كتب : مصطفى عصام
يبدو أنه أخطأ من ظن أن الثعالب بقيادة العجوز كلاديو رانييري سيكملوا بنفس الحماس المشوار في الدوري الإنجليزي هذا الموسم، فبعد مفاجأة الموسم الماضي و التي صنفها البعض بالمعجزة، إلا أن الفريق حالياً يقبع بالترتيب 17 برصيد 21 نقطة، و لا يفصله سوى نقطة واحدة فقط عن مراكز الهبوط التي تشهد تزاحمًا بين هال سيتي، كريستال بالاس و سندرلاند.
الثعالب أبناء مدينة ليستر على أستاد الأمجاد "The king Power Stadium" الذي حل كاسم بديلا لإستاد "Walkers" الشهير عام 2002، كادوا أن يكونوا أول فريق إنجليزي يحقق العلامة الكاملة في تاريخ دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا كإنجاز أخر يضاف لحصيلة أبناء مدرسة ويجستون الشهيرة بعد ثلاث إنتصارات مدوية على صاحب التاريخ الطويل بورتو، إف سي كوبنهاجن و كلوب بروج ذهابا و إيابا، قبل التعادل مع كوبنهاجن سلبيا و إنتصار على كلوب بروج و خسارة مدوية من بورتو على ملعب التنانين الزرقاء بخماسية نظيفة.
رفقاء رانييري يدخلون اليوم في موقف ضعف أمام أشبيلية حديث العالم تحت قيادة سامباولي، لا يقفون على أرض صلبة لإهتزاز النتائج بشدة و يواجهون موقفا صعبا اليوم على ملعب رامون سانشيز بيزخوان الأندلسي.
ليستر لم يكن طرف الإعجاز الوحيد في تاريخ اللعبة، سبقه العديد من الأندية و التي سيستعرضها لكم FilGoal.com على سبيل المثال لا الحصر، لنرى ماذا فعلت تلك الأندية في موسم ما بعد الإنجاز.
- هيلاس فيرونا.. تخبط ثم سقوط
لم يكن يدري أصحاب القمصان الصفراء و الزرقاء أبناء مدينة فيرونا بأن كرة القدم ستختارهم ليكملوا أسطورة المدينة الحالمة بعد تقديم المدينة مسرحاً لأحداث روميو و جوليت، أبناء مدينة فيرونا فازوا بلقب الإسكوديتو الوحيد في تاريخهم غير الحافل بالإنجازات سوى مرة واحدة فقط، الفريق الإيطالي حقق نتائج مبهرة عند صعوده للدوري الإيطالي مجددا عام 1982-1983 حين حقق المركز الرابع و موسم 1983-1984 حين حقق المركز السادس، قبل أن يبلغ القمة موسم 1984-1985 وسط صراع صعب مع تورينو، إنتر ميلان، سامبدوريا، إيه سي ميلان و يوفنتوس.
فيرونا بقيادة الإيطالي أوسفالدو باجنولي وقتها استقدم صفقتي الموسم، بشراء لاعب الارتكاز الألماني هانز بيتر بريجل نجم منتخب ألمانيا و كايزر سلاوترن الألماني (أحد أطراف المعجزة لاحقا) و الدنماركي ألكاير من لوكيرين البلجيكي التي لعبت أهدافه القاتلة في يوفنتوس و تورينو و ميلان دورا حاسما بتتويج الفريق بالبطولة.
بالإضافة للحارس العملاق كلاوديو جاريلا (صاحب تكنيك مدرسة حراسة المرمى في التصدي بالقدم أكثر من إستخدام اليدين).
هداف الفريق هذا الموسم الإيطالي جويسبي جالدريزي سرق الأضواء من ميشيل بلاتيني أسطورة فرنسا و أفضل لاعب في أوروبا و المتوج بالكرة الذهبية لعام 1984، و لكنه لم يفلح في خطف لقب الهداف منه، ليكون الثلاثي (جالدريزي- ألكاير- بريجل) أشبه بثلاثية (فاردي- محرز- كانتي).
لاعبو فريق الشمال الإيطالي، أنهيا الموسم التالي1985-1986 في المركز العاشر بفارق خمس نقاط عن بياتزا أول الهابطين و بفارق أربع نقاط فقط عن إنتر ميلان أخر المتأهلين لمسابقة كأس الإتحاد الأوروبي.
فيرونا في مغامرتهم الأوروبية وقتها جاءت نتائجهم مخيبة للأمال، فبعد تخطي باوك اليوناني بمجموع المباراتين 5-2 في الدور الأول من المسابقة، ثأر منه يوفنتوس لإيطاليا كلها في الدور الثاني من نفس المسابقة حين أقصاه بعد التعادل سلبا بفيرونا و الخسارة بثنائية بلاتيني و سيرينا، قبل أن يلقي اليوفنتوس نفس المصير و يخرج في ربع النهائي أمام برشلونة الأسباني.
هيلاس تأرجحت مراكزه بين الرابع ثم العاشر و الحادي عشر بعد ذلك، قبل أن يهبط للسيريا بي موسم 1989-1990 و يعود بعد غياب 12 عاما للسيريا إيه عام 2002.
هيلاس فيرونا بعد إنتهاء مغامرته، سلم راية الإعجاز بعام لفريق ألماني مدربه طُرد من مصر.
فاقرأ التالي..
- كايزر سلاوترن يقهر بايرن "هاينكس" في أوائل التسعينات بتجربة مصرية..!!
في مصر عام 1988 قدم مدرب ألماني إلى مصر يُدعى هانز فيلد كامب لتدريب فريق الإسماعيلي، حقق نتائج مميزة، و لكن أتهمه الجميع بالجنون نظرا لتدريباته البدنية القاسية للفريق حافيا على شطوط القنال و هضبة أم مريم، و كذلك خدعة اللعب بالحارس سعفان الصغير كلاعب وسط ملعب مهاجم، و اتهامات الصحافة بأنه يخالف التقاليد و الأعراف بسبب عمل زوجته كمدلكة بالفريق.
"فيلد كامب.. من إتهام بالجنون في مصر.. إلى بطل الدوري الألماني": فبعد إنجاز الفريق بالحصول على المركز الرابع عامي 1981 و 1982، ساءت نتائج الفريق بشدة في فترة الثمانينات لدرجة إقترابه من مراكز الهبوط أكثر من مرة أو إحتلاله قاع الجدول، و هو مركز لا يتناسب مع عراقة الفريق الذي امتد عمره وقتها لأكثر من ثمانين عاما.
أتى هانز فيلد كامب قادما من تجربة محبطة من مصر بعد الطرد من نادي الإسماعيلي، لتدريب فريق مدينة كايزر سلاوترن القابع في المركز ال12 الموسم السابق له، و بعد الخروج من كأس أبطال أوروبا بعد الخسارة من سامبدوريا الإيطالي ذهابا و إيابا بهدفين لهدف، لتدريب الفريق في أول دوري ألماني موحد بعد سقوط سور برلين و فوز ألمانيا بلقب كأس العالم بإيطاليا 1990.
اقتنص سلاوترن في مفاجأة لم تكن في الحسبان لقب البوندزليجا بعد صراع شرس مع بايرن ميونخ بقيادة يوب هاينكس الشاب بفارق 3 نقاط فقط، بل و رغم الخسارة برباعية نظيفة بالدور الأول قبل أن يفوز في قلب اليانز أرينا بثلاثية لهدف، و كذلك الفوز على هامبورج و شتوتجارت و فيردر بريمن أطراف صراع المقدمة.
.
وقتها الإسماعيلي بمصر قدم المفاجأة أيضا و تخطى الأهلي و الزمالك و لم يكن مرشحا سوى للهبوط و فاز بنفس السنة بالدوري المصري عام 1990-1991 مع شحتة و علي أبو جريشة.
الفريق وقتها بنجوم شابة مثل الأمريكي توماس دوللي و هداف الفريق ستيفان كونتز و الألماني توماس ريختر و المدافع اليوغسلافي الصلب توماس كالديش لم يستطعا الصمود كثيرا في منافسات دوري أبطال أوروبا حيث خرجا من الدور الثاني من الباب الضيق بعد الخسارة ذهابا في إسبانيا بهدفين و الفوز بالأراضي الألمانية بثلاثية لهدف.
في الموسم التالي حقق الفريق المركز الخامس بفارق سبع نقاط عن البطل شتوتجارت ليلحق بأولى مقاعد اليويفا و لكنه قدم مسيرة متميزة أوروبيا بعد تخطي شيفيلد وينزداي في الدور الثاني 5-3 بمجموع المباراتين قبل الخسارة أمام أياكس بثلاثية مذلة ذهابا و إيابا..!
وصل كايزر سلاوترن لأحسن مركز له عام 1993-1994 ثانيا بعد البايرن بفارق نقطة وحيدة، قبل أن يقدم المفاجأة الحزينة و يحل سادسا الموسم التالي، و يصل لأسوأ مرحلة للفريق بالهبوط موسم 1995-1996 لدوري الدرجة الثانية.
