فعلها الأبطال، وحققوا إنجازا كبيرا مستحقا، ليسعدوا الشعب المصري ويوحدوه خلفهم مرة أخرى في لقطة غابت عنا منذ سنوات، تحية لكل بطل من أبطال هذا الإنجاز ومعهم الجهاز الفني المحترم بقيادة الأرجنتيني المخضرم هيكتور كوبر.
بهذه الكلمات كنا سنكتب ونهلل حال فوز المنتخب المصري بمباراة الأمس، مباراة النهائي الإفريقي، وبهذه الكلمات أكتب أيضا بعد الهزيمة، فهي هزيمة بطعم النصر، وهؤلاء اللاعبين يستحقون منا كل الدعم والإشادة بل والتصفيق والتكريم والاحترام لما بذلوه من جهد وعرق وتعب، ليس في مباراة الأمس، وإنما في البطولة بأكملها.
نعم هؤلاء أبطال حقا، فعندما تصل للمباراة النهائية في أول مشاركة لك بعد غياب لسبع سنوات فأنت بطل، وعندما تخسر بشرف في الدقيقة 88 فأنت بطل، وعندما يتحقق كل ذلك وأنت تلعب في ظل إصابات وغيابات فأنت بطل وتستحق منا كل الدعم.
لا تذبحوا هؤلاء النجوم، فهذه هي كرة القدم، وتلك أول مبادؤها، أن تتقبل الفوز والخسارة، وأن تصفق للفائز وتحترم الخاسر، ولا يجب أن ننسى أننا لم نكن مرشحين للقب من الأساس، ولم نكن لنصل إلى تلك المرحلة لولا جهد وعرق اللاعبين والجهاز الفني.
فتحي لعب في 3 مراكز، الحضري تألق وزاد عن مرماه وهو ابن الـ 44 عاما، حجازي وجبر تفوقوا على أنفسهم، النني لعب النهائي وهو غير مكتمل الشفاء، هؤلاء النجوم أعطونا دروسا في التفاني والإخلاص للوطن، فلهم منا كل التشجيع والدعم فيما هو قادم، فالأهم لم يأتي بعد، الأهم هو كأس العالم.
سبع مرات أبطال لأمم إفريقيا، نتفوق عن أقرب منافسينا حتى بعد بطولة الأمس ببطولتين، فنحن لدينا تشبع من بطولة إفريقيا، ولكن ماذا عن البطولة الأغلى والأقيم.. كأس العالم ؟ لم نتأهل منذ قرابة الـ 28 عاما، والآن نحن على بعد خطوة واحدة من العودة إليها وهذا هو الأهم، فهل نذبح فريقنا وجهازه ونضيع حلم التأهل؟! أم نقف خلف الفريق وندعمه حتى الوصول والمنافسة في المونديال؟ بكل تأكيد كلنا خلف منتخبنا الوطني.
أخيرا، رغم حزني لضياع الكأس، إلا أنني سعدت لفرحة إيتو، ذلك النجم الكبير الذي حرمناه من تذوق حلاوة فرحة التأهل لمونديال 2006، وحرمناه من حمل الكأس السمراء في 2008، ها هو يتذوق الفرحة أخيرا بعد اعتزاله، تلك هي حلاوة الكرة، وتلك هي متعة المنافسة، سرقنا منه الفرحة وسرقناها من غيره بجهدنا وكفاحنا، فتقبلها هو، وتقبَلتها غانا وكوت ديفوار من قبل، والآن جاء دوره ودور شعب الكاميرون في الفرحة، وجاء دورنا في تقبلها بعزة نفس وكبرياء، فلنفرح لفرحة إيتو ولنسعد بفريقنا الذي استعاد هيبته وسط الكبار وندعمه للوصول للمونديال