وضعت جماهير أرسنال بداية هذا الموسم آمالها على الثنائي أليكسيس سانشيز وميسوت أوزيل من أجل جلب لقب الدوري المفقود منذ 2003 وحتى الآن عن المدفعجية.. والسبب ما قدمه الثنائي الخارق في الموسم الماضي.
سانشيز لم يخذل جماهيره فصال وجال حتى الآن متربعا على عرش صدارة الهدافين في الدوري الإنجليزي ومهديا زملائه 8 أهداف جعلته أكثر من ساهم سواء بالتسجيل أو صناعة الأهداف لفريقه على مستوى الدوريات الأوروبية الكبرى.
بينما أوزيل هذا الموسم يقف متفرجا على كل ما يجري على أرضية الملعب مكتفيا بمتابعة زملائه وهم يركضون من حوله ومتفضلا عليهم بتمريرة كل حين وأخر على عكس الموسم الماضي الذي كان دينامو لا يتوقف عن صناعة الأهداف.
فبعد صناعته لـ19 هدفا الموسم الماضي في الدوري الإنجليزي، لم يقم عازف الليل سوى بصناعة 4 أهداف فقط حتى الآن ولكنه سجل 5 أهداف مقارنة بـ6 أهداف الموسم الماضي.
ولم يقم أرسين فينجر بتغيير مركز أوزيل، أو إجراء أي تغيير في طريقة اللعب سوى بالإعتماد على سانشيز كمهاجم بدلا من أوليفييه جيرو. سانشيز أصبح أكثر فاعلية وشراسة على المرمى ولكن ماكينة صناعة الأهداف الألمانية توقفت عن العمل.
هل مركز سانشيز الجديد وتحركاته غطت على مساحة أوزيل في الملعب أم أن مستوى أوزيل أنخفض أم أن مهامه في الملعب هذا الموسم اختلفت؟ أسئلة كثيرة تحتاج إلى إجابة.
من يشاهد أرسنال يرى أن أوزيل لا يبذل أي مجهودا يذكر وهي طبيعة لعبه فالألماني لا يركض كثيرا، ولكنه متوقف تماما فلو مرت الكرة أمام قدمه فلن يضغط للحصول عليها.
حالة غريبة وصل لها اللاعب الألماني منذ بداية الموسم الحالي وبدء الحديث عن مفاوضات التجديد لأرسنال والحديث أيضا عن رغبته في الرحيل عن الفريق بنهاية هذا الموسم بحثا عن الألقاب والإنجازات في مكان أخر.
ولكن جماهير أرسنال تعلم ذلك وتعلم أيضا بأن نفس تلك الأخبار تخرج على نجمها الأخر أليكسيس سانشيز ونفس الحديث عن رغبته أيضا في الخروج من ملعب الإمارات بنهاية هذا الموسم.
ردود أفعال الثنائي على تلك الأنباء سواء كانت صحيحة أو خاطئة مختلفة، فسانشيز قرر أنه في حال كان هذا موسمه الأخير فهو سيقاتل من أجل رفع أسهمه أكثر وأكثر وتحقيق إنجاز يسجل له بقميص أرسنال حينها سيرحل مرفوع الرأس أو سيقدم له فينجر كل ما يتمنى ويطلب من أجل الإبقاء عليه.
بينما أوزيل فقرر أنه لن يقاتل على شيء ولن يقدم شيئ فإما التجديد وتلبية مطالبه من أجل إستعادته كلاعب مهم في تشكيلة الفريق وإما تركه يرحل في سلام بنهاية الموسم خصوصا أنه ليس بفائدة تذكر على أرض الملعب خلال مباريات هذا الموسم.
أحد أساطير أرسنال وهو مارتين كيون وصف أداء أوزيل في الملعب هذا الموسم بـ"التحفة غالية الثمن".. فهو للزينة فقط على أرضية الملعب ولكنه كلف خزائن الفريق 42 مليون جنية إسترليني للتعاقد معه منذ ثلاثة أعوام.
ورغم تراجع أرقام اللاعب في صناعة اللعب إلا أنه مازال محافظا على نسبة تمريراته الصحيحة القريبة من 89% إلا أن متوسط عدد تمريراته في المباراة الواحدة انخفض من 62 إلى 59 تمريرة.
غياب التركيز كان واضحا على دقة تسديداته التي انخفضت من 67% الموسم الماضي إلى 50% هذا الموسم رغم أنه سجل هدف أقل حتى الآن بعد 24 أسبوع مما سجله طوال الموسم الماضي.
بينما أوزيل في دوري أبطال أوروبا يبدو أفضل لاعب في تشكيلة المدفعجية، فهو سجل 4 أهداف وصنع 3 أخرى لزملاءه في مباريات دوري المجموعات الستة قبل ملحمة بايرن ميونيخ هذا الأسبوع.
الإجابة عن السر وراء إنخفاض مستوى أوزيل يبدو صعبا فلكل سبب يوجد رد منطقي لإسقاطه، انخفاض بدني وعدم قدرة على مجاراة اللعب القوي في إنجلترا؟ حسنا هذا موسمه الثالث وأوزيل قدم موسما ماضيا مميز فنيا وبدنيا.
قد تكون المشاركة في يورو 2016 الصيف الماضي قد أثرت على أداءه البدني وظهر الإرهاق عليه منذ البداية وبمرور المباريات أصبح الإرهاق واضحا على أداءه حتى وصل إلى ذروته في المباريات الأخيرة.
يرغب في الرحيل ولا يريد اللعب أو تقديم شيء لأرسنال؟ حسنا هو يقدم أداء مميزا في مباريات دوري الأبطال بعكس مباريات الدوري.
لغز كبير يقدمه أوزيل بأداءه هذا الموسم.