ما هي "زينوفوبيا" التي تتحد ضدها كرة القدم في إفريقيا.. وكيف تؤثر على بيليات
السبت، 25 فبراير 2017 - 21:07
كتب : أمير عبد الحليم
"كرة القدم ضد زينوفوبيا".. حرب جديدة تدخلها كرة القدم في إفريقيا ضد العنصرية، ولكن هذه المرة ضد العنصرية داخل القارة نفسها وليس ضد نجومها المحترفين.
"زينوفوبيا" هو مصطلح يطلق على الخوف من الأجانب، وهذا ما يتحد ضده عناصر كرة القدم في إفريقيا الآن، بعد وقوع هجمات عنيفة ضد المهاجرين في جنوب إفريقيا خلال الأسبوع الماضي.
هذه ليست المرة الأولى التي تعاني فيها جنوب إفريقيا من مثل هذه الحالات، فأقوى أحداث العنف التي وقعت ضد الأجانب كانت في 2008 ووقتها قتل أكثر من 60 شخصا في هجمات لمواطنين محليين استهدفت أفارقة أجانب، وفي 2015 حين لقي سبعة أشخاص مصرعهم.
الأزمة بدأت هذا الأسبوع في جنوب إفريقيا، عندما بدأ محتجون في القيام بمظاهرات تطالب بطرد الأجانب من الدولة.
وخرج معظم هذه المظاهرات في العاصمة "بريتوريا" التي شهدت أحداث عنف بعد تدخل الشرطة لفضها بالقوة. بعد أن نظمت مجموعة سمت نفسها "المواطنون المهتمون بماميلودي" مسيرة ضد المهاجرين الأفارقة في جنوب إفريقيا، وردا عليها هاجمها عدد من الأجانب.
المتظاهرون زعموا أن المهاجرين هم المسؤولين عن ارتكاب الجرائم في جنوب إفريقيا، كما أنهم من أسباب البطالة.
المواجهة استمرت حيث تعرضت أعداد من بيوت الأجانب لهجوم من مجهولين، بالإضافة إلى أعمال نهب وسرقة لمحلات تجارية يملكها نيجيريون وباكستانيون وغيرهم، وألقت الشرطة القبض على أكثر من 137 شخصا بسبب الأحداث.
وقبلها هاجم عمدة مدينة جوهانسبرج هيرمان ماشابا المهاجرين غير الشرعيين في البلاد في ديسمبر الماضي، وحملهم مسؤولية الجرائم والبطالة وطالبهم بمغادرة المدينة.
في نيجيريا، وردا على الهجوم ضد المهاجرين في جنوب إفريقيا. قام محتجون بالهجوم على مكتب تابع لشركة "MTN" الجنوب إفريقية في العاصمة أبوجا.
الأمر استدعى تدخل الرئيس جاكوب زوما الذي طالب بعدم تسمية الهجمات بـ"زينوفوبيا".
وقال زوما: "أعتقد أننا نحب استخدام عبارات في جنوب إفريقيا تسبب تصورات لا داع لها، نحن لا نعاني من زينوفوبيا، هذه ليست المرة الأولى التي نعيش فيها مع الأجانب في جنوب إفريقيا".
دور كرة القدم
أطلق فيكيلي مبالولا وزير الرياضة في جنوب إفريقيا هاشتاج FootballAgainstXenophobia# ليشارك فيه كل عناصر اللعبة للتنديد ضد الهجوم على الأجانب في بلاده.
ونشر مبالولا بيانا رسميا طالب فيه باسترجاع نجاح جنوب إفريقيا في تنظيم مونديال 2010 لتجاوز الأزمة.
وقال: "مجتمع كرة القدم في إفريقيا يتحد اليوم لإدانة كل أعمال الكراهية ضد الأجانب في جنوب إفريقيا وفي كل القارة".
وتابع "الاستضافة الناجحة لكأس العالم 2010 ستظل دائما تمثل نموذجا للاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في إفريقيا، وستظل دائما كرة القدم مرآة لجوانب المجتمع وعاملا قويا للتغيير. ولذلك نرحب بكل لاعبي كرة القدم والإداريين والمشجعين للانضمام لنا في الهاشتاج وأن يصبحوا جزء من التغيير الإيجابي".
دعوة وزير الرياضة الجنوب إفريقي وجدت ترحيبا كبيرا من مسؤولين عن اللعبة في دول إفريقية وإعلاميين، لينتشر FootballAgainstXenophobia#.
السؤال الآن، هل تؤثر الأحداث على الكرة في جنوب إفريقيا؟
يضم الدوري الجنوب إفريقي الممتاز 16 فريقا، يلعب 94 لاعبا أجنبيا بين صفوفهم ويمثلون نسبة 16.5% من لاعبي المسابقة.
مدينة بريتوريا التي تشهد أغلب أحداث العنف لديها ممثلان في الدوري الممتاز هما سوبر سبورت وماميلودي صن داونز حامل اللقب.
أكثر اللاعبين الأجانب في جنوب إفريقيا من زيمبابوي التي يمثلها 22 لاعبا على رأسهم خاما بيليات نجم ماميلودي صن داونز، مع 11 لاعبا من خارج قارة إفريقيا.
ماميلودي صن داونز حامل لقب الدوري ودوري أبطال إفريقيا هو أكثر من يضم لاعبين أجانب بين فرق الدوري، بعشرة لاعبين، ويعرف المصريون أبرزهم الزيمبابوي خاما بيليات والكولومبي ليوناردو كاسترو والإيفواري يانيك زاكري.
ويوجد 7 أجانب ضمن صفوف فريق بيدفيست ويتس متصدر الدوري حاليا الذي يستعد لمواجهة الأهلي في دور الـ32 من دوري أبطال إفريقيا.
وحتى الآن، لم تطل الأزمة الدوري الجنوب إفريقي، فقمة المسابقة بين ماميلودي صن داونز وبيدفيست ويتس أقيمت اليوم السبت، وشهدت مشاركة اللاعبين الأجانب بشكل عادي.