كتب : علي أبو طبل | الأربعاء، 22 فبراير 2017 - 11:02
"افتكاسات خططية" وأرقام خاصة في ملامح فوز سيتي على موناكو
لم يبخل ناديا مانشستر سيتي الإنجليزي وموناكو الفرنسي على متابعي دوري أبطال أوروبا، ليقدما سهرة كروية مثيرة انتهت بفوز الفريق الإنجليزي بـ5 أهداف مقابل 3 للضيف الفرنسي على ملعب الاتحاد، لتكون الهزيمة الرابعة فقط لموناكو من أصل 17 مواجهة خاضها أوروبيا ضد الإنجليز.
مباراة شهدت تقلبات درامية في الكثير من لحظاتها، لتدخل تاريخ المباريات الإقصائية في دوري أبطال أوروبا كونها أكثر مباراة شهدت تسجيل أهداف من الطرفين منذ مباراة ليون الفرنسي وفيردر بريمن الألماني في 2005، والتي انتهت بتفوق الفريق الفرنسي بـ 7 أهداف مقابل هدفين.
كما أصبحت تلك المباراة هي أكثر المباريات تهديفا في مرحلة الذهاب لإحدى الأدوار الإقصائية لدوري أبطال أوروبا.
ونستعرض لكم أبرز الملامح لهذه السهرة الكروية الممتعة.
- افتكاسات خططية
لم تخل تشكيلة المديرين الفنيين، بيب جوارديولا وليوناردو جارديم، من بعض "الافتكسات" واستعمال اللاعبين في مراكز غير مراكزهم الأصلية.
المدير الفني البرتغالي قرر استعمال البرازيلي فابينيو، وهو في الأصل ظهير أيمن، في مركز لاعب الارتكاز ليستفيد من صلابته الدفاعية وليكون عونا لبلال سيديبي في الجبهة اليمنى، وهو الأمر الذي ربما تكرر أكثر من مرة خلال هذا الموسم في مباريات الفريق الفرنسي.
أما بيب جوارديولا فقرر إشراك فيرناندينيو في مركز الظهير الأيمن للاستفادة كذلك من صلابته الدفاعية وايقاف خطورة الجبهة اليُسرى لفريق موناكو، وهو الأمر الذي قام بتعديله خلال الشوط الثاني بإشراك بابلو زاباليتا في مركزه الأصلي.
- هشاشة دفاعية
كمشاهد، قد تستمتع بكثرة الفرص وغزارة الأهداف خلال تلك المباراة، ولكن بالتأكيد لا تستطيع إنكار أن هذا العدد من الأهداف والفرص المحققة هو نتيجة لضعف خطوط الدفاع، والاندفاع الهجومي الكبير.
ربما قد تكون من المرات النادرة في مثل تلك الظروف أن يكون للفريق المنافس لمانشستر سيتي محاولات على المرمى أكثر منه. فقد سدد موناكو 15 تسديدة على المرمى مقابل 8 لسيتي، بينما تساوى الفريقان في عدد الكرات التي جاءت بين الخشبات الثلاث، بواقع 6 محاولات لكل فريق.
الأمر ينجح في مختلف المسابقات مع موناكو الذي أثبت قوته الهجومية ليصبح أفضل فريق أوروبي تهديفيا هذا الموسم في مختلف البطولات بواقع 111 هدفا، ولكن من خلال متابعتنا لموسم مانشستر سيتي المحلي، فعند مواجهته لأي خصم منظم ومتماسك دفاعيا، فإنه يعاني بشكل كبير.
من واقع نتيجة مباراة الذهاب، فإن موناكو سيكون ما بين مطرقة الرغبة في التسجيل من أجل تعويض الفارق والتأهل، وسندان الرغبة في الحذر من أجل عدم تلقي أي أهداف على ملعبه قد تزيد من صعوبة المهمة.
- نقطة ضعف
كلا الفريقان لديه نقاط ضعف قاتلة، تتسبب بشكل مباشر في أهداف.
نلاحظ في الهدف الثالث وكذلك الرابع لمانشستر سيتي أنهما قد تم احرازهما من ركلات ركنية شهدت ضعفا في التمركز الدفاعي للاعبي الفريق الفرنسي، وهي نقطة ضعف كبير لدى الفريق الفرنسي الذي تلقى 4 أهداف من أصل آخر 7 هزت شباكه في مختلف البطولات من ركلات ركنية.
