كتب : محرر في الجول
11 مارس عام 2001 ينجح المنتخب المصري في إعادة فرصه التأهل إلى كأس العالم بكوريا واليابان من جديد بعد أن حقق فوزا تاريخيا بخمسة أهداف مقابل هدفين على الجزائر في ملحمة كروية لا تنسى.
هدف لكل من بركات وعبد الستار صبري وعبد الظاهر السقا وثنائية من طارق السعيد أهدت الفراعنة أول انتصار في تصفيات المونديال والذي جاء بعد 3 تعادلات أمام المغرب وناميبيا وقبلهم السنغال في داكار.
الفوز لم يكن فقط تاريخيا لأنه جاء في تصفيات كأس العالم بل لأنها المرة الأولى والأخيرة حتى الآن التي يسجل فيها أحد المنتخبين 5 أهداف في مواجهاتهما المثيرة ليصبح الفوز الأكبر حتى أتت رباعية مصر بشباك الخضر في 2010 بأمم إفريقيا، لكنها مازالت صامدة كالمباراة الأكثر غزارة من ناحية الأهداف.
وفي الذكرى السادسة عشر للمباراة، يعيد FilGoal.com نشر ما حكاه أبطال الخماسية عن خلطة الجوهري لسحق الجزائر.
خلطة الجوهري
المنتخب خاض هذه المباراة برباعي فقط في الدفاع بشكل مغاير عما كان معتادا في الكرة المصرية آنذاك والتي كانت تعتمد على طريقة 3-5-2 ومشتقاتها دائما، ولعب بالثنائي عبد الظاهر السقا ورضا سيكا في قلب الدفاع وأحمد حسن ظهير أيمن ومحمد عمارة ظهير أيسر.
تخلي الجوهري عن الليبرو في المباراة وأشرك هاني رمزي فقط كلاعب ارتكاز، وهو ما يعني بشكل صريح أن الجنرال تخلى عن الحذر واللعب بطريقة دفاعية وقرر اللجوء للهجوم بشكل واضح وهذا أمر لم يكن مفاجيء بالنسبة لعبد الظاهر السقا.
وقال في تصريحات لـFilGoal.com "الجوهري قبل 98 أخبرني بأنه لن يلعب بليبرو خلال سنة ونصف أو سنتين، وإذا لم تطور من نفسك فربما لن تتواجد مع المنتخب، وفي تلك الفترة لم أكن معتادا على اللعب بدون ليبرو ولم أفعلها في حياتي من قبل".
وتابع "لكن الجوهري دربنا أولا على المراقبة ثم التمركز حتى أجدت، كان رجلا عظيما ومدربا ذو رؤية.. هل تعرف أنه كان يقوم بنفسه بتحليل كل مباراة قبل أن تصبح مهنة منفصلة الآن في العالم".
وأردف "عندما لعبنا بتلك الخطة في مباراة الجزائر لم تكن مفاجأة لنا تماما".
هدف ملعوب
عبد الظاهر السقا سجل هدفا لا ينسى في تلك المباراة من ضربة حرة مباشرة خادعة منحت منتخب مصر التقدم قبل نهاية الشوط الأول 3-2 بعد أن ظل الخُضر يسجلون مع أول وثاني تقدم للفراعنة.
ويحكي السقا عن الهدف "هل تعلم أننا تدربنا عليها لمدة شهر؟ عندما حصلنا على الضربة الحرة من على حدود منطقة الجزاء كان الجميع يعرف أنها ستصبح هدفا".
وأضاف "في البداية الجوهري رأى أنني أسدد بشكل جيد فظل يدربني لمدة شهر، أكثر من 20 تسديدة كل مران حتى أجدت التسديد من الثبات".
وأردف "لكنه قال أريد أن تتحرك الكرة لتصبح بعيدا عن الحائط البشري وقمنا بالتدرب عليها ونجحت في تحويلها لهدف تقدمنا به قبل نهاية الشوط الأول".
