كتب : محمد يسري
بعد تمرد من اللاعبين وخيبة أمل في كأس العالم 2014 لم يجد الألماني فولكر فينكه حلا سوى الاستعانة بجيل كاميروني جديد للعودة بالأسود للعرش الإفريقي.. أحد هؤلاء كان حارس في الـ18 من عمره يلعب لفريق الرديف في برشلونة يدعى جوزيف فابريس أوندوا، بطل قصتنا اليوم.
أوندوا المولود في العاصمة الكاميرونية ياوندي عام 1995، بدأ رحلته مع كرة القدم في أكاديمية الأسطورة الكاميرونية صامويل إيتو عام 2006، والتي أسسها مهاجم برشلونة السابق في العام ذاته من أجل مساعدة المواهب الشابة في بلاده في الحصول على رعاية طبية ورياضية لتمثيل الأسود في المستقبل.
بطموحات للسير على خطى مثله الأعلى، الحارس الكاميروني الأسطوري توماس نكونو حامي عرين الجيل الأسود في مونديال 1990، انتقل أوندوا رفقة ابن عمه أندي أونانا –الذي ينشط حاليا في فريق أياكس الهولندي- لفرق الناشئين في برشلونة عام 2009، حيث فضل عرض الفريق الكتالوني على أتليتكو مدريد.
تألق أوندوا ظهر مبكرا حيث حصل على لقب كأس "نايكي" الدولية عام 2011 رفقة فريق الناشئين دون 17 عاما، الجيل الذي وصفته صحيفة "موندو ديبورتيفو" الإسبانية المقربة من فريق الإقليم بأنه "مستقبل برشلونة"، حيث ضم جين دونجو وجيرار ديولوفيو لاعب ميلان الحالي المعار من إيفرتون، خوردي سامبر، هيكتور بيلليرين لاعب أرسنال الحالي، أليكس جريمالدو ظهير أيسر بنفيكا حاليا وساندرو بعد التغلب على مانشستر يونايتد وكولو كولو التشيلي وباتشوكا المكسيكي.
وفي موسم 2013-2014 كان أوندوا يقود فريق الشباب دون 20 عاما، للفوز بأول لقب لمسابقة دوري أبطال أوروبا للشباب، حيث تصدر الفريق الكتالوني المجموعة الثامنة التي ضمت بجانبه ميلان، أياكس، وسيلتك بخمسة انتصارات وتعادل وحيد، قبل إقصاء كونبهاجن، آرسنال، شالكة حتى التغلب على بنفيكا في النهائي بثلاثية دون رد، في جيل ضم منير الحدادي، أداما تراوري، ويلفرد كابتوم وأنطونيو سانباريا.
التصعيد لرديف برشلونة المنافس في دوري الدرجة الثانية الإسباني في ذلك التوقيت، جعل فينكه يضمه للمنتخب حيث خاض مباراته الدولية الأولى بعمر الـ18 عاما، وثمانية أشهر و13 يوما فقط، أمام منتخب الكونجو في تصفيات بطولة إفريقيا 2015، وانتهى اللقاء بفوز الكاميرون بهدفين دون رد ليخرج أوندا بشباكه نظيفة.
وبعد 10 أيام من لقاء الكونغو، خاض أوندوا لقاءه الثاني أمام منتخب ساجل العاج وفازت الكاميرون 4-1، وقدم الحارس الشاب أداء استحق عليه إشادة مدربه الألماني الذي قال عنه: "قدم لنا إضافة كبيرة في اللقاء بسبب تصدياته الممتازة، خصوصا وأن كوت ديفوار منتخب يضم لاعبين في أندية أوروبية كبيرة مثل بوني وتوريه وجيرفينيو".
أوندوا شارك في كل مباريات التصفيات ولم تهتز شباكه سوى في لقاء كوت ديفوار، إلا أن مشاركة الكاميرون في البطولة التي أقيمت في غينيا الاستوائية لم تكن جيدة، بعد خروج الأسود من دور المجموعات بنقطتين فقط من تعادلين أمام مالي وغينيا وخسارة من كوت ديفوار.
وعلى الرغم من قدرة أوندوا على التمرير الجيد بالقدم وهى الصفة التي تُعد هامة لاختيار حراس المرمى في برشلونة إلا أنه فضل الرحيل عن كتالونيا بسبب عدم مشاركته مع الفريق الرديف حيث ظل بديلا للحارس أدريان أورتولا، وانتقل لفريق "بولا مافيموت" إلا أنه لم يستمر طويلا ورحل لفريق خيمانستك الذي أعاره مطلع الموسم الحالي لفريق إشبيلية أتلتيكو أو الفريق الرديف لإشبيلية، الذي يشارك في دوري الدرجة الثانية الإسباني.
25 مباراة دولية بالإضافة لمشاركته في بطولة إفريقيا السابقة وتواجده في برشلونة مع المدرب إيزيبيو ساكريستان أضافت له العديد من الخبرات التي ساعدته في الظهور بمستوى رائع مع الكاميرون في الجابون، فلم يستقبل سوى هدفين فقط وقام بـ14 تصدي خلال خمس مباريات في رحلة كتيبة المدرب هوجو بروس.