كتب : محمد يسري
الأصدقاء في الحي يذهبون للمدرسة لدراسة المواد المقرره عليهم في المرحلة الإعدادية و"جيجيو" يذهب لسان سيرو لحماية شباك ميلان من أهداف الخصم.
25 فبراير 207، يحتفل جيانوليجي دوناروما بعيد ميلاده الـ18، بتألق مع ميلان جعل مدربه الحالي فينشينزو مونتيلا يرى أن سيحقق الكرة الذهبية في يوم من الأيام.
وُلد دوناروما في "كاستيماري دي ستابيا" بمقاطعة نابولي، لكنه كان مشجعا لميلان منذ الطفولة، حيث يلعب أخاه الأكبر بـ 7 سنوات "أنطونيو"، الذي حمى عرين ناشئين الروسونيري منذ 2005 وحتى 2010.
بعمر الـ4 سنوات دخل "جيانوليجي" ملعب كرة قدم لأول مرة مع عمه، ليلتحق بإحدى أكاديميات كرة القدم بنابولي وهناك وقف ليحرس مرمى فريق الأكاديمية.
يتذكر دوناروما تلك اللحظة، فيقول: "أمسك عمي بيدي وأدخلني لملعب الأكاديمية في كاستيماري، كنت في الرابعة من عمري لكنه لاحظ موهبتي، وأضاف لدي الشغف لتلك اللعبة، وقفت بين القائمين والعارضة، وبدأت رحلتي".
في الحادية عشرة من عمره، بدأ "جيانوليجي" في المشاركة مع فرق الناشئين في الأكاديمية والتنافس في المسابقات المحلية، وبسبب طول قامته كان تظن الفرق الأخرى أنه مراهق في منتصف عقده الثاني، مما جعل والدته، السيدة مارلينا دوناروما، تذهب وراء فريقه حاملة شهادة ميلاد صغيرها، لإثبات عمره.
موهبة دوناروما لفتت نظر الأندية إليه، وفي موسم 2013-2014 وفي الرابعة عشرة من عمره انتقل لميلان مقابل 250 ألف يورو فقط.
ويوضح دوناروما لماذا اختار ميلان دون عن باقي أندية الدوري الإيطالي، بقوله: "في الثالثة عشرة أتت لي العديد من العروض، منها نادي إنتر، لكنني فضلت الذهاب لميلان؛ بسبب تواجد أخي أنطونيو هُناك وبسبب تشجيعي للفريق".
لا ينكر دوناروما فضل مدربه إرنيستو فيريرا الذي تولى تدريبه في نابولي، حيث يرى أنه كان السبب في تطويره بسبب أساليب فيريرا في التدريب.
5 مباريات مع فريق "بريمافيرا بي" كانت كافية لتصعيده للفريق الأول بأمر من مدرب ميلان في ذلك الوقت، فيليبو إنزاجي، حيث ضمه لقائمة الفريق وجلس على مقاعد البدلاء في مباراة تشيزينا في 22 فبراير 2015، أي قبل عيد ميلاده السادس عشر بثلاثة أيام.
رحل إنزاجي عن تدريب ميلان وجاء سينسا ميهيلوفيتش، ولم يعد دوناروما إلى صفوف الناشئين، بل ذهب مع الفريق إلى الصين لخوض فترة الإعداد الصيفية، وأمام ريال مدريد شارك دوناروما وديا وأظهر جودة عالية وتصدى لركلة جزاء من توني كروس.
أداء "جيانوليجي" جعله يستمر مع الفريق الأول كحارس ثالث خلف الحارس الإسباني دييجو لوبيز والحارس الإيطالي المخضرم كريستيان أبياتي، لكن مع تراجع مستوى لوبيز وتقدم عمر أبياتي، قرر ميهيلوفيتش الدفع به أساسيا أمام ساسولو في الدوري الإيطالي.
