علي أبو طبل

كوارث كلوب وفاردي المتخصص في ملامح انتصار ليستر على ليفربول

يتعاطف معظم المتابعين مع المدير الفني الإيطالي كلاوديو رانييري بعد الطريقة التي رحل بها عن صفوف ليستر سيتي، ولكن في النهاية يبدو رحيله منطقيًا بعد سلسلة من النتائج المتراجعة وعدم تحقيق أي فوز في الدوري الإنجليزي خلال العام الجديد.
الثلاثاء، 28 فبراير 2017 - 03:17
جيمي فاردي

يتعاطف معظم المتابعين مع المدير الفني الإيطالي كلاوديو رانييري بعد الطريقة التي رحل بها عن صفوف ليستر سيتي، ولكن في النهاية يبدو رحيله منطقيًا بعد سلسلة من النتائج المتراجعة وعدم تحقيق أي فوز في الدوري الإنجليزي خلال العام الجديد.

رحل رانييري، وتولى "كريج شيكسبير" المهمة مؤقتًا، ليستفيق الثعالب ويحققوا فوزهم الأول في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا العام، بل ويسجلوا 3 أهداف كاملة بعد 6 مباريات كاملة منذ بداية العام لم يهزوا فيها شباك الخصوم.

استعاد ليستر سيتي شيئًا من روح الموسم الماضي، وبدا فريقًا مقاتلًا، ليتحقق نصر يحسن قليلًا من وضعية الفريق في جدول الترتيب، محققًا قفزة جيدة من المركز الـ18، المؤدي للهبوط إلى الشامبيونشيب والذي وصل إليه بعد نتائج السبت والأحد، إلى المركز 15، مستغلًا سقوط سوانزي سيتي وميدلزبره.

كيف أدى الثعالب في المباراة، وما هي الأخطاء التي وقع فيها كلوب؟.. نستعرض معكم في هذا التقرير أبرز ملامح مباراة الإثنين للجولة الـ26 من البريمرليج.

- هل كان رانييري بمثابة الجحيم؟

تتعجب حين ترى الفارق في أداء لاعبي حامل لقب البريمرليج على ملعب "كينج باور" أمام ليفربول، وتقارنه بأداء الفريق منذ بداية الموسم، وتحديدًا تلك المباريات الـ6 الأخيرة في الدوري.

فاردي يقاتل على كل كرة ويعود لما عهدناه عليه في الموسم الماضي. تألق غير عادي من كاسبر شمايكل الذي تصدى لأكثر من فرصة محققة للريدز. وسط الملعب يضغط على دفاعات ووسط ملعب ليفربول ويقدم أفضل مستوياته منذ بداية الموسم، ليهيمن على مجريات المباراة ويتفوق في النتيجة، والفكرة هنا أن التشكيل ثابت لم يتغير.

لتخرج فقاعة تحتوي ذلك التساؤل المهم. هل كان رانييري بمثابة الجحيم مؤخرًا بالنسبة للاعبي ليستر، وخططوا للتخلص منه كما يشيع في التقارير المسربة في الصحافة البريطانية؟

أم أنه مجرد حماس مؤقت وحُمى بداية مرحلة جديدة مع مدير فني جديد، وهو أمر عادة ما يحدث لأي نادي متراجع النتائج يشعد تغييرًا فنيًا في وسط الموسم.

على كل حال، هناك ما يشبه القاعدة في كرة القدم، تنص على أنه من السهل أن تتخلص من مدير فني في وسط الموسم على أن تتخلص من مجموعة من اللاعبين.

ربما كان رانييري ضحية تقاعس لاعبيه، ولكن جماهير الثعالب لن تنسى ما قدمه الرجل الإيطالي للنادي، وأبرزوا ذلك اليوم من خلال تشجيعهم وهتافهم بإسمه مع حلول الدقيقة 65 من عمر المباراة، وهو الرقم الذي يمثل نفس عدد سنوات العجوز الإيطالي.

السبت القادم سيكون موعد جديد لليستر سيتي عندما يستضيف هال سيتي في مواجهة مباشرة ضمن منافسات الهبوط. وستكون تحد حقيقي سيثبت من خلاله فاردي ورفاقه مدى قدرتهم على البقاء في البريمرليج من عدمه.

