كنت مشجعا لهم أو لم تكن بالطبع قد احتفلت بفريق برشلونة بعد تحقيقه عودة إعجازية بسداسية مقابل هدف على حساب باريس سان جيرمان في ليلة لم تشهدها كرة القدم منذ سنوات بل وصلت أن اعتبرها البعض العودة الأفضل في التاريخ.
بداية سنتفق على أمرين، أولهما أن فريق برشلونة لم يقدم أداءه المعهود ولم يخلق الكم المعتاد له من الفرص خلال مبارياته، والثاني أن أوناي إيمري بانكماشه أمام منطقة جزاءه أعطى الفرصة لإنريكي للسيطرة وبناء اللعب بكل أريحية بعكس مباراة الذهاب والتي كان يضغط ويستخلص من مناطق دفاع الفريق الكتالوني وانقلبت الآية في الإياب ليقوم برشلونة بهذا الضغط في مناطق باريس الدفاعية فور فقدانها بثوان قليلة.
إنريكي بدأ المباراة بدون ظهيرين وسط ولا ظهيري دفاع بل كان يتواجد على طرفي الملعب الجناحين المهاجمين فقط نيمار ورافينيا، بينما في الدفاع اعتمد على الثلاثي أومتيتي وبيكيه وماسكيرانو والثنائي ماسكيرانو وأومتيتي كانا يتمركزان بين عمق ووسط الملعب فأحيانا يتحولا إلى ظهيرين وأخرى إلى قلبي دفاع.
الفريق لم يظهر خلال اللقاء سوى في حالة هجومية دائما باستثناء بعض الكرات الثابتة التي كان يرتد فيها اللاعبون لوسط ملعبهم، فكان دائما عند امتلاكه الكرة يظهر بهيكل هجومي على شكل 3-4-3 الماسة Diamond
ولتطبيق الضغط المرتد فور فقدان الكرة فكان دائما ثلاثي الدفاع في منتصف ملعب باريس وعلى بعد أمتار قليلة من حارس مرماهم مما منع تماما فكرة بناء المرتدات اللهم إلا في حالتين أو ثلاث كادت تكلفهم أهدافا وهو أمر طبيعي.
ولكن ماذا عن فكرتي إنريكي؟
نعود لمباراة الذهاب هل تتذكر هدف دي ماريا الثالث والذي جاء بهجمة منظمة بدأها الحارس؟ نعم كان برشلونة يحاول تنفيذ الضغط العالي وقتها ولكنه لم يفلح لسبب ما.
إيمري لا يبني الهجمة بثلاثي، قلبا الدفاع يفتحان بعرض الملعب ويسقط لاعب الارتكاز بينهما هذا المُعتاد، لكن إيمري يفعل الجزء الأول ويعيد ثنائي ارتكاز بينهم في مواجهة ثلاثي برشلونة الهجومي الذي كان يقوم بالضغط فينجحوا بسهولة في الخروج بالكرة.
إنريكي أعطى أوامره، سواريز سيضغط على قلب الدفاع الأيمن وميسي يواجه الأيسر ويتقدم راكيتيتش للضغط على رابيو وإنييستا على فيراتي فيضطر الحارس لإرسال الكرات الطولية والتي دائما ما كانت من نصيب مدافعي برشلونة، فمنعته تماما من التدرج بالكرة بشكل سليم.
شاهد هذا الفيديو يوضح الأمر تماما لكافة لاعبي الفريقين أثناء تلك الحالات.
أما الفكرة الثانية فهي في حالة امتلاك الكرة والهجوم، التعليمات كانت واضحة للثنائي إنييستا وراكيتيتش بالانطلاق فورا في انصاف المساحات بين قلب الدفاع والظهير عند تحرك الظهير لمقابلة جناح برشلونة المهاجم الذي يتمركز فقط على الخط موسعا عرض الملعب أقصى ما يمكن فينتج عنه توسيع دفاع الخصم وخاصة تلك المساحات التي ذكرناها.
بالطبع كان لاعبو وسط باريس متيقظين لهذا الأمر فكان يعود فيراتي مع إنييستا وعلى الجانب الآخر ماتويدي مع راكيتيتش.
حتى جاءت المكافأتين، الهدفين الثاني والثالث بدا كل منهما بنفس تلك التحركات، ولكن تسأل نفسك في ظل عدم وجود ظهير لبرشلونة إذا أين يوجد لوكاس الجناح الأيمن ليواجه هو نيمار ويبقى الظهير الأيمن في الدفاع ولا تظهر تلك المساحة ؟
ذكرنا سابقا أومتيتي يتحول لظهير عند امتلاك الكرة فيقابله لوكاس وفيراتي يراقب إنييستا فيضطر منير للتقدم لمواجهة نيمار.
لاحظ بداية الهدف الثاني.
الفيديو يوضح الأمر..
أخيرا لا يوجد ختام أفضل من تلك الكلمات "كرة القدم هي أفضل اختراع على وجه الأرض".