كتب : محمد يسري
يحمي دفاع ريال مدريد ويوفر الحماية لزملائه في الملعب، الكل يتغنى بما يفعله حيث يذكرهم بمكاليالي إنه كاسيميرو.
يقول مدرب ريال مدريد زين الدين زيدان عنه: تواجده في الملعب أضاف لنا التوازن في وسط الملعب".
التوازن الذي أضافه كاسيميرو لخط وسط ريال مدريد منذ مشاركته الموسم الماضي جعل الفريق أكثر قوة وصلابة في الشق الدفاعي، بسبب قدرته على قطع الكرات واستخلاصها من الخصم، وحرر لوكا مودريتش وتوني كروس من الأعباء الدفاعية.
خلال 1536 دقيقة في الموسم الماضي لعبها في 23 مباراة، نجح كاسيميرو في استخلاص الكرة 57 مرة واعتراض 45 تمريرة والفوز بـ43 صراع هوائي. أرقامه في الدوري تعكس صلابة صاحب القميص رقم 14.
وفي دوري الأبطال، استخلص الكرة 40 مرة، واعترض 39 تمريرة للخصم، وفاز بـ33 صراع هوائي في 17 مباراة فقط.
الحديث عن أن كاسيميرو –بعدنهاية الموسم- هو "مكاليلي الجديد" لم يكن لسان حال الجماهير المدريدية فقط، بل كان حديث الصحف أيضا، بعد تقرير لصحيفة "ماركا" الإسبانية.
تقرير الماركا أشار إلى أن كاسيميرو يقوم بما كان يقوم به كلود مكاليالي عندما كان لاعبا لريال مدريد في الفترة ما بين 2000 وحتى 2003، بالتكفل بالمهام الدفاعية مما يمنع تحمل العناصر الهجومية أي مهام دفاعية، فقط قطع الكرة والتمرير للأمام.
وهو ما أكده مكاليالي بنفسه عن فترته في ريال مدريد، فقال:"دوري هو قطع الكرة وتمريرها لزيدان".
كاسيميرو يقوم بهذا الدور أيضا، يستخلص الكرة –كما وضحنا في الأرقام السابقة- ويمررها، وهو ما تؤكده الأرقام بدقة 87% لتمريراته في الليجا و89% في دوري الأبطال.
لكن استخلاص الكرة وتمريرها للأمام لن يجدي نفعا هذا الموسم لأن أسلوب ريال مدريد في مواجهة خصومه اختلف.
ترك الكرة للخصم والتراجع للخلف والاعتماد على اللعب المرتد كان سمة ريال زيدان في الموسم الماضي، خصوصا في المباريات الكبرى كما حدث أمام برشلونة في كامب نو أو في نهائي دوري الأبطال أمام أتليتكو مدريد، بالحصول على نسبة الاستحواذ الأقل بـ44% أمام الفريق الكتالوني أو 45% أمام الأتلتي.
لذا كان كاسيميرو جيدا جدا في تلك الفترات، لقدرته على مقابلة الخصوم في مناطق ريال مدريد والتعامل معهم واستخلاص الكرة منهم.
لكن مع تغيير تلك الطريقة في الموسم الحالي أو بالأدق في الأربع مباريات الأخيرة لريال مدريد والتي شارك فيها أساسيا أصبح كاسيميرو يُشكل عبئا على الفريق.
العامل المشترك في المباريات الأربعة الأخيرة أمام: أوساسونا (في الدوري)، نابولي (دوري الأبطال)، فالنسيا وفياريال (في الدوري) كان استقبال ريال مدريد لهدف أولا مما يعني أن الفريق مطالب للهجوم للتعويض والعودة في النتيجة.
وهنا تظهر مشكلة كاسيميرو الكبرى: قلة الإبداع. البرازيلي لا يصنع فرصا للتسجيل ولا يمرر تمرير إيجابي.
الأرقام تستطيع إحصاء الفرص التي صنعها كاسيميرو في تلك المباريات، وكانت فرصة واحد فقط أمام نابولي في دوري الأبطال، لكنها لا تستطيع إحصاء التمرير الإيجابي من السلبي.
لكن ربما يساعدنا اتجاه تمريراته في المباريات على معرفة أن تمريرات كاسيميرو سلبية. *السهم الأسود يشير إلى اتجاه مرمى منافس ريال مدريد.
أمام أوساسونا، وبدقة تمريرات بلغت 79%، مرر كاسيميرو في هذه الاتجاهات.
وأمام نابولي، وبدقة تمريرات بلغت 89%.
وأمام فالنسيا، وبدقة تمريرات 92%.
وأمام فياريال، وبدقة تمريرات 83% خلال 58 دقيقة لعب فقط على ملعب لا سيراميكا.
حاجة ريال مدريد للهجوم والتحول السريع من الدفاع للوصول لمنطاق المنافس أظهرت الوجه الأخر من كاسيميرو، خصوصا وأن الفرق السابقة بالتحديد تراجعت للخلف بعد التسجيل وكانت تقوم بمناورات على مرمى نافاس على فترات متباعدة في مواقف لا يحتاج فيها الفريق مجهود كاسيميرو لقطع الكرة.
وبعيدا عن هذه المباريات، خلق كاسيميرو 3 فرص للتسجيل فقط هذا الموسم في الليجا، بجانب فرصة وحيدة خلال 270 دقيقة لعب في دوري أبطال أوروبا.
ويبدو أن السبب في تراجع إيجابية تمريرات كاسيميرو هو المدرب زيدان.
كاسيميرو خلق 18 فرصة للتسجيل في دوري الأبطال في الموسم الماضي خلال مبارياته الـ17! بالإضافة إلى 5 فرص خلال 8 مباريات مع بورتو أوروبيا موسم 2014-2015، أي أن البرازيلي قادر على صناعة اللعب وتقديم تمريرات حريرية لزملائه
أي أن كاسيميرو قادر على التمرير، لكن يبدو أن زيدان طلب منه الاكتفاء بالأدوار الدفاعية فقط دون أي أدوار هجومية، وتركها لتوني كروس.
وبمقارنة الموسم الحالي بالمنصرم، نجد أن كروس خلق 57 فرصة للتسجيل خلال 32 مباراة في الموسم الماضي، مقابل 55 فرصة للتسجيل خلال 19 مباراة في الموسم الحالي فقط.
وهذا يوضح أن المهام الهجومية لريال مدريد أصبحت موكلة بشكل أكبر لكروس ومودريتش مع مطالبة كاسيميرو بعدم التقدم كثيرا للأمام.