قبل المباراة التي انتهت برباعية قال لويس إنريكي إن أوناي إيمري يعرف أسلوب لعب برشلونة جيدا. وهو ما أثبته إيمري خلال اللقاء الذي جمع بين الفريق الكتالوني وباريس سان جيرمان على أرض الأخير.
الضغط العالي الذي مارسه باريس سان جيرمان على برشلونة منذ بداية اللقاء حرم الضيوف من بناء الهجمة بشكل سليم والوصول لمناطق الفريق الفرنسي، إيمري استغل عدم قدرة لاعبو برشلونة على الخروج بالكرة وقرر الضغط عليهم من منتصف الملعب. وحتى لو قام برشلونة ببناء الهجمة، كان تمركز باريس يجبر برشلونة على لعب سلبي حتى تنظيم باريس لصفوفه.
لاحظ كيف يتمركز باريس سان جيرمان في اللقطات التالية.
حيلة إيمري نجحت، وقُطعت الكرة من ميسي لتذهب لدراكسلر الذي وضعها في الشباك معلنا عن الهدف الثاني.
بجانب نجاح باريس في ممارسة عملية الضغط على برشلونة، لم يكن باستطاعة ثلاثي وسط برشلونة التغلب على انتشار باريس سان جيرمان في وسط الملعب أو حتى الالتحام معه.
فجوميش وإنييستا وبوسكيتس قطعوا الكرة 4 مرات فقط خلال اللقاء، وهو نفس ما قام به ماتويدي بمفرده في الجانب الفرنسي.
ثلاثي برشلونة فشلوا أيضا في مجارة سرعة تحول باريس سان جيرمان من الدفاع للهجوم والاختراق عن طريق دي ماريا وماتويدي.
في اللقطة التالية نجد أن دي ماريا بمساعدة من رابيو نجح في الخروج من منطقة جزاء فريقه والوصول لوسط ملعب برشلونة وصناعة فرصة للتسجيل لماتويدي خلال أقل من 10 ثوان فقط.
وما ساعد باريس سان جيرمان على التحولات السريعة هو عدم وجود لاعب قادر على اعتراض هجمات الفريق الفرنسي، وهنا كانت مشكلة إنريكي الكبرى، فبرشلونة لا يعتمد على لاعب قوي مدمر قاطع للكرات؛ لكنه يعتمد على الضغط المبكر على الخصم ومنع الهجمة من البداية كما جرت العادة منذ جوارديولا. لذا كان من الطبيعي أن نرى كل هذه المساحات في وسط برشلونة التي ينتشر بها لاعبو باريس دون رقابة.
وبذكر دي ماريا، أثبت إيمري أنه يعرف برشلونة جيدا ويعرف كيف يستغل مفتاح لعب ريال مدريد سابقا أمامهم.
إيمري بدأ بدي ماريا في مركز الجناح الأيمن؛ لكن كان هذا على الورق. في الملعب الأمر اختلف.
دي ماريا كان يتوغل لعمق الملعب لصناعة اللعب وتوزيعه بدلا من الركض بجوار الخط وممارسة مهام الجناح بشكل تقليدي. لذا صنع 4 فرص للتسجيل.
أماكن صناعة الفرص لدي ماريا من موقع "whoscored.com".
دخول دي ماريا إلى العمق ترتب عليه انطلاق ماتويدي من وسط الملعب للهجوم في المسافة بين سيرجي روبيرتو وبيكيه وساعده في ذلك تواجد دراكسلر دائما على الجانب الأيسر لسحب أندري جوميش إليه وخلق فراغ ينطلق فيه ماتويدي.
هذا اللعبة تكررت أكثر من مرة لكن ماتويدي فشل في استغلالها.
باريس سان جيرمان لم ليكن ليستغل تلك المساحات في وسط ملعب برشلونة لولا وجود أدريان رابيو، الذي قام بربط خطوط فريقه ببعضها بعض، وذلك عن طريق التحرك بين خطوط برشلونة والتمرير حيث بلغت دقة تمريراته 87%.
إيمري أثبت أنه يعرف برشلونة عن ظهر قلب أيضا حينما كان يلجأ فريقه للدفاع.
في مباراة برشلونة الأخيرة مع ألافيش، عانى رفاق ميسي في الوصول لمرماه الحارس باتشيكو حتى سجلوا الهدف الأول وكانت أغلب تمريراتهم بعرض الملعب بسبب تكتل ألافيش على حدود منطقة الجزاء.
وفي مباراة باريس، كرر إيمري نفس ما فعله بليجرينيو لكن جودة لاعبي الفريق الباريسي كانت العامل الفارق. فمبجرد خسارة الكرة كان كل لاعبي فريق العاصمة يعودوا للتمركز خلف الكرة.
هنا نجد أن دي ماريا ودراكسلر وكأنهم أجنحة دفاعية وكافاني وحيدا في المقدمة لمنع أجنحة برشلونة من تبادل المراكز والكرة وعمل "أوفرلاب".
أو العودة والانتشار بعرض منطقة الجزاء وترك الكرة لبرشلونة للقيام بتمريرات سلبية.
أسلوب إيمري لم يجعل برشلونة يهدد مرماه باستثناء كرة واحدة عن طريق أندري جوميش في هجمة بدأها نيمار. لكن هذه الفرصة لم تتكرر، لماذا؟
فرصة برشلونة لم تكن من هجمة منظمة؛ بل كانت من هجمة مرتدة على باريس والسبب أن الفريق الفرنسي لم يكن مستعدا لهجوم برشلونة لأن باريس سان جيرمان كان في حالة هجوم.
عدم تكرار تلك الفرصة لبرشلونة كان لقدرة باريس سان جيرمان على الوصول بكل هجمة لمرمى برشلونة وإنهاءها سواء بوضعها في المرمى أو بتحويلها لركنية أو لضربة مرمى وهكذا.
وعدم تكرار تلك الفرصة أيضا كان بسبب سيطرة باريس سان جيرمان على الملعب طولا وعرضا، وربما تفسر تمريرة إنييستا البائسة للخلف بسبب عدم وجود أي فرصة للتمرير الإيجابي وبناء الهجمة حال برشلونة في المباراة.
إيمري نجح في عزل برشلونة واستغل نقاط ضعفه باستغلال خصائص لاعبيه في ضربه وجعله زيارته لحديقة الأمراء كأن لم تكن. في المقابل لم يفعل إنريكي أي شئ حتى الدقيقة 73 بالدفع براكتيتش بدلا من إنييستا لمواجهة طوفان هجمات باريس سان جيرمان لكن نزول الكرواتي لم يشفع لبرشلونة ولم يصنع الفارق بسبب الاكتفاء برباعية ولجوء باريس لتأمين النتيجة التي جعلته يضع قدما ونصف في ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا.