مواجهة ميدو - شحاتة.. أكثر من مجرد مباراة في وسط الجدول
الإثنين، 13 فبراير 2017 - 00:55
كتب : فادي أشرف
يعود الدوري المصري في دوره الثاني حاملا مواجهات تحمل في طياتها ما هو أكثر من الـ3 نقاط.
السبب في ذلك هو عودة مدربين من أصحاب الشخصيات ذات الحضور والتأثير على الساحة الكروية المصرية للعمل في الدوري المصري. على سبيل المثال علينا انتظار مواجهتي مؤمن سليمان مع سموحة ضد الأهلي وضد الزمالك، ومواجهته ضد ميدو في كلاسيكو المدربين الشباب، كذلك مواجهة جديدة بين حسن شحاتة والزمالك وأخرى بين المعلم وحسام البدري بالإضافة للمنافسة الدائمة بين حسام حسن والبدري.
ونستهل تلك المواجهات في الجولة الـ18 يوم الاثنين بمواجهة بين أحمد حسام "ميدو" وحسن شحاتة، الأول مدربا لوادي دجلة عاشر الدوري بـ21 نقطة والثاني مديرا فنيا لبتروجيت سابع الدوري بـ25 نقطة.
لن تجد في هذا الموضوع وصفا لمراحل الوئام والصراع بين شحاتة وميدو، بل ما نظن أنه أهم من ذلك.
الكرة المصرية في هذه النقطة من الزمن، وبالتحديد منذ 2014، تمر بمنعطف هام في تاريخها فيما يخص الطرق – أو الفلسفة – التي يتبعها المدربين، وهو الصراع بين الكرة الهجومية التي يصفها أنصارها بـ"الكرة الممتعة"، والكرة الدفاعية التي يصفها محبوها بـ"الكرة العملية".
الصراع ذاته مستمر في كرة القدم حول العالم، يمكن تلخيصه في تصريحات سيسك فابريجاس لاعب وسط تشيلسي قبل أيام حين قال: "اللاعبون الموهوبون أصبحوا مهمشين لصالح اللاعبين الأقوى والأسرع، النجاح أصبح أصعب للموهوبين".
بطريقة غير مباشرة، أشار فابريجاس لصراع قائم حول العالم الآن، ذلك الصراع بين مدرسة تعشق بيب جوارديولا ويورجن كلوب وأخرى أيقوناتها جوزيه مورينيو وأنطونيو كونتي. أو بشرح أبسط، هؤلاء الذين سيضعون فابريجاس في تشكيلتهم الأساسية ضد من سيفضلون نيمانيا ماتيتش على فابريجاس.
عودة إلى مصر، برز ذلك الصراع بشكل كبير في عام 2014 مع استقدام الزمالك لمدرب يمكن وصف عقيدته بأنها دفاعية وهو جايمي باتشيكو. سجل 19 هدفا مع الزمالك في 12 مباراة، أو هدف ونصف في المباراة، فيما استقبل فيهم فقط 7 هدفا. في مواجهة الأهلي بمدربه خوان كارلوس جاريدو الذي كان هجوميا صرفا – سجل 66 هدفا في 33 مباراة، أو هدفين في المباراة، بينما استقبل 39 هدفا.
لم يثر الجدل بهذا الزخم الذي نعيشه الآن بسبب الفروق الكبيرة بين قائمتي الأهلي والزمالك في هذا التوقيت لصالح الأبيض.
ولكن الزخم بدأ مع كأس الأمم الإفريقية وتعرض المتابعين بشكل مكثف لمدرسة "الكرة العملية" مع أحد أهم روادها هيكتور كوبر.
ومن وجهة نظر ميدو وشحاتة في كوبر، من الممكن أن نلخص الصراع الذي سنشهده في استاد القاهرة، بعد 11 عام تقريبا من صراع من نوع أخر بين ميدو وشحاتة خلال مباراة مصر والسنغال في كأس الأمم الإفريقية 2006.
"كوبر يعاند في طريقة لعبه، ومصمم عليها.. الناس اعتادت أن ترى كرة جميلة واستحواذ" في مواجهة "واثق في منتخب مصر تحت قيادة كوبر الواقعي، والفريق الآن بات منظما ومن أقوى المنتخبات المشاركة في كأس الأمم"، أو "برافو كوبر أفضل مدير فني جاء إلى مصر منذ سنوات طويلة" ضد "أحب المتعة في كرة القدم.. كل شيخ وله طريقة".
ميدو ضد شحاتة: Sexy Football vs. Ugly Football
مصطلح Sexy Football أو "كرة القدم المثيرة" هو المصطلح الذي يطلقه أنصار كرة القدم الدفاعية على المدرسة الأخرى، وما يرد عليه محبي كرة القدم الهجومية بمصطلح Ugly Football، أو كرة القدم القبيحة.
في 58 مباراة لميدو كمدرب، سجلت فرقه 93 هدفا واستقبل 54 هدفا، أي أنه يسجل 1.6 هدف في المباراة واستقبل 0.93 هدف في المباراة.
أما شحاتة، ففي 166 مباراة سجل 277 هدفا واستقبل 178 هدفا. فرق شحاتة بسجل 1.7 هدف في المباراة وتستقبل 1.07 هدف في المباراة.
لكن هل هذا يعني أن فرق شحاتة تفوز وفرق ميدو تخسر؟ لا بالطبع.
الأمر ليس كذلك، بطريقة حساب نتائج تلك المباريات في البطولات المختلفة الفوز يساوي 3 نقاط والتعادل يساوي نقطة والخسارة تساوي عدم الحصول على نقاط، وقسمة الرقم الإجمالي على عدد المباريات التي خاضها كل مدرب، حصل شحاتة على 1.75 نقطة في المباراة الواحدة، بينما حصل ميدو على 1.74 نقطة.
المواجهة الأخيرة بين ميدو وشحاتة كانت في 24 أكتوبر 2015، وفيها تعادل المقاولون مع الإسماعيلي 0-0. تلك المباراة شهدت 4 تسديدات من الإسماعيلي "ميدو" على المرمى بينما سدد المقاولون "شحاتة" 3 مرات فقط.
مواجهة استاد القاهرة لن تعني أي مدرسة فيهم ستستمر والأخرى ستندثر لكنها ستكون جولة في صراع يميل في ناحية مدرسة "الكرة القبيحة" في مصر خاصة، خاصة في أعقاب مباراة بين الأهلي والزمالك شهدت محاولتين فقط من كل فريق على مرمى الأخر طوال 90 دقيقة، ونجاح كوبر مع الفراعنة في كأس الأمم الإفريقية.
كرة القدم تلعب لأجل الفوز، وفلسفة المدربين تسير بنفس طريقة صيحات الموضة، في نهاية التسعينيات وبداية الألفية كانت الكرة الدفاعية والهجمات المرتدة هي السائدة، قبل ثورة لويس أراجونيس وبيب جوارديولا في إسبانيا وبرشلونة، والتي يخفت شمسها الآن لصالح مدارس أكثر واقعية مثل أنطونيو كونتي وفيرناندو سانتوس بطل أوروبا وكلاوديو رانييري بطل الدوري الإنجليزي بأقل نسبة استحواذ في تاريخ بطل البريمييرليج في انتظار خفوت شمسها وشروق الأخرى مرة ثانية وهكذا.
المواجهة لن تحسم بين المدرستين في مواجهة وادي دجلة والمقاولون، ولكن من يريد رؤية مواجهة بين ممثلين صريحين للمدرستين عليه رؤية مواجهة كبرى بين ثنائي من أهم المدربين على الساحة الكروية المصرية حاليا.