- بلاكبيرن روفرز و لقب لم يكن في الحسبان!
حقق بلاكبيرن المركز الرابع في الموسم الأول للفريق في الدوري الممتاز , ومركز الوصيف في الموسم التالي بفارق ثماني نقاط عن البطل مانشيستر يونايتد , وفي موسم 94/95 حقق الفريق إنجازه الأهم بالفوز بلقب الدوري الممتاز .
موسم 94/95 , موسم التتويج باللقب :
بدأ بلاكبيرن الموسم بشكل مُحبط حيث ودع الفريق بطولة دوري أبطال أوروبا من الدور الأول , كما ودع كاس انجلترا و كأس الرابطة أمام ليفربول و نيوكاسل على الترتيب , إلا أن هذا الأمر كان له الأثر الأكبر في تركيز الفريق على تحقيق بطولة الدوري الممتاز.
استهل بلاكبيرن مباريات الموسم بخسارة نقطتين أمام ساوثهامبتون بعد التعادل الإيجابي بهدف لكل فريق، قبل أن يحقق فوزه الأول على ليستر سيتي بثلاثية, قبل أن يتعادل سلبياً مع أرسنال, وجاءت الخساراة الأقصى في الدور الأول أمام المُنافس وحامل اللقب مانشيستر يونايتد بأربعة أهداف مقابل هدفين على إيوود بارك – ملعب بلاكبيرن – ليستفيق الفريق بعدها ويستمر في حصد النقاط حتى وصل للجولة الأخيرة من البطولة مُتصدراً جدول الترتيب بفارق نقطتين عن مانشيستر يونايتد صاحب المركز الثاني.
الجولة الأخيرة:
لم يكن فارق الأهداف مع مانشيستر يونايتد في صالح بلاكبيرن – المٌتقدم بفارق نقطتين – قبل مواجهة ليفربول في الجولة 42 والأخيرة من البطولة ( في الرابع عشر من مايو 1995) , حيث احتاج بلاكبيرن للفوز أو التعادل على أقل تقدير لتحقيق لقب طال إنتظاره منذ عام 1914 دون النظر لنتيجة مباراة مانشيستر يونايتد أمام ويست هام.
إلا أن ما حدث لم يكن في الحُسبان , حيث استطاع الفريق السابق للمدرب كيني داجليش تحقيق الفوز على بلاكبيرن بهدفين مقابل هدف واحد , ليظن اللاعبون أن أملهم في البطولة قد تبخر في الجولة الأخيرة , قبل أن تأتيهم اخبار تعثر مانشيستر يونايتد وتعادله مع ويست هام بهدف لكل فريق , ليفوز بلاكبيرن روفرز بلقب الدوري للمرة الأولى منذ 81 عام بفارق نقطة وحيدة عن مانشيستر يونايتد.
في ذلك الموسم حصد آلان شيرر الحذاء الذهبي كهدّاف الدوري حيث أحرز 34 هدف, كما تم إختياره للفوز بجائزة لاعب العام, كذلك حصل كيني داجليش على لقب مدرب العام, وضم التشكيل المثالي للدوري الإنجليزي أربعة لاعبين من بلاكبيرن هم: تيم شيرويد, آلان شيرر, جرايم لي ساوكس, و كولن هيندري.
وماذا بعد التتويج ؟!
بعد تحقيق لقب الدوري الممتاز تولى كيني داجليش منصب المدير الرياضي للنادي تاركاً مهمة الإدارة الفنية للفريق لمساعده راي هارفورد, حقق الفريق نتائج مخيبة خلال النصف الأول من الموسم كان أثقلها الهزيمة أمام كوفينتري سيتي 5-0 واحتل الفريق المركز الثامن مع نهاية الدور الأول, تحسنت نتائج الفريق في الدور الثاني ولم يخسر الفريق سوى خمس مباريات إلا أنه فقد فرصة المنافسة على مركز مؤهل لدوري أبطال أوروبا واختتم الموسم في المركز السابع.
كذلك خرج الفريق من بطولة دوري أبطال أوروبا من دور المجموعات بعد أن حصد أربع نقاط فقط .
وانتهى الموسم الكارثي ببيع عقد نجم الفريق الأول وهدّافه آلان شيرر لنادي نيوكاسل في صفقة قياسية بلغت 15 مليون باوند.
استمرت معاناة الفريق على مدار الموسمين التاليين حتى هبط لدوري الدرجة الأولي موسم 98/99.
فهل يسلك ليستر نفس طريق المعاناة اليوم، و يكمل الخروج الأوروبي كالمعتاد لفرق المفاجأة و يستمر تخبطه محليا؟