حكاية باسوجوج - قصة رحلة أمريكية وهاتف للدنمارك ليكون الأفضل في إفريقيا

الثلاثاء، 07 فبراير 2017 - 17:18

كتب : محمد يسري

كريستيان باسوجوج

قبل 5 أشهر لم يكن أحدا ليعرف من هو كريستيان باسوجوج. حتى مدرب منتخب الكاميرون هوجو بروس.

كريستيان باسوجوج

النادي : الأخدود

باسوجوج توج بلقب أفضل لاعب في بطولة إفريقيا بعد أن قاد الأسود الكاميرونية للفوز باللقب للمرة الخامسة في تاريخها، بجيل شاب قاده البلجيكي بروس ضم: فابريس أوندوا أفضل حارس في البطولة، وبنجامين موكندجو وفينسينت أبوبكر بعد تمرد لاعبي الكاميرون وعدم رغبتهم في تلبية النداء الوطني.

رؤية أمريكية لأرض الخير تسلط الضوء على باسوجوج

في نوفمبر عام 2014، ذهب المدير الرياضي جاسون أرنولد لنادي"ويلمينتون هاميرهيدز" الأمريكي إلى الكاميرون في رحلة استكشافية بحثا عن المواهب رفقة مساعده السابق ليو كولين.

هدف أرنولد وكولين كان مؤسسة "رينبو" للاستثمارات الرياضية التي يترأسها تنفيذيا كينزلي بونجونج، والتي تمتلك نادي يحمل نفس الاسم، هدفه تطوير اللاعبين وتنميتهم.

يقول أرنولد: "حين ذهبت للكاميرون، وجدت أنها أرضا للخير بسبب كثرة اللاعبين أصحاب المواهب الممتازة، حيث عرض علينا النادي 40 لاعبا كانوا رائعين للغاية، والأكثر روعة أنهم يتحدثون الإنجليزية".

روعة الأداء وإيجادة اللغة الإنجليزية بطلاقة –على الرغم من تحدث الكاميرون للفرنسية- تسببا في التوقيع مع لاعبين فقط في أبريل عام 2015، الأول كان لاعب الوسط براين أنونجا، والثاني كان بطل قصتنا: باسوجوج.

انتقال باسوجوج تم خلال 5 أشهر فقط.

اللعب في أمريكا

انضم باسوجوج لويلمينتون هاميرهيدز في منتصف الموسم، حيث كان يشارك النادي في دوري الدرجة الثالثة الأمريكي في هذا الوقت، وذلك بسبب الثقة التي حصل عليها من المدير الفني للفريق كارسون بورتر، كما صرح في المؤتمر الصحفي الخاص بتقديم لاعبيه الجدد.

وفي مايو، شارك باسوجوج لأول مرة مع فريقه الجديد أمام فريق لويسفيل سيتي، قبل أن يغادر الملعب في الدقيقة 49، في مباراة خسرها ويلمينتون هاميرهيدز بثلاثية دون رد.

3 أشهر لعب فيهم الجناح الكاميروني 12 مباراة، بوقاع 9 مباريات أساسيا، و3 مباريات بديلا صنع فيهم هدفين فقط، جعلوه ينتقل لنادي ألبورج الدنماركي.

الدنمارك

في أغسطس عام 2016 وقع باسوجوج عقدا احترافيا مع فريق ألبورج يمتد لـ4 مواسم ونصف الموسم، لكنه لم يشارك مع الفريق حتى شهر سبتمبر حين شارك بديلا أمام فريق ليستريب في كأس الدنمارك لمدة 28 دقيقة فقط.

من أغسطس وحتى فبراير لم يشارك باسوجوج مع الفريق سوى 44 دقيقة فقط في مسابقة الكأس، لذا لم يكن معروفا لجماهير ناديه، لدرجة جعلت الجماهير تتسأل: هل هذا لاعبنا؟ أم لاعب لاتسيو الإيطالي جوزيه مينالا؟ بسبب التشابة في ملامح الوجه عندما قام حساب النادي بتهنئة باسوجوج بعيد ميلاده الـ20 عبر فيسبوك.

تساؤل الجماهير لم يكن عن اللاعب فقط، بل أيضا كان عن عمره. هل من المعقول أن يكون هذا وجه إنسان أطفأ شموع عقده الثاني بعد؟

لكن في الموسم الحالي، أصبح باسوجوج عنصرا أساسيا في ألبورج، لكن ليس في مركز الجناح الذي يلعب فيه مع الكاميرون، بل في مركز المهاجم. بسبب مدربه السابق لارس سوندرجراد الذي فضل الدفع به في عمق الملعب بدلا من الأطراف بعد تسجيله لهدفين وهو رأس حربة في مباراة ودية أمام فريق سيوني لوينسي الجورجي.

الإنترنت ومكالمة هاتفية ليصبح لاعبا دوليا

حين تولى هوجو بروس منتخب الكاميرون أرسل سيرته الذاتية عن الإنترنت للمنتخب الكاميروني، وحين أراد البحث عن لاعبين لضمهم للمنتخب استخدم الإنترنت أيضا.

يقول بروس: "كنت أبحث عن لاعبين للمنتخب عن طريق الإنترنت، وجدت قائمة كبيرة من اللاعبين، يلعبون في كل بقاع الأرض ويحملون الجنسية الكاميرونية، في أذربيجان، في أماكن أخرى أنا لا أعرف أين تقع".

"رأيت اسما للاعب يلعب في الدنمارك، لم أكن أعرفه، حقيقة، إذا سُئلت عنه قبل 5 أشهر كنت لن أجاوب؛ لأنني لم أكن أعرفه"

لكن بروس أراد معرفة باسوجوج؛ لذا طلب من بعض أصدقائه في الدنمارك معلومات عنه.

جاءت إجابة أصدقاء المدرب البلجيكي مذهلة للغاية، إنه لاعب صغير السن، سريع، مهاري، ويعرف كيف يفعل بالكرة ما يريد.

أرسل بروس مساعده لمشاهدة باسوجوج في أحدى اللقاءات، وبعد اللقاء قال له المساعد أنه يجب أن يأتي ويشاهده بنفسه من أرضية الملعب.

يوضح بروس: "بعد مشاهدة باسوجوج من الملعب، قررت أنه سوف يكون معنا في المنتخب. أنا ذهبت لمشاهدة إمكانياته وقدراته، ووجدت أن الفرصة قد حانت لكي يرى الكل أنه لاعب ممتاز".

انضم باسوجوج لقائمة الكاميرون في الجابون، ولم يكن قد خاض إلا مباراة دولية واحدة فقط، أمام زامبيا، شارك فيها بديلا، حيث فضل بروس عدم الدفع به أساسيا منذ بداية اللقاء خوفا عليه من رهبة قميص المنتخب.

رحلة انطلقت منذ 15 شهرا، بدأت من دوالا الكاميرونية، مرورا بنورث كارولينا الأمريكية وأولبورج الدنماركية؛ اختتم فصلها الأول وباسوجوج بطلا متوجا على عرش إفريقيا في مدينة ليبرفيل، ترى: ماذا تحمل باقي فصول القصة في القادم من الأيام؟

التعليقات