من الصفر إلى القمة
طارق السعيد قبل شهر ونصف تقريبا من هذه المباراة أهدر انتصارا تاريخيا أمام المغرب بعد أن أضاع أسهل فرص التصفيات والمرمى خال من حارسه قبل أن يصبح بطلا لمباراة الجزائر بهدفين في الدقيقتين 88 و89 من عمر المباراة.
لكن الجوهري أيضا كان له عامل كبير في هذا الأمر ويقول السعيد "بعد المباراة أكثر من ساندني كان الجوهري وقال لي لا بد أن تتعلم من أخطائك، ونصحني بالظهور على أحد البرامج بالتلفزيون المصري وأواجه الناس بدون خوف".
وأضاف "زملائي بعد المباراة أيضا ساندوني لأن ما حدث بالتأكيد لم يكن مقصودا، وهذا وارد في كرة القدم".
وتابع "بعد كلمات الجوهري وأن أتعلم من أخطائي أتت لي كرتين مشابهتين أمام الجزائر وتمكنت من تسجيلهما وكلمة السر كان حديث الجوهري لي.. أن أنفذ أول شيء أفكر به حتى لا أكون مشتتا".
مفاجأة
الصقر أحمد حسن الذي شارك في مركز غريب عنه في تلك المباراة تحدث عن ذكرياته مع الانتصار التاريخي على الجزائر أيضا وقال "مشاركتي كظهير أيمن كان تحديا كبيرا رغم وجود أكثر من لاعب في هذا المركز لكنني أديت المطلوب مني".
وأضاف "الجوهري وضع ثقته في لأنه يعرف قدراتي الفنية والبدنية لذلك لم تكن هناك تعليمات خاصة سوى الحصول على حرية هجومية ساعدتني كثيرا، في الشوط الثاني عدت لوسط الملعب بعد نزول إسلام الشاطر الذي شغل هو مركز الظهير الأيمن".
وأردف "بالنسبة لي النتيجة كانت مفاجئة، مباريات شمال إفريقيا لا تنتهي بفارق أكثر من هدفين ومنتخب الجزائر لم يكن سيئا وقتها لكننا كنا موفقين بعد أن باغتناهم بأكثر من هدف".
استفزازات الجزائر
عبد الستار صبري والذي كان من نجوم الخماسية وسجل هدفا شهيرا كان الثاني في المباراة برأسية من الوضع راقدا تحدث أيضا عن ذكرياته معها.
وقال نجم بنفيكا البرتغالي في ذلك الوقت "لعبت بهذه المباراة في مركز المهاجم الوهمي خلف حسام حسن، وكانت لدينا تعليمات صارمة من الجوهري أنا وحازم إمام بالعودة للدفاع بمجرد أن نفقد الكرة".
وأضاف "قبل الهدف فقدنا الكرة وكانت مع منتخب الجزائر لكن بركات استعادها سريعا لذلك لم أكن عدت للدفاع بعد وكنت داخل منطقة الجزاء غير مراقب، وأرسل عرضية لي حولتها داخل الشباك".
وتابع "في ذلك الوقت كنت المتخصص في تسديد الركلات الثابتة من الناحية اليمنى، لذلك عندما حصلنا على الركلة التي سجلنا منها الهدف الثالث أمسكت أنا بالكرة أولا لكن الجوهري صاح لي من الخارج بأن أتركها لعبد الظاهر السقا الذي كان مميزا فيها وتدرب عليها قبل المباراة كثيرا فقمت بخدعة القفز من على الكرة".
وعن المواقف العصيبة التي شهدتها المباراة قال صبري "الجوهري طالبنا منذ البداية بعدم الإنجراف وراء استفزازات لاعبي الجزائر حتى نستطيع اللعب، ومع كل مرة بدأوا فيها في استفزازنا كان الجوهري يقف ويتحدث معنا ويطالبنا بالهدوء، وبالفعل كان عاملا مهما في تحقيق الفوز".