"ما نقدمه في المباريات الأخيرة لا يجعلنا سعداء" هكذا تحدث زين الدين زيدان بعد تعادل ريال مدريد مع لاس بالماس في الجولة 25 للدوري الإسباني.
خسارة أمام فالنسيا، انتصارات بشق الأنفس أمام أوساسونا وفياريال ونقطة أمام فريق جزر الكناريا بالطبع لن تجعل كل ما ينتمى للبيت الملكي سعيد، خصوصا وأن آداء الفريق لم يكن على المستوى المطلوب في تلك المباريات.
FilGoal.com يوضح ملامح مباراة ريال مدريد ولاس بالماس في السطور التالية..
زيدان وكروس وأزمة لاعب الدائرة
ثلاثي خط وسط لا يوجد به قاطع كرات أو لاعب يجيد الالتحام؛ يترتب عليه أن تستحوذ على الكرة وتقوم بتدوريها يمينا ويسارا، خصوصا وأن العناصر الموجودة في الملعب تستطع القيام بهذا الأمر.
لكن زيدان لم يفرق بين اختياراته في المباريات السابقة وبين اختياره لمباراة لاس بالماس صاحب ثاني أعلى معدل استحواذ على الكرة خلف برشلونة بـ57.2%.
سابقا كان يتواجد كاسيميرو أمام رباعي الدفاع، يضغط ويلتحم ويستخلص الكرة، وأمام لاس بالماس تواجد كروس الذي لا يجيد القيام بالأمور كما يقوم بها زميله البرازيلي.
الاختلاف المتواجد بين كاسيميرو وكروس كان يترتب عليه أن يستحوذ ريال مدريد على الكرة لأن اللاعب الألماني يجيد اللعب بهذه الطريقة، زيدان كان عليه أن يدافع كما يدافع جوارديولا باستحواذه على الكرة لتعويض عدم وجود قاطع كرات.؛ لكن زيدان قرر أن يستمر بنفس الطريقة التي يلعب بها الفريق في وجود كاسيميرو؛ لذا خسر ريال مدريد كل شئ في وسط الملعب لصالح لاس بالماس. فلم يستفد بتمريرات كروس ولم يعرف كيف يدافع.
عرض ممتع من لاس بالماس
"سيطرنا على الكرة ومجريات اللعب، قدما آداء رائع، هذا يدعو للفخر" كيكي سيتيين مدرب لاس بالماس بعد المباراة.
536 تمريرة قصيرة سيطر بها لاس بالماس على الكرة بفضل روكي ميسا وجوناثان فييرا وفيسنتي جوميز، بدقة تمرير 89%.
سيطرة لاس بالماس على الكرة كانت إيجابية للغاية، فهدد مرمى ريال مدريد، وخلق 13 فرصة للتسجيل.
التنظيم كان حليفا للاس بالماس أيضا، فخطوط الفريق كانت قريبة، والانتشار الجيد في الملعب سمح لهم بالاستحواذ على الكرة بنسبة بلغت 57%.
كذلك أجاد الفريق الكناري الهجوم المرتد واستغل المساحات التي وُجدت في ملعب ريال مدريد.
لكن أكثر ما كلف لاس بالماس نقاط المباراة كاملة هو تراجع الفريق للخلف على الرغم من عدم إيجادة الفريق اللعب الدفاعي وترك الكرة لريال مدريد في وقت كان يهاجم فيه الفريق الملكي بشراسة، دون أي خوف بحثت عن عودة في نتيجة اللقاء، فالخسارة بثلاثة أهداف في الدوري مثل الخسارة بعشرة أهداف - على الرغم أنه ستكون مهينة - إلا أنها خسارة بـ3 نقاط.
مشكلة موراتا المتمثلة في بنزيمة ورونالدو
يتجه دائما للأمام نحو مرمى الخصم، ينتظر الكرة في منطقة الجزاء للتسجيل. هكذا يكون موراتا أغلب الوقت في ريال مدريد.
طبيعية موراتا لا تجعله يظهر تفاهم وانسجام كبير مع كريستيانو رونالدو في أغلب المباريات خصوصا والتي يفتقد فيها ريال مدريد للكرة كما حدث مع لاس بالماس. مباراة إسبانيول مثلا كانت مثال ناجح لشراكة موراتا-رونالدو لأن ريال مدريد استحوذ على الكرة.
أمام لاس بالماس، فشل موراتا في الربط مع رونالدو والعودة لوسط الملعب لبناء الهجمة والتحرك لخلق المساحة لرونالدو كما يفعل المهاجم الأساسي بنزيما.
هذا يظهر في أرقام موراتا خلال اللقاء.
لم يخلق أي فرصة للتسجيل ولم ينجح كثيرا خارج منطقة الجزاء، على العكس داخل منطقة الجزاء.
إذا على زيدان التفكير في نوعية المهاجم المطلوب للفريق، فإذا كان يرغب في مهاجم يصنع اللعب فبنزيمة هو الأمثل، أما إذا كان يبحث عن آلة تسجيل أهداف فموراتا هو الأحق. وربما من الأفضل أن يغير زيدان أسلوب ريال مدريد الهجومي ويعتمد على موراتا ليستغل طاقته المنفجرة مؤخرا على أن يتواجد لاعب في خط الوسط يخلق الفرص ويصنع الأهداف ويمد الهجوم بالكرات بدل من قيام مهاجم الفريق الأساسي بهذا الأمر.
عشوائية الوسط والفراغ الذي تركه كاسيميرو
نجح لاعبو لاس بالماس في نقل الكرة واللعب المباشر على مرمى كايلور نافاس بسبب المساحات الموجودة في نص ملعب ريال مدريد.
المساحات الواسعة في خط وسط ريال مدريد كانت بسبب عشوائية تحركات ثلاثي الوسط. تداخل في الأدوار بين كوفاسيتش وكروس، فتارة يتمركز كروس على الدائرة وينطلق كوفاسيتش وتارة أخرى يحدث العكس. وإيسكو لا يعلم هل هو صانع ألعاب كلاسيكي يتواجد خلف موراتا أم لاعب وسط ثالث.
العشوائية تسببت في ترك ريال مدريد الكرة للاس بالماس، وهو ما لم يحدث في المباريات الأخيرة في الدوري التي كان يهاجم فيها الميرينجي، وترك الكرة للخصم في غياب كاسيميرو = العديد من المشاكل للفريق.
المباراة أثبتت قيمة كاسيميرو في ريال مدريد، فاختراق خط وسط الفريق في غيابه يكون سهلا للغاية.
خيسي رودريجيز ما قبل الإصابة
ظهر ناشئ ريال مدريد السابق بصورة رائعة للغاية في المباراة، واستغل عدم عودة بيل للمساندة الدفاعية مع كارفخال وشكل جبهة يسرى قوية للغاية للاس بالماس وهدد عن طريقها مرمى نافاس في العديد من المرات.
خيسي قدم عرضا في ملعب البيرنابيو ذكر الجماهير بما كان يقدمه قبل إصابته بقطع في الرباط الصليبي.
لكن على الرغم من الأداء الرائع وصناعته لفرصتين للتسجيل، إلا أن خيسي افتقد للمسة الأخيرة في ترجمة الفرص لأهداف، فصوب 6 تصويبات على المرمى المدريدي، تصدى نافاس لـ4 منها.