- كوارث كلوب

أن تتلقى 5 هزائم في البريمرليج هذا الموسم، وتكون تلك الهزائم أمام فريق مثل بيرنلي في بداية الموسم، وفرق مثل سوانزي سيتي وهال سيتي وبورنموث، وهي جميعها فرق تقع في منطقة التنافس على الهبوط أو تكاد تكون قريبة منها، ويتكرر الأمر اليوم أمام ليستر سيتي، المعروفة حالته بغض النظر عن كونه حامل اللقب، فالأمر يتعلق بوجود مشكلة في كيفية التعامل مع هذه المباريات.

منذ بداية المباراة، فقد رجال كلوب القدرة على الخروج بكرة سليمة ومنظمة من وسط الملعب للهجوم.

كوتينيو البعيد عن مستواه تمامًا منذ عودته من الإصابة قبل شهرين، وبغض النظر عن هدف حفظ ماء الوجه الذي أحرزه اليوم، ساهم في المستوى الباهت الذي ظهر به الريدز.

كذلك السنغالي ساديو ماني لم يكن في حالته المعتادة ولم يحصل على المساحات المناسبة ليستغل سرعته، بينما بدا فيرمينيو معزولًا.

الخطأ الأبرز كان الاستمرار في إشراك البرازيلي لوكاس ليفا كقلب للدفاع في ظل غياب الكرواتي ديجان لوفرين، عكس مركزه الأصلي. ومع وجود المساحات وسرعة جيمي فاردي خلالها وكذلك استغلال المهاجم الإنجليزي للكرات الطولية، ظهرت نقاط ضعف اللاعب البرازيلي سواء في سباقات السرعة مع فاردي أو من خلال الالتحامات المباشرة التي تفوق هداف الثعالب في أغلبها.

سجل فاردي الهدف الأول مستغلًا سرعته، بينما جاء الهدف الثالث من كرة عرضية اسكنها الشباك برأسه.

التبديلات حتى لم تصنع الفارق ولم تكن مفهومة. ألبيرتو مورينو لم يشكل إضافة كبيرة، وكذلك ديفوك أوريجي تأثر بحالة التوهان العامة في صفوف الفريق، أما التغيير الأغرب فكان الشاب بين وودبيرن، الذي لن يصنع الفارق بالتأكيد في 5 دقائق أخيرة من عمر مباراة بهذه الظروف.

- انتقاد حاد

جيمي كاراجر، مدافع ليفربول السابق، بدا غاضبًا بين شوطي المباراة من المستوى الذي ظهر عليه الفريق، وطرح تساؤلًا حول مدى جدوى المعسكر الذي حصل عليه الفريق خلال الأسبوعين الماضيين في إسبانيا، استغلالًا لفترة التوقف.

تساءل جاري نيفيل، زميله في استوديو التحليل عن ما فعله اللاعبين خلال الأسبوعين، فأجاب كاراجر غاضبًا: "يشربون".

بالتأكيد كاراجر يعلم من الكواليس عن حقيقة ما حدث في ذلك المعسكر، والذي يبدو فعليًا أنه لم يكن مفيدًا على الإطلاق للفريق، بل عادوا منه بتراجع حاد في المستوى.

- فاردي بالتخصص

يبدو أن مباراة ليفربول دائمًا ما تكون تميمة حظ لمهاجم ليستر الأبرز.

5 أهداف من آخر 6 سجلها الثعالب في شباك الريدز كانت بإمضاء فاردي.

كذلك لم يسجل فاردي هذا الموسم سوى 7 أهداف في البريمرليج، 3 منهم كانوا في شباك ليفربول بهدفيه اليوم.

ليكون فاردي بمثابة صاحب علامة دائمة في آخر المواجهات أمام الريدز في الموسمين الأخيرين.

وقد جاءت هذه المباراة في الوقت المناسب، لينتهي صيام فاردي عن التهديف في البريمرليج، والذي استمرار لمدة 637 دقيقة.

عودة فاردي لمستواه قد تشكل علامة فارقة فيما تبقى من موسم ليستر.