يقول دوناروما: "بعد المران الفريق الأخير ليلة المباراة، اجتمع بي المدرب في غرفة خلع الملابس وأبلغي قراره".
"لم أتفهم في بداية الأمر ماذا حدث، اختلطت مشاعري بين الفرحة والقلق؛ لكنني احتفظت بتلك المشاعر بداخلي، وتحدثت مباشرة مع أبي وأمي ليأتيا من كاستيماري لمشاهدتي".
الجميع كان يتوقع مشاركة دوناروما سريعا مع الفريق الأول بسبب موهبته وجودته، لكنهم لم يتوقعوا أن يشارك بهذه السرعة، وأن يكون أصغر حارس مرمى يشارك في الدوري الإيطالي بـ16 عاما و242 يوما ليكون ثان أصغر حارس يشارك في الدوري الإيطالي جيوسبي ساكي الذي لعب مباراته الأولى في الكالشيو بـ16عاما و229 يوما.
أي أن دوناروما خاض مباراته الأولى وهو أكبر من ساكي بـ13 يوما فقط.
بمشاركة دوناروما استطاع ميلان أن يحقق انتصاره الأول بهدفين مقابل هدف بعد هزيمتين وتعادل في الدوري.
الطريف أن تاريخ مشاركة ساكي كان نفس تاريخ مشاركة دوناروما مع ميلان، 25 أكتوبر. الفارق أن دوناروما لعب عام 2015، وساكي لعب عام 1942.
أداء دوناروما في المباراة أمام ساسولو جعله يستمر في حراسة مرمى ميلان، وحافظ على نظافة شباكه في المباراة الثانية له في الدوري أمام فريق كييفو فيرونا.
في موسمه الأول شارك دوناروما في 30 مباراة مع ميلان ونجح في الحفاظ على نظافة شباكه في 11 مباراة واستقبل 29 هدفا فقط؛ ليضمه أنطونيو كونتي لقائمة المنتخب الإيطالي المبدئية للمشاركة في بطولة أمم أوروبا 2016؛ لكنه استُبعد من القائمة النهائية.
وبعد اليورو ورحيل كونتي، عاد دوناروما للمنتخب الإيطالي بعدما ضمه جيامبيرو فينتورا للمشاركة أمام فرنسا وديا.
لم يكن يتخيل دوناروما أن يشارك في مباراته الأولى الدولية بديلا لمثله الأعلى بوفون. فقبل اللقاء الأول بين دوناروما وبوفون في 21 نوفمبر 2015، قال دوناروما أنه يتمنى أن يسير على نهج بوفون، مثله الأعلى، وأن يحظى بمسيرة كروية مثل مسيرته.
دوناروما شارك في الشوط الثاني أمام فرنسا بدلا من بوفون واستقبل هدفا وخسرت إيطاليا 3-1، لكنه مع ذلك شكر فينتورا على اختياره للعب المباراة وبداية مسيرته الدولية.
ويقول دوناروما عن هذه المشاركة: "بوفون قال لي كن هادئا للغاية، افعل ما تفعله دائما في الملعب واستمتع به".
مشاركة دوناروما جعلته أصغر لاعب يشارك مع المنتخب الإيطالي، بـ17 عاما و189 يوما، ليكون زملاءه في الحي يذهبون للدراسة وهو يذهب لحماية عرين ميلان وإيطاليا معا.
لكن ذهاب للتدريبات ميلان وإيطاليا دائما ما كانت تسبب مشاكل طريفة لدوناروما، فقواعد القيادة في أوروبا لا تسمح لمن هم دون 18 عاما بسياقة السيارات لصغر سنهم لذا كان يستخدم التاكسي أو سائق خاص للوصول لميلانيلو مقر تدريبات فريقه.
لكن تلك المشكلة لن تواجه "جيجيو" من الآن فصاعدا، وسيستمتع بقيادة سيارته الخاصة دون الحاجة لسائق خاص.