بينما ما زال الفريق الإنجليزي يعاني من فقدان الكرة في وسط ملعبه وارتدادها مباشرة بهدف، وهو ما حدث في الهدف الأول لراداميل فالكاو.
كذلك الهدف الثاني لموناكو جاء من ارتداد سريع، وهو أمر يمثل نقطة ضعف كبيرة في دفاعات مانشستر سيتي التي لا تتمركز بشكل سليم، وهو كذلك ما تكرر في الهدف الثالث لموناكو، وساهم فيه أيضا الالتحام الضعيف للمدافع الشاب جون ستونز، قبل أن ينهيها راداميل فالكاو بشكل أكثر من رائع في شباك سيتي.
لكن المدافع الإنجليزي الشاب أبى أن تنتهي السهرة بخطأ منه، ليسجل الهدف الرابع لفريقه فيما بعد، وهو هدفه الأوروبي الأول في مسيرته.
- أرقام خاصة
سهرة كروية بهذا الكم من الأهداف لا بد وأن تشهد تسجيلا لبعض الأرقام الخاصة للاعبين.
سيرجيو أجويرو الذي أحرز هدفين لسيتي أصبح رصيده من الأهداف الأوروبية 277 هدفا، ليعادل رقم البرازيلي ريفالدو كثالث أفضل هداف أمريكي جنوبي في دوري أبطال أوروبا، خلف كل من ليونيل ميسي -93 هدفا-، وريكاردو كاكا -30 هدفا-
وقد يكون أجويرو بعيدا عن هز عرش رقم مواطنه ميسي، ولكن إمكانية كسر رقم كاكا في المتناول.
كذلك النمر الكولومبي راداميل فالكاو، والذي يقضي موسما رائعا مع موناكو، أصبح رصيده من الأهداف الأوروبية 44 هدفا خلال 48 مباراة أوروبية شارك بها، ليصبح صاحب أكبر معدل تهديفي في تاريخ البطولة.
إلا أن فالكاو خرج من هذه الليلة برقم سلبي بإضاعته لثاني ركلة جزاء له في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم من أصل 2 قام بتنفيذهما، وهو الأمر الذي منح أفضلية في اللحظة نفسها لويلي كاباليرو، حارس مرمى مانشستر سيتي، والذي تصدي لـ3 من آخر 4 ركلات جزاء نُفذت عليه في كل البطولات هذا الموسم.
أما المهاجم الشاب كيليان إيمبابي لوتان، والذي يلفت الأنظار مع الفريق الفرنسي هذا الموسم، فقد سجل هدفا اليوم بعُمر الـ18 عاما و63 يوما، ليصبح ثاني أصغر هداف على الإطلاق في تاريخ الأدوار الإقصائية بدوري أبطال أوروبا، خلف بويان كريكيتش الذي سجل مع برشلونة في عمر الـ17 عاما و217 يوما.
كذلك أصبح إيمبابي ثاني أصغر مُهدّف فرنسي في تاريخ دوري أبطال أوروبا، خلف كريم بنزيمة الذي سجل رفقة ليون الفرنسي وهو في عمر الـ17 عاما و352 يوما.
كذلك أصبح الفرنسي الشاب أصغر مسجل أوروبيا لفريق موناكو على الإطلاق، ليتجاوز ديفيد تريزيجيه الذي سجل بعمر الـ20 عاما و7 أيام.
مما لا شك فيه أن مستقبلا كبيرا ينتظر إيمبابي الذي يمتلك قدرات رائعة وأرقام تهديفية مميزة بهذا العمر الصغير.
مقالات أخرى للكاتب
-
كيف أهدرت البرازيل انتصارا في المتناول على سويسرا؟ الأحد، 17 يونيو 2018 - 23:07
-
كيف تهزم بطل العالم؟ المكسيك تقدم درسا من 3 خطوات الأحد، 17 يونيو 2018 - 20:51
-
ملامح بيرو والدنمارك.. كيف أنقذ شمايكل بلاده من الطوفان البيروفي السبت، 16 يونيو 2018 - 21:10
-
النهائي الأول لليفربول منذ 11 عاما .. في ليلة استحق روما فيها الإشادة الأربعاء، 02 مايو 2018 - 23:54