يقوم بها اللاعب إلى مدينة نابولي سواء مع يوفنتوس أو تورينو وأخيرا سامبدوريا كان يضطر خلالها كوالياريلا إلى التخفي والابتعاد عن أنظار المارة حتى لا يتم التهجم عليه لفظيا وجسديا.
رغم أنه لم يلعب مع نابولي سوى موسم واحد إلا أن 11 هدفا سجلهم للفريق جعلته يدخل قلوب المشجعين كأحد أفضل لاعبي الفريق قبل أن يستيقظوا على خبر رحيله إلى أكثر فريق مكروه لهم، يوفنتوس.
سبعة أعوام مرت كاملة وثلاثة أهداف سجلها اللاعب في مرمى نابولي بدون أي احتفال حتى جاء تفسير كوالياريلا مترجيا جماهير نابولي مسامحته على فعلته التي أقدم عليها "مقهورا" خلال ذاك الوقت.
وكشف اللاعب في حوار صحفي بداية هذا الشهر أنه كان يعيش "الرعب" في مدينة نابولي بسبب أحد رجال الشرطة هناك بعد أن طلب مساعدته في بعض الأمور التقنية الخاصة بكلمة سر أحد حساباته.
ووجد اللاعب نفسه بعد ذلك محاطا برسائل التهديد المتتالية التي ترسل له إلى منزله وإلى والده بل وإلى مركز تدريب الفريق حول اتهامات ملفقة له بالالتحاق بالمافيا وصور أخرى تربطه باستغلال الأطفال.
رعب عاشه اللاعب وعائلته في نابولي ظل خلالها مرتبطا بشرطي يساعده ويوهمه بوجود تحقيقات جارية ويقوم بتوزيع اتهامات على كل من حول اللاعب من أصدقاء مقربين مع تزايد مستمر لحدة التهديدات.
وعلم والد اللاعب مصادفة بأن الشرطي الذي يظهر الطيبة وحب المساعدة هو صاحب كل رسائل التهديد وذلك بعد أن ذهب إلى مركز الشرطة في محاولة لتتبع سير التحقيقات ليفاجئ بأنه لا يوجد لديهم علم بشئ عما يجري.
الشرطي لم يكن يوصل أي شيء إلى الشرطة التي لم تفتح أي تحقيق لأنها لا تعلم شيئا حينها قرر كوالياريلا قبول أول عرض يصل إليه وكان من يوفنتوس.
"ظنوا أني تركتهم من أجل المال وهو ما لم يحدث، حاولت إرسال بعض الرسائل الخفية لهم للتعبير عن مدى حبي لهم كعدم الاحتفال بعد التسجيل في مرماهم ولكن لم يتغير شيء".
أضاف اللاعب "لقد وضعوا ثقتهم في ورأوا إمكانية أن أكون القائد لديهم ولكنهم ظنوا أنني خنتهم وهو ما لم يحدث، أتمنى العودة إليهم فهناك أمور لم تحسم بعد هناك".
ما دفع كوالياريلا للإفصاح أخيرا عما حدث هو أن الشرطي المقصود تمت أخيرا إدانته وحبسه لمدة أربع سنوات وثمانية أشهر ليتخلص الهداف من كابوسه.
وأمس قامت جماهير نابولي برفع لافتات لدعم اللاعب والرد على رسالته لهم بالقبلو والرد في المدرجات كان "لقد عشت الجحيم بيننا بكرامة وكبرياء، فابيو أنت ابن لهذه